قررت السلطات السعودية تأجيل تنفيذ الدفعة الثانية من جلد الناشط السعودي «رائف بدوي» المقرر اليوم بعد صلاة الجمعة، وذلك بسبب «حالته الصحية».
وكانت السلطات قد نفذت الجمعة الماضية الدفعة الأولي من جلد «بدوي»، بعدما تم جلده 50 جلدة أمام مسجد الجفالي في جدة، وكان من المقرر أن يستمر الجلد أسبوعيا حتي انتهاء عقوبته الممثلة فى 1000 جلدة فضلا عن السجن 10 سنوات وذلك بعدة تهمة من بينها «إهانة الإسلام».
وأثار جلد «بدوي» الأسبوع الماضي استنكارا حقوقيا ودوليا واسعا، حيث ندد الاتحاد الأوروبي بتنفيذ عقوبة الجلد بحق «بدوي»، مطالبًا العاصمة السعودية الرياض بوضع حد لمثل تلك الممارسات.
وقال متحدث باسم الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن «العقاب الجسدي غير مقبول ويتعارض مع الكرامة الإنسانية»، مضيفا في بيان للإتحاد أن «الاتحاد الأوروبي يكرر معارضته القوية لمثل هذه المعاملة ويدعو السلطات السعودية إلى تعليق جلد بدوي ووضع حد لممارسة الجلد». وأوضح أن على السعودية أن تضع حدًا وحظرًا لعقوبة الجلد «في إطار الإصلاح القضائي الذي أطلقته المملكة»، وهو ماقال أنه «يفتح إمكانية تحسين حماية الحقوق الفردية».
كما طالبت منظمتا «هيومن رايتس ووتش» و«مراسلون بلا حدود» السلطات السعودية بإلغاء عقوبة «رائف بدوي»، كما انتقدتا السلطات لـ«عدم تسامحها» ولإصدارها «عقوبة فظيعة».
وقالت «هيومن رايتس ووتش» ومقرها نيويورك في بيان لها أن على العاهل السعودي «الملك عبدالله» أن يعيد النظر في عقوبة بدوي المسجون منذ 2012 وأن «يصدر عفوا فوريا عنه».
وقالت «سارة لي ويتسون» مديرة هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط وشمال افريقيا أن «العقوبات الجسدية ليست جديدة في السعودية. لكن جلد علنا ناشط مسالم لمجرد تعبيره عن افكاره تبعث رسالة بشعة بعدم التسامح».
من جهتها أعربت منظمة مراسلون بلا حدود التي تحركت بقوة منذ ادانة بدوي العام الماضي، عن «سخطها»، وأدانت المنظمة ومقرها باريس «هذه العقوبة الفظيعة وطالبت مجددا من السلطات السعودية الغاء هذه العقوبة فورا».
وقالت «لوسي مورييون» مديرة برامج مراسلون بلا حدود «رغم ان السلطات السعودية اختارت حتى الان تجاهل الطلبات المتكررة لمنظمات دولية، تؤكد مراسلون بلا حدود انها ستواصل تحركها لكي يستعيد المدون الذي لم يقم سوى بفتح نقاش عام حول تطور المجتمع السعودي حريته في اسرع وقت».
وانتقدت العفو الدولية بشدة الجمعة تنفيذ عقوبة الجلد التي وصفتها بأنها «غير انسانية ووحشية ويحظرها القانون الدولي»، من جهته وصف الاتحاد الاوروبي جلد المدون بأنه عمل «غير مقبول» ودعا السلطات السعودية إلى «تعليق اي عقوبة جسدية جديدة».
وكانت واشنطن دعت الرياض إلى إلغاء الحكم بالجلد على «رائف بدوي» مؤسس «الشبكة الليبرالية السعودية»، ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية العقوبة بـ«الوحشية»، مطالبة إعادة النظر في القضية.
و«بدوي» مؤسس موقع «الليبراليون السعوديون» وحائز جائزة «مراسلون بلا حدود» لحرية التعبير للعام 2014، وأغلقت السلطات السعودية هذا الموقع الذي انتقد المطاوعين وبعض القوانين الاسلامية بحسب ناشطين.