أدرج أعضاء مجلس الشورى السعودي «الخطوط الجوية العربية السعودية» على قائمة الجهات المتسببة في معاناة المواطن، واتهموها «بتجاهل رضا عملائها عن خدماتها وسوء معاملة موظفيها، وعدم العدل في أسعار التذاكر وتوفير المقاعد المريحة بين مناطق المملكة».

ولم يكتف الأعضاء في جلسة الشورى أمس الإثنين، بذكر أسباب تذمر الركاب خصوصاً من الرحلات الداخلية، لتطاول «المطالبة بهيكلة إدارتها وتقليل النطاق الإشرافي لمدير المؤسسة العامة للخطوط السعودية، واستبدال القيادات الحالية غير المرنة بقيادات شابة، لأن المديرين الـ«VIP» سبب البيروقراطية فيها»، بحسب الدكتورة «حياة سندي».

وعبّر النائب الدكتور «منصور الكريديس» بحنق عن غياب أية معلومة في تقرير «الخطوط السعودية» تبيّن رضا المسافرين عنها، مضيفاً: «ما يدار من أحاديث في المجالس والصحافة عن الخدمات المقدمة من الناقل الوطني، أؤكد لكم أنه لا يوجد شخص إلا ولديه شكوى حول هذا الموضوع، وخصوصاً ما يتعلق بتعامل موظفي الخطوط السعودية«.

وأرجع النائب الدكتور «أحمد الغامدي» استمرار تذمر المواطنين إلى «تدني الرحلات الداخلية مقارنة بالخارجية، نظراً لعدم وجود ناقل آخر، وأن ما تمت إضافته خلال الأعوام الثلاثة الماضية غير كافٍ»، فيما فسرت «سندي» قلة المقاعد إلى «غياب الرؤية الاستراتيجة لدى إدارة «السعودية»، معتبرة اختيار طائرات من نوع (330) و(320) كارثة».

الأمر الذي دعا الدكتورة «حنان الأحمدي» إلى «التشكيك في احتلال الخطوط السعودية المركز السادس عالمياً في انضباط الرحلات لعام 2013، مؤكدة أن هذا الأمر لا يلمسه المستفيد على أرض الواقع».

وللمفارقة، فقد جاءت «الخطوط الجوية العربية السعودية» بالمركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للعام 2014، وبالمركز الثامن بين جميع شركات الطيران العالمية الأعضاء في منظمة «أياتا»، والبالغ عددها 265 شركة طيران.

وأكد تقرير موقع «سكاي تراكس» المتخصص في تقييم أداء شركات الطيران، تحقيق «السعودية» لهذه المعدلات التشغيلية المتميزة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، حيث تم تشغيل 15,708 رحلات بنسبة انضباط للمواعيد بلغت 88,21%، بما يمثل المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط والثامن عالمياً.

وطالب عضو مجلس الشورى «عبدالله نصيف» الخطوط السعودية بإنشاء شركات نقل ركاب مساندة تستفيد من فائض الركاب الذين يزيدون على قدرتها الاستيعابية، إلى جانب مساندتها في زيادة حصتها في نسبة نقل المعتمرين في مواسم العمرة التي لا تزيد حالياً على 20% في حين تستأثر الشركات الأجنبية بالنسبة الباقية، ولفت نصيف إلى أن الخطوط السعودية ألغت الرحلات المشتركة وتفاقمت إثر ذلك مشكلة سكان المناطق الصغيرة حيث باتوا مضطرين للذهاب إلى المدن الكبرى ثم الانتقال إلى مدن أخرى، لافتاً إلى أن ذلك أثر سلباً في حركة السياحة والتنمية في تلك المناطق وأضر بالسكان هناك.

وأفاد العضو «محمد النقادي» بأن المؤسسة لا زالت بعيدة عن تحقيق المستوى المأمول من ناقل وطني يتلقى كل التسهيلات لنجاحه؛ موضحاً أن عضوية الخطوط ب "Skyteam" لا يعتبر إنجازاً إذا ما عرفنا أن عدد أعضاء هذا الفريق لا يتجاوزون 20 عضوا غالبيتهم ليس لديهم رحلات من وإلى المملكة.

وطالب أحد النواب المؤسسة بتقديم برنامج زمني تحقق خلاله مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية وأشار آخر إلى محدودية عدد مكاتب الخطوط السعودية مؤكداً أن ذلك لا يتناسب مع الطلب الكبير على خدماتها.