لماذا يختلف درس عام 1986 في النفط عن درس 2015؟!

الأحد 18 يناير 2015 12:01 ص

عندما كنت سائرا في طريقي أسعى لتعزيز تدفق الطاقة في عام 2013، كنت أقول بانتظام أمرين:

أولا: يمكن لأسعار النفط أن تهبط بسهولة لمدة عام أو اثنين على الرغم من أنه لم يكن هناك تأكيد بأن ذلك قد يحدث.

ثانيا: لن يتكرر ما حدث عام 1986، عندما استمر تأثير تراجع السعر لأكثر من عقد من الزمن قبل معاودة الأسعار الارتفاع مجددا.

وفي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط، كانت مفاجأة مدهشة عدم رؤية الناس تُهرول للخروج من سلسلة أحداث عام 1986، كدليل على أننا قد نعيش مع انخفاض أسعار النفط مرة أخرى لمدة عشر سنوات مقبلة.

وعلى الرغم من ذلك؛ فقد قرر كاتب في «بلومبيرج» في وقت سابق من هذا الأسبوع أن يقاوم هذا الاتجاه حيث كتب «انهيار النفط عام 1986 يظهر انتعاشا من الممكن أن يكون بعد سنوات من الآن». وأُعيد نشر ”الرسم البياني لذلك اليوم“ من تلك المادة هنا حيث يوضح القصة إلى حد كبير.

لكن عام 2015 ليس 1986.

لقد أدت الاستثمارات الضخمة في إنتاج النفط في أعقاب أزمة النفط المزدوجة في فترة السبعينيات من القرن الماضي إلى تراكم طاقة إنتاج النفط لفترة طويلة. ومع إنفاق مزيدٍ من الأموال احتاجت هذه الطاقة الإنتاجية القليل جدا لتعمل. واحتاجت الأسعار لتبقى منخفضة لعدة سنوات ليس فقط لخنق الاستثمارات الجديدة ولكن أيضا لخنق عودة الإنتاج. وانخفض إنتاج النفط من خارج منظمة «أوبك» في كل عام بين عامي 1988 و1993م.

كما لعب ضعف الطلب أيضا دورا مهما. ففي الوقت الذي ارتفع فيه الاستهلاك بعد عام 1986 كرد فعل على خفض الأسعاربين عامي 1989 و1993، فقد هبط الاستهلاك العالمي للنفط بمعدل بلغ تقريبا 1.5 مليون برميل في اليوم متأثرا بانهيار الاتحاد السوفياتي والضعف الاقتصادي على نطاق أوسع.

أحد أكبر الاختلافات اليوم هي حالة العرض؛ ففي عام 1986 واجه العالم فائضا من طاقة إنتاج النفط التقليدية. واليوم، تُواجَه هذه الطاقة بزيادة في إنتاج النفط الصخري. والفرق صارخ؛ فبمجرد أن يتوقف الاستثمار في النفط الصخري، فإن الإنتاج من الآبار الموجودة سينخفض بشكل حاد، والذي يختلف كثيرا عن ما يحدث مع الآبار التقليدية. وهذا يمكن - من حيث المبدأ - أن يحقق توازنا في السوق بسرعة أكبر بكثير مما كان ممكنا في حقبة الثمانينيات.

بالطبع لم يتوقف الاستثمار في إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما جعل معظم المحللين يحتفظون بتوقعاتهم بشأن نمو المعروض هذا العام.

ويختلف هذا الوضع تماما عن منتصف الثمانينيات. فإذا بقيت أسعار النفط منخفضة لفترة طويلة كما حدث بعد عام 1986م، فإن ذلك سيكون بسبب إنتاج النفط الصخري الذي سيضغط عليه بشكل ملحوظ انخفاض الأسعار لكنه سيبقى مُربحا، وليس لأن تكاليف الاستثمار المنخفضة خلقت منتجين كسالى للنفط يستمرون في الضخ تقريبا عند أي سعر. (ويمكن لهذا أن يحدث أيضا إذا كان العالم يسارع بنشر بدائل ذات كفاءة ومنخفضة التكلفة).

وكانت نتيجة عام 1986م لا مناص منها نظرا للاستثمارات التي القائمة فعلا في ذلك الوقت. (وهذا يشرح قرارات المملكة العربية السعودية وغيرها من المنتجين التي لم يكن هناك مفر منها لتعزيز إنتاجهم بعد عام 1986م).

ولا يزال من الصعب تحديد ما سيحدث على مدى العقد المقبل في أسواق النفط.

المصدر | مايكل ليفي، ناشيونال إنترست

  كلمات مفتاحية

النفط انخفاض أسعار النفط النفط الصخري أوبك عام 1986

النفط الصخري ومستقبل الطاقة في العالم

المتعاملون يوقفون بحثهم عن ”القاع“ مع استمرار تراجع النفط بلا هوادة

جلوبال ريسيرش: من يقف وراء حرب النفط يلعب بالنار ... والأسعار قد تصل دون 20 دولارا

أمريكا تمهد لتصدير مليون برميل نفط يوميا وتفتح جبهة جديدة في معركة حصص السوق

الذهب الأسود والبجعة السوداء

الرابحون والخاسرون في حرب أسعار النفط حول العالم

السعودية: حسابات السياسة وحسابات السوق النفطية

التغيرات الهيكلية فى سوق النفط وتداعياتها على الجغرافيا السياسية

السعودية تبقي على الشكوك في سوق النفط

السياسة والسوق في الانهيار الفادح لأسعار النفط