وصل رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني «علي لاريجاني» فجر الثلاثاء إلى العراق في ختام جولة إقليمية شملت أيضًا سوريا ولبنان.
وقال «لاريجاني» لدى وصوله إلى مدينة النجف، الواقعة 170 كم جنوب بغداد، إن «الكثير من الدول أصبحت متفهمة لحساسيات المنطقة وخطر الإرهاب، وهذا يعد بحد ذاته خطوة إلى الأمام في الحرب على الإرهاب». وأكد في الوقت نفسه على الحاجة لمزيد من التشاور في هذا الشأن. بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
كما انتقد «لاريجاني» الدول التي قال أنها قدمت الدعم الضمني للجماعات الإرهابية، وشدد أن مكافحة الإرهاب «تكمن في تعاون جميع الدول الإسلامية مع الحكومة العراقية لاجتثاث جذور هذه الظاهرة في أسرع وقت ممكن». وقال إن «الهدف من زيارته للعراق هو بحث أهم القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وعقب لقائه مع المرجع الديني «علي السيستاني» اليوم الثلاثاء، تعهد «لاريجاني» بتطبيق توجيهات «السيستاني» التي تمس كافة أطياف الشعب العراقي، وشدد على مواصلة الدعم للعراق في محاربته ضد الإرهاب، رافضا الحديث عن الدعم الأمني للعراق «خلف المايكروفون»، فيما عد المطالبات بإقامة الاقاليم في العراق «قضية داخلية».
وأضاف «لاريجاني» خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقاء «السيستاني» في النجف: «لقد بحثنا مع سماحته قضايا المنطقة التي تشهد توترا ملحوظا، سيما مسألة الإرهاب التي أوجدت مشاكل للمسلمين سواء في سوريا والعراق وغيرها من مناطق العالم».
وأضاف «لاريجاني»: «كلام سماحته يتحسس مسائل وقضايا كافة أطياف الشعب العراقي الشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين والتركمان وغيرهم، وقد أطلعت على نظراته بضرورة التعايش السلمي للجميع في هذا البلد»، مؤكدا «العمل على تطبيق توجيهاته القيمة، فضلا عن متابعة ما تم استعراضه مع المسؤولين العراقيين».
جدير بالذكر أن رئيس مجلس الشورى الإيراني سبق وأن قال إن بلاده أكدت منذ البداية على ضرورة حل الأزمة السورية بما وصفها بـ«السبل السياسية»، لافتًا أنها -إيران- تتعاون مع روسيا في هذا الإطار.
وقال «لاريجاني» خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد أمس الاثنين قبل أن يختتم زيارته إلى لبنان إنه «لو أن بعض الدول لم تتدخل لما ظهرت القوى الإرهابية في المنطقة»، مؤكدًا أنه «لا يوجد بيننا وبين أمريكا أي توافق في ملف مكافحة الإرهاب». وأضاف: «نتعاون مع روسيا لإيجاد حل، وهذا لا شك فيه»، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن «إيران لا تثق بأمريكا التي تستعرض بعض المواقف وتدعي بأنها تعارض التطرف».
وتابع في كلمته خلال المؤتمر موضحًا أن «أمريكا أوجدت ائتلافا وادعت بأنها تقاوم داعش، ولكن ما نراه مجرد شعارات وليس تحركات فعلية، بينما نحن ندعم العراق ونساعده»، وعن الشأن العراقي، عارض «لاريجاني» تقسيم الدولة بالوضع الذي آلت إليه مؤخرًا، مؤكدا ضرورة العمل على وحدة الوجود العراقي لأن التقسيم سيمتد إلى باقي الدول المجاورة، بحسب رأيه.