فتحت الخطوط الجوية العربية السعودية تحقيقًا مع شركة «بوينغ» المصنعة للطائرات عن سبب طفح المياه في إحدى طائرات خطوطها القادمة من واشنطن إلي السعودية، حيث أدى العُطل إلى خروج المياه من دورات المياه في الطائرة وصولًا إلى مقاعد الركاب على متن الرحلة، التي كانت مقبلة من واشنطن إلى جدة أول أمس.

وقررت الخطوط السعودية تعويض المـسافرين المتضررين على متن الرحلة بمنحهم أميال مجانية في قيمة تذكرة السفر إلى واشنطن.

وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة قد تناقلوا أول أمس السبت، عددا من الصور ومقاطع الفيديو للمسافرين في الرحلة المقبلة من العاصمة الأميركية واشنطن إلى جدة، بعد محاصرة المياه للمسافرين وتسربها من دورات المياه إلى مقاعد الركاب وأرجاء الطائرة، ووصولها حتى أقدام الركاب مع انتشار كبير لروائح كريهة تملأ المكان.

ووصف أحد الركاب على متن الطائرة المنظر بأنه كان مؤسفا، والروائح نتنة، والمياه وصلت تحت أقدام الركاب، مضيفا أن «كابتن الطائرة رفض توسلات المسافرين بالعودة إلى واشنطن»، خاصة أن لم يمض على إقلاع الرحلة سوى وقت بسيط، وكان بإمكان الكابتن أن يعود بالطائرة إلى المطار لصيانتها، لكنه رفض وأصر إكما الرحلة ما أسفر عن حالة غضب شديد لأكثر من 12 ساعة وسط روائح نتنة ضايقتهم بشدة، وأثارت مخاوف حول سلامة الطائرة، على حد قول بعضهم.

من جانبه قال المتحدث الرسمي بالخطوط الجوية السعودية «عبدالله الأجهر» لصحيفة «الحياة» إن الخطوط تجري حاليًا تحقيقات موسعة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى طفح مياه دورات المياه إلى مقاعد الركاب، وذلك على الرحلة رقم 038، التي كانت متجهة من واشطن إلى العاصمة الرياض، مشيرًا إلى أنها تجري التحقيقات بمشاركة الشركة المصنعه للطائرة «بوينغ».

وأكد «الأجهر» أن مصدر المياه الطافحة التي حدثت على متن الطائرة هو «أنابيب تصريف مياه غسيل اليدين، والمنفصل تماماً عن نظام الصرف الصحي للطائرة»، مشيرًا إلى أن الخطوط الجوية السعودية قررت تعويض كافة المسافرين المتضررين على متن الرحلة التي عانى ركابها من «طفح المياه» داخل الطائرة عندما كانت مقبلة من واشنطن إلى الرياض، عبر منحهم أميالًا تساوي قيمة التذكرة.

وأضاف أن «التعويض يعتبر تقديرًا لعملاء السعودية المسافرين على الرحلة رقم 038 من واشنطن إلى الرياض بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2014، ومنحهم أميال فرسان تساوي قيمة التذكرة، وسيتم إيداعها في حساب عضوياتهم خلال 72 ساعة المقبلة».

وأشار في الوقت ذاته إلى إنشائها عضويات للمسافرين الذين لا يمتلكون عضوية في برنامج الفرسان، وإيداع الأميال لهم في الفترة ذاتها والمقدرة بـ72 ساعة لتمكينهم من استخدامها لاحقًا في شكل فوري، موضحًا أن الهدف من المكافأة التعويضية بالأميال بدلًا من التذاكر مباشرة هو إعطاء ركاب الرحلة مرونة في اختيار وجهة السفر.

يذكر أن أعضاء مجلس الشورى السعودي قد أدرجوا «الخطوط الجوية العربية السعودية» على قائمة الجهات المتسببة في معاناة المواطن، فى نهاية الشهر الماضي، واتهموها «بتجاهل رضا عملائها عن خدماتها وسوء معاملة موظفيها، وعدم العدل في أسعار التذاكر وتوفير المقاعد المريحة بين مناطق المملكة».

وعبّر النائب الدكتور «منصور الكريديس» بحنق عن غياب أية معلومة في تقرير «الخطوط السعودية» تبيّن رضا المسافرين عنها، مضيفاً: «ما يدار من أحاديث في المجالس والصحافة عن الخدمات المقدمة من الناقل الوطني، أؤكد لكم أنه لا يوجد شخص إلا ولديه شكوى حول هذا الموضوع، وخصوصاً ما يتعلق بتعامل موظفي الخطوط السعودية».

وأرجع النائب الدكتور «أحمد الغامدي» استمرار تذمر المواطنين إلى «تدني الرحلات الداخلية مقارنة بالخارجية، نظراً لعدم وجود ناقل آخر، وأن ما تمت إضافته خلال الأعوام الثلاثة الماضية غير كافٍ»، فيما فسرت «سندي» قلة المقاعد إلى «غياب الرؤية الاستراتيجة لدى إدارة «السعودية»، معتبرة اختيار طائرات من نوع (330) و(320) كارثة».

كما شككت الدكتورة «حنان الأحمدي» فى احتلال الخطوط السعودية المركز السادس عالمياً في انضباط الرحلات لعام 2013، مؤكدة أن هذا الأمر لا يلمسه المستفيد على أرض الواقع.