كشف الأمير «متعب بن عبدالله»، وزير الحرس الوطني السعودي، أنه «سيتم استلام طائرات، أباتشي وبلاك هوك، مطلع العام القادم»، ضمن صفقة تسليح جديدة بين السعودية والولايات المتحدة.
جاء ذلك في تصريحات له عقب اجتماع عقده مع وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هيغل»، أمس الجمعة، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وجرى خلاله «تناول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون بين وزارة الحرس الوطني ووزارة الدفاع الأمريكية»، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وفي تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع، قال وزير الحرس الوطني: «العاهل السعودي يسعى دائما إلى تحديث وتطوير المنظومة العسكرية لكافة القطاعات العسكرية ومن بينها الحرس الوطني، وأن تكون على أعلى المستويات». وأضاف «هناك لجان عسكرية فنية متخصصة تدرس كافة الاحتياجات بما يتناسب مع متطلبات المنظومة العسكرية السعودية».
ورداً على سؤال عن شراء الحرس الوطني لطائرات «أباتشي» و«بلاك هوك» الأمريكية وموعد وصولها للمملكة، قال الأمير «متعب بن عبدالله»: «الطائرات العمودية التي تعاقد الحرس الوطني على شرائها في هذه المرحلة تغطي الاحتياج نسبة إلى عدد من تم تأهيلهم من الطيارين وهي تخضع لجاهزية القواعد وطبيعة الاحتياج والمهام المنوطة بها بالنسبة لما تم استلامه، وقد استلمنا طائرات التدريب، وبالنسبة لبقية الطائرات، الأباتشي والبلاك هوك، فإنها ستصل في مطلع العام القادم». بينما لم يحدد حجم الصفقة ولا عدد الطائرات التي سيتم استلامها.
وتابع الأمير: «الحرس الوطني يقوم بعملية تجديد وتطوير مستمرة، وإنشاء واستحداث أي سلاح تحكمه الحاجة الفعلية لحماية الدين والوطن لا سيما أن الحرس الوطني له مهمتان، مهمة عسكرية دفاعية مع وزارة الدفاع ومهمة عسكرية أمنية مع وزارة الداخلية».
وحول مشاركة السعودية في التحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية»، أكد وزير الحرس الوطني أن بلاده جزء من المجتمع الدولي وقرار إنشاء قوات التحالف يحظى بإجماع عالمي، مشيرا إلى أن «المملكة تربطها مع أمريكا علاقة شراكة إستراتيجية قوية»، وأكد أن «الحرب على الإرهاب والتطرف أينما وجد هو هدف مشترك للجميع ليعود الأمن والسلام لدول المنطقة كافة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تشارك فيه السعودية ضمن تحالف دولي تقوده أمريكا يشارك في توجيه ضربات جوية إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.
وكان الأمير «متعب بن عبدالله»، قد وصل الثلاثاء الماضي، في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تلبية لدعوة تلقاها من وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هيغل»، كما التقى الأربعاء الماضي الرئيس الأمريكي «باراك أوباما».
يُشار إلى أن تقارير عسكرية سابقة لخبراء روس وفرنسيين كانت قد أكدت أن الطائرات السعودية لا تستطيع الدخول مثلا الى الأجواء الإسرائيلية لأن البرامج الالكترونية المركبة على هذه الطائرات لا تسمح بذلك، ويستعمل خبراء التسلح في قاموسهم مصطلع «صفقات الأسلحة الغبية» لوصف تكديس بعض الدول أسلحة لا تتناسب والتحديات العسكرية التي تواجهها.
وتدخل الصفقات التي أبرمتها السعودية ضمن هذا التصنيف بل على رأس الصفقات الأغبى من نوعها في التاريخ الحديث لأنه رغم استثمارها مبالغ خيالية في صفقات الأسلحة منذ اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية ومنذ قيام الثورة الإيرانية تجاوزت 150 مليار دولار، لا تستطيع الآن مواجهة التفوق الإيراني القائم على تكتيك السلاح الرخيص الثمن والفتاك ميدانيا مثل الزوارق النفاثة والصواريخ الباليسيتة.