المونيتور: هل الخلافة السعودية وشيكة؟

الأحد 18 يناير 2015 01:01 ص

قال تقرير نشره موقع «المونيتور» الأمريكي، أن دخول الملك «عبد الله بن عبد العزيز» إلى المستشفى في أواخر ديسمبر/كانون الأول أثار احتمال تغيّر الملك في المملكة العربية السعودية في العام 2015. 

ويبلغ الملك 91 من العمر وقد خضع لعدّة عمليات جراحية في الظهر. صدر تصريح عن القصر الملكي أفاد في البداية إن الملك أُدخل الى مستشفى عبد العزيز للحرس الوطني في الرياض للخضوع لـفحوصات، مضيفاً في وقت لاحق أنه يعاني من الالتهاب الرئوي ويتنفس بمساعدة أنبوب. وتجدر الإشارة إلى أنّ الملك عبد الله يدخّن كثيراً منذ سنوات وقيل إنه مُصاب بسرطان الرئة.

وينبغي أن تكون الخلافة سلسة. أما الأسئلة الأصعب في هذه المسألة، فلا يزال الوقت مبكراً لتوقعها.

يترأس ولي العهد الأمير «سلمان»، الذي ولد في 31 ديسمبر 1935، وهو أيضاً وزير الدفاع، اجتماعات مجلس الوزراء منذ عدة أشهر كما أنّه يتولّى تقريباً جميع شؤون السفر إلى الخارج للنظام الملكي منذ توليه منصب ولي العهد في العام 2012. وقد زار الصين واليابان والهند وباكستان وجزر المالديف وفرنسا منذ أن أصبح ولياً للعهد بعد وفاة سلفه الأمير «نايف».

كان «سلمان» حاكم منطقة الرياض لمدة 48 عاماً. عندما أصبح حاكماً في العام 1963، كان عدد سكان الرياض يبلغ 200 ألف. أما اليوم، فثمّة أكثر من 7 ملايين نسمة في الرياض. أشرف «سلمان» على هذا التحول الملحوظ وكان حاكماً رشيداً وبعيداً عن الفساد. بما أنّ معظم الأمراء والأميرات يعيشون في الرياض، كان أيضاً شريف الأسرة، وكان يحرص على التعامل مع أي تجاوزات بسلاسة وبهدوء بعيداً عن الإعلام.

أشرف «سلمان» أيضاً على جمع الأموال الخاصة لدعم المجاهدين الأفغان في الثمانينيات وعمل بشكل وثيق مع المؤسسة الدينية الوهابية في المملكة. في السنوات الأولى من الحرب، قبل أن تكثّف الولايات المتحدة والمملكة الدعم المالي السري للتمرد ضد السوفييت، كان هذا التمويل السعودي الخاص حاسماً في المجهود الحربي. وقد أمّن سلمان 25 مليون دولار شهرياً للمجاهدين. كما أنّه كان نشطاً في جمع الأموال لمسلمي البوسنة في الحرب مع صربيا.

يضمّ أبناء «سلمان» رائد الفضاء المسلم الأوّل، الأمير «سلطان»، وحاكم المدينة المنورة الأمير «فيصل». لديه ابن آخر هو الأمير «خالد»، وهو طيار مقاتل في القوات الجوية الملكية السعودية وقاد بعثة القوات الجوية الأولى ضد أهداف الدولة الإسلامية في سوريا العام الماضي. وتسيطر العائلة على العديد من وسائل الإعلام السعودية. 

يعاني «سلمان» بدوره من مشاكل صحيّة وقد تعرض لسكتة دماغية. أُعلن خليفته في فبراير/ شباط 2013 لضمان الاستمرارية. وُلد نائب رئيس الوزراء الثاني الأمير «مقرن» في 15 سبتمبر 1945، وتلقى تعليمه في كلية القوة الجوية الملكية في إنجلترا قبل أن يصبح طياراً في سلاح الجو الملكي السعودي. وفي وقت لاحق، أصبح حاكم المدينة المنورة ومن ثم رئيس المخابرات السعودية. تجدر الإشارة إلى أنّ «مقرن» مقرّب من «عبد الله».

والرجال الثلاثة هم أبناء مؤسس المملكة الحديثة، «عبدالعزيز بن سعود»، الذي لديه 44 ولداً معروفاً. ويشكّل الأبناء الذين لا يزالون على قيد الحياة وورثتهم هيئة البيعة التي أنشأها «عبد الله» في 2007 للمساعدة في اختيار خط الخلافة. عملياً، كلّ ما قامت به هو تصديق قرارات الملك بعد صدورها.

ثمّة اعتقاد شائع بأنّ «مقرن» هو الابن الأخير القادر على الحكم من أبناء الملك بن سعود. إذا كان الأمر كذلك، وعندما يحتلّ «مقرن» منصب ولي العهد، ستواجه المملكة تحدياً غير مسبوق في اختيار الوريث المتوقع من أحفاد بن سعود. وهذا يثير تساؤلات حول الشرعية لم يتمّ التعامل معها في القرن الأخير من الحكم السعودي.

وكان «عبد الله» الحاكم الفعلي للمملكة منذ إصابة الملك «فهد» بجلطة موهنة في 1995؛ أصبح ملكاً بعد عقد من الزمن بعد وفاة الملك «فهد».

يُعتبر «عبد الله» مصلحاً تدريجياً وفقاً للمعايير السعودية وقد منح المملكة 20 سنة من الاستقرار. ومن المرجح أن يؤمّن «سلمان» استمرارية الحكم.

يقدّر «آل سعود» الزمالة العائلية والانسجام. وقد عصفت المشاحنات الأسرية الداخلية بالمملكتين السعوديتين السابقتين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وقد استغلّ أعداء المملكة الخارجيون هذه النزاعات. في وقت يواجه فيه العالم العربي أسوأ أزمة منذ عقود، تسعى العائلة المالكة إلى عكس صورة من الاستقرار والقوة.

المصدر | بروس ريدل، المونيتور

  كلمات مفتاحية

خلافة الملك عبدالله الأمير سلمان الأمير مقرن الملك عبدالله آل سعود

المملكة العربية السعودية بعد الملك «عبدالله»

ذي إيكنوميست: حالة الملك «عبدالله» حرجة ... والتغيير الجيلي يلوح في الأفق

أميران سعوديان: الأمير «أحمد بن عبد العزيز» هو المؤهل للحكم بعد الملك وولي العهد

«مجتهد»: الملك «عبدالله» وفريق «التويجري» يسعون للإطاحة بـ«محمد بن نايف»

الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكا

السعودية: استكمال الانقلاب الأبيض

تعيين نائب لولي العهد يثير فورة معارضة نادرة بالسعودية

مسؤول سعودي لواشنطن بوست: مقرن لن يكون ملكا