أعلنت «منظمة التعاون الإسلامي» عزمها مقاضاة المجلة الفرنسية الساخرة «شارلى إيبدو»، على خلفية إعادة نشرها الرسوم المسيئة للنبي «محمد» في أول عدد أصدرته عقب الهجوم الذي شنه مسلحون على الصحيفة الأسبوع الماضي.

وبحسب مصادر صحافية فإن الأمين العام للمنظمة «إياد مدني» قال إن المنظمة بصدد دراسة القوانين المعمول بها والمتصلة بحرية التعبير وضوابطها وأطرها فرنسيا وأوروبيا تمهيدا لاتخاذ الخطوة التالية والمتمثلة في الملاحقة القضائية.

وأضاف: «في فرنسا هناك قوانين تحظر التعرض لبعض المسائل من باب أنها تسيء للنسيج العام للمجتمع، وستتم دراسة كل ذلك، وإن وجدنا أن هناك مجالا للملاحقة القضائية فسنفعل»، فيما أكد أن زاوية التحرك القائمة في هذا الإطار ليست سياسية فقط بل قانونية.

وكان «مدني» انتقد المجلة لإعادتها نشر الرسوم المسيئة للنبي «محمد»، قائلا إن إعادة نشر الصحيفة الفرنسية «شارلى إيبدو» الصور المسيئة للرسول حماقة وجهل، وتستدعي مقاضاتها فرنسيا وأوروبيا.

من جهتها نددت «هيئة كبار العلماء السعودية» باستمرار المجلة الفرنسية في نشر الرسوم المتطاولة على النبي «محمد»، مؤكدة أن هذه الرسوم لا تمت إلى حرية الإبداع والتفكير بصلة.

في غضون ذلك تواصلت موجة الإدانة والاستنكار في الأوساط العربية والإسلامية بسبب إقدام صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الأربعاء الماضي في عددها الجديد على نشر رسم كاريكاتيري للنبي «محمد صلى الله عليه وسلم».

وندد رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» بنشر الصحيفة رسما كاريكاتيريا للنبي، معتبرا أن «حرية التعبير لا تعني حرية الإهانة», ووصف إقدام الصحيفة على هذه الخطوة بأنه «استفزاز خطير».

وأضاف «أوغلو» في تصريحات صحفية بأنقرة قبل توجهه إلى بروكسيل إنه «لا يمكن السكوت عن الإهانات بحق النبي عليه الصلاة والسلام».

وكانت محكمة تركية قررت حجب أقسام بعض الصفحات على الإنترنت التي نشرت كاريكاتير غلاف عدد أمس من «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة.

كما شجب «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» نشر صحيفة «شارلي إيبدو» رسما كاريكاتيريا للنبي، وقال رئيس المجلس «نهاد عوض» إنه في الوقت الذي تتمتع فيه الصحيفة بالحق في التعبير، فإن للمسلمين الحق في التنديد السلمي بالإساءة لرموزهم الدينية.

وأدانت «حركة طالبان» الأفغانية نشر رسوم جديدة مسيئة للإسلام في العدد الجديد من «شارلي إيبدو، وأشادت في الوقت نفسه بمنفذي هجوم باريس الأسبوع الماضي الذي استهدف مقر الصحيفة وأدى إلى مقتل 12 شخصا.

ومن جانبها، نددت إيران على لسان الناطقة باسم خارجيتها «مرضية أفخم» بهذه الخطوة المهينة التي أقدمت عليها الصحيفة، محذرة من أنها يمكن أن تثير حلقة مفرغة من الإرهاب، وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، «فوزي برهوم»: «نستنكر وندين بشدة» نشر الصحيفة الفرنسية مجددا صورا مسيئة للنبي الكريم.

كما قال المفتي العام لـ«القدس» الشيخ «محمد حسين» إن إعادة نشر رسوم مسيئة تؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس.

واستنكر رئيس لجنة الأوقاف والشؤون الدينية بالبرلمان العراقي النائب «علي العلاق» من جانبه نشر الرسوم، وحث دول العالم على إصدار تشريعات وقوانين تحرّم الإساءة إلى المعتقدات والرموز الدينية.

وكانت الصحيفة الفرنسية قد نشرت على الصفحة الأولى لعدد الأربعاء الماضي رسما يرمز للرسول «محمد صلى الله عليه وسلم»، وزادت نسخ عددها مليوني نسخة بعد أن طبعت في البداية ثلاثة ملايين نسخة.

وتعرضت الصحيفة الأسبوع الماضي لهجوم قتل خلاله مسلحان عشرة من كبار رسامي الصحيفة ومحرريها، وتبنى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، ومقره اليمن، الهجوم، وقال التنظيم إن العملية جاءت ثأرا للنبي «محمد عليه الصلاة والسلام».