قالت صحيفة «ديلي تليجراف» إن الحكومة السعودية قررت بناء جدار وخندق طوله 600 ميل على طول حدودها الشرقية مع العراق، وأن السياج الفاصل يضم «خمس طبقات من السياج»، لعزل نفسها عن الفوضى التي تجتاح جيرانه، ومنع انتقال الفوضى إليها، ويقصد بها انتقال عدوى تنظيم «الدولة الإسلامية» – داعش - إلى أراضيها.
وفي تقرير نشره مراسلها «ريتشارد سبنسر» الخميس 15 يناير الجاري بعنوان: «كشف: سور السعودية العظيم لصد داعش»، نشرت «تليجراف» صورا تفصيلية للجدار وأبعاده بالميل وأماكن نشر البوابات والإنذارات وغيرها، وتظهر خريطة الموقع مدينة «عرعر» التي تقع قرب من الحدود مع العراق.
وكشفت الصحيفة البريطانية عن «أن الجدار سيكون مزودا بأبراج مراقبة وكاميرات ترصد الحركة على الحدود ليلا ونهارا، وتشرف عليه قيادة وتحكم واتصالات منفصلة، بحضور عسكري واضح»، وقالت أن الجدار سيحتوي على «سياجين شائكين مرتبطين مع بعضهما البعض، وطولهما 100ميل، ويفصلهما سياج آخر، وستوضع أمام السياج المحصن سواتر رملية، لتبطئ من محاولات اختراق المتشددين له».
وذكر التقرير أن الحكومة السعودية ستزود الجدار بـ «أجهزة استشعار مدفونة تحت الأرض ترسل إشارات تحذيرية عن أي تحركات مشبوهة»، وسيكون الجدار مزودا بكابل من الألياف الضوئية طوله 1450 ألف متر، ومرتبط مباشرة مع وزارة الداخلية السعودية، وفوق هذا كله، سيكون الجدار تحت رقابة رادار من نوع «سبكسر».
وقالت أنه بالإضافة للتحصينات وأجهزة الرقابة، التي سيشتمل عليها الجدار قامت الحكومة السعودية بإرسال ثلاثة آلاف جندي إلى المنطقة، ولم تقم ببناء حواجز في الشمال، ولكنها أقامت سلسلة من الحواجز في الجنوب على حدودها الطويلة مع اليمن، التي تمتد على طول 1000 ميل.
الفكرة تعود لعام 2006
وأوضحت الصحيفة أن فكرة بناء السياج تعود لعام 2006، عندما كان العراق في ذروة الحرب الأهلية، ولكن لم يبدأ العمل في المشروع إلا في سبتمبر 2014، بعد الهجوم الساحق الذي قامت به الدولة الإسلامية في شمال العراق، حيث احتلت الموصل وتقدمت في مناطق واسعة قريبة من الحدود مع السعودية.
كما أشارت «ديلي تليجراف» إلى الهجوم الذي قام به تنظيم «الدولة الإسلامية» في 5 يناير الجاري داخل السعودية قرب الحدود مع العراق، والذي جاء بعد هجمات أخري قام بها الجهاديون في العراق على السعودية، ما شجع بدء خطط حماية نفسها من هجماتهم.
ويقول مراسل «التليجراف» أن «الدولة الإسلامية»، التي تسيطر على مناطق واسعة في العراق، تهدف لمهاجمة السعودية بهجماتها في الشرق، وهو ما يزعج السعوديين ويدفعهم لبناء الجدار.