مسؤول إسرائيلي: إيران تسيطر على باب المندب بواسطة الحوثيين

الاثنين 22 ديسمبر 2014 11:12 ص

قال نائب وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، د.«إفراييم سنيه»، الذي يرأس اليوم مركز الدراسات الإستراتيجيّة في كليّة ناتانيا، الواقعة إلى الشمال من تل أبيب، والذي كان من صقور حزب العمل الإسرائيليّ، واعتزل الحياة السياسيّة قبل عدّة سنوات، لكي يتفرّغ للدراسات والأبحاث الأكاديميّة ان ايران تسيطر بواسطة الحوثيين على مضيق باب المندب لاول مرة وان ذلك يشكل خطرا استراتيجيا على اسرائيل.

وأضاف إنّ سبب القلق الاسرائيلي مرّده أنّ الحوثيين يوسعون منذ عدة أسابيع تخوم سيطرتهم في اليمن، بعد أنْ هزموا جيش السلطة والميليشيات السنيّة المؤيدة للقاعدة، والسيطرة الأكبر للحوثيين كانت على مدينة الميناء اليمني الحديدة وعلى شاطئها، على الساحل الجنوبي الغربي للسعودية والميناء النفطي (رأس عيسى)، على حدّ قول الباحث الإسرائيليّ. وبرأيه، فإنّ «سيطرة الحوثيين على تلك المناطق تثير قلقًا استراتيجيًا، فإيران، وللمرّة الأولى في تاريخها، تُسيطر على المدخل الجنوبيّ للبحر الأحمر على مضيق باب المندب تحديدًا، الذي يفصل آسيا عن إفريقيا»، وتابع قائلاً إنّ «الشاطئ الغربيّ لليمن قريب أيضًا من الشاطئ الغربيّ للمملكة العربيّة السعودية ومن مرافقه الإستراتيجيّة».

بناءً على ما تقدّم، قال «د.سنيه»، أنّ التهديد بات تهديدًا مضاعفًا، إنْ كان على حرية التنقل في المضيق، وإنْ كان على الأمن السعوديّ الداخليّ، لافتًا إلى أنّه في المقاطعات الشرقية للسعوديّة على شاطئ الخليج، يعمل الإيرانيون وبتفوقٍ سياسيّ وعسكريّ من خلال الأقلية الشيعية هناك، وفي هذه الفترة بالذات، زعم «سنيه»، فإنّهم قد يفتحون جبهة أخرى مثل هذه الجبهة غربيّ الدولة. بالنسبة للسعودية، أضاف الباحث، فإنّ سيطرة الحوثيين على غرب اليمن (والقاعدة تسيطر على وسط وشرق الدولة) تمثل خطرًا مباشرًا.

بالإضافة إلى ذلك، رأى أنّ إسرائيل أيضًا لا يُمكنها أنْ تبقى غير مبالية بالبؤرة الإيرانية الجديدة على الممر البحريّ الذي يربطها بآسيا وإفريقيا، وتساءل: «ما الذي يجب فعله من ناحية إسرائيل تجاه هذا التطور؟»، وردّ بالقول: «أولاً ازدادت الحاجة إلى التنسيق مع السعودية حتى رغم وجود قنوات سرية بهذا الخصوص».

لكنّ الوضع الجديد، شدّدّ «د. سنيه»، من شأنه أنْ يُبرر اتصالاً مباشرًا وعلنيًا، وأكثر تركيزًا، وعلى ضوء الرفض التام للمبادرة العربية للسلام من قبل الحكومات الإسرائيلية وسياسة الحكومة الحالية في الموضوع الفلسطينيّ، أضاف «د. سنيه» إنّ الفرصة لحدوث ذلك هي صفر، على حدّ قوله.

مع ذلك أشار إلى أنّ هناك أمرًا واحدًا تتمكّن الإدارة الأمريكيّة تحديدًا القيام به، فمقابل اليمن من الناحية الأخرى للمضيق تقع اريتريا، وفي العقد الأخير اتبعت الولايات المتحدة سياسة تتضمن إضعاف وعزل اريتريا، وهذه سياسة ينبغي دراستها من جديد على ضوء الوضع الإقليمي الجديد، لافتًا إلى أنّ هذه الدولة ليست ديمقراطية، ولكّنها لا تختلف بذلك عن الغالبية العظمى من الدول الإفريقية، وهذه هي الفترة الأنسب لإخراج اريتريا من عزلتها، وتمكينها من الانضمام من جديد إلى الأسرة الدولية، على حدّ تعبيره.

وخلُص إلى القول إنّه يتحتّم علينا عدم نسيان أنّه في اريتريا لا يوجد موطئ قدم للإسلام المتطرّف، وأنّ التعايش الدينيّ موجود ومُستقر فيها، وعندما تكون السودان الدامية من جنوبها، واليمن الجديدة من شرقها، تستطيع أنْ تلعب اريتريا دورًا ايجابيًا في البحر الأحمر، على حدّ تعبيره.

جدير بالذكر أنّه تحت عنوان «عدو عدوي هو صديقي»، نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، دراسة جديدة عن العلاقات السريّة بين إسرائيل والسعودية، جاء فيها أنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين الدولتين، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، منع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة ومنع الجمهورية الإسلاميّة من التحوّل لدولة عظمى في المنطقة، أدّت في الآونة الأخيرة إلى تقارب كبير بين الرياض وتل أبيب.

ورغم أنّ السعودية تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الدولة العبريّة، فإنّ هناك بوناً شاسعًا بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين الدولتين، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار، كما قالت الدراسة.

وترى الدراسة أنّ المبادرة السعودية، التي تحوّلت إلى مبادرة عربيّة، كان هدفها الأساسيّ تحسين صورة المملكة بعد أحداث سبتمبر 2001، ورفضت السعودية جميع المحاولات الأمريكيّة للتقرّب من إسرائيل، كما فعلت في حينه كلّ من قطر وسلطنة عمان، كما أعلنت المملكة في مناسبات عديدة عن أنّها لن تقوم بأيّ خطوة إيجابيّة نحو إسرائيل بعد المبادرة العربيّة، إلا إذا حدث الاختراق في المفاوضات بين تل أبيب ورام الله، ولكنّ الدراسة لفتت إلى أنّ الإطلاع على وثائق (ويكيليكس) تؤكّد لكلّ من في رأسه عينان على أنّه بين الرياض وتل أبيب جرى حوار سريّ ومتواصل في القضية الإيرانيّة.

المصدر | سما

  كلمات مفتاحية

إيران اليمن الحوثيين صنعاء الاحتلال باب المندب الحوثي تنسيق السعودية

محلل إسرائيلي: «ربيع النفط» سيضع نهاية لنفوذ دول الخليج بعد انهيار الأسعار

جنرال إسرائيلي: دور إيران في اليمن يدفع لتقارب إسرائيل مع السعودية

التايمز: لقاء سري بين السعودية وإيران في سلطنة عمان بسبب «داعش»

صحيفة إسرائيلية: «السيسي» قاد السعودية والإمارات إلى تحالف غير رسمي مع إسرائيل

هل يبدأ التطبيع الرسمي ببيع نفط «الرياض» لـ«تل أبيب» بعد تصريح «علي النعيمي»

تل أبيب: بفضل «السيسي» التنسيق الأمنيّ بين مصر وإسرائيل في شهر عسل

بعد «الحديدة» و«ذمار»: مليشيات «الحوثيين» عينها على «باب المندب» ونفط «مأرب»

السعودية تبحث عن التحالف مع إسرائيل

رئيس الشورى الإيراني: مكافحة الإرهاب تكمن في تعاون جميع الدول الإسلامية مع العراق

مصر تهدد بالتدخل العسكري إذا أغلقت «جماعات متطرفة» مضيق باب المندب

إسرائيل تستخدم أموالا إيرانية مصادَرة

«الحوثيون» يعدون القاهرة بتأمين مضيق باب المندب