ذي إيكنوميست: حالة الملك «عبدالله» حرجة ... والتغيير الجيلي يلوح في الأفق

السبت 10 يناير 2015 09:01 ص

تمرّ المملكة العربية السعودية بأوقات عصيبة؛ حيث إنها الآن تخوض معركة البحث عن التفوق والسيادة في سوق النفط العالمية ضد الوافدين الجدد إلى هذه الصناعة: منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية. كما أنها تغلي غيظًا بسبب اقتراب توقيع الولايات المتحدة اتفاقًا نووية مع إيران وزيادة التقارب الأمريكي مع القوة الشيعية التي تنافس الرياض على النفوذ في المنطقة.

كما حاولت المملكة وفشلت في الإطاحة بالرئيس السوري «بشار الأسد»، ما عزز من قوة ومعنويات حليفته الإيرانية وظهور سلالة جديدة قاتلة تنتمي إلى الحركة السنية الجهادية أطلقت على نفسها اسم «الدولة الإسلامية» أو كما تُعرف إعلاميًا باسم (داعش).

وتشارك المملكة العربية السعودية في الحملة الجوية الأمريكية ضد الجهاديين، ولكن في الداخل تتزايد المخاوف من رد فعل سلبي إرهابي يشبه ذلك النوع الذي عانت منه المملكة على يد تنظيم «القاعدة» بين عامي 2003 و 2005م. ورغم الجهود السعودية المُضنية المبذولة لتحصين وتوسيع منطقة عازلة على الحدود مع العراق قام شخص بتفجير نفسه في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري مُخلّفًا مقتل ضابط سعودي كبير وجنديين آخرين. أما الحدود مع اليمن فهي بالكاد أكثر أمنًا وأمانًا.

ولا عجب إذن أن السعوديين أقلقتهم الأخبار التي تتحدث عن صحة الملك «عبد الله بن عبدالعزيز» البالغ من العمر 90 عامًا؛ والذي نقل إلى المستشفى يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب صعوبات في عملية التنفس، حيث قال مسئولون سعوديون إنه يعاني الالتهاب الرئوي.

وأثارت عملية وضع  الملك «عبدالله» في المستشفى قلقًا بالغًا لأن الملك يميل إلى أن يكون العلاج في المرافق الطبية المُجهّزة في قصوره. وبحلول السابع من يناير/كانون الثاني سرت شائعات محلية بأن الملك قادر على مقابلة زواره. ولا يخفى على أحد أن الملك لن يمتد عمره لفترة أطول. والرجل المحدد للجلوس على العرش بعد الملك «عبد الله» هو أخيه غير الشقيق الأمير «سلمان». ولكن الأمير «سلمان» لم يعد شابًا؛ حيث إنه في الـ78 من عمره، ويتردد إنه يعاني الخرف.

وفي ظل النظام المُعقّد للمملكة العربية السعودية لا يتم تمرير السلطة من قبل البكورة[1]. وبدلاً من ذلك؛ تم تسليمها من أخ لأخيه بين الأبناء البالغ عددهم 45 (وُلدوا من أمهات مختلفة) للملك «عبد العزيز بن سعود» الذي أسس الدولة والأسرة في عام 1932م. وفي الوقت الراهن فإن كل الأشقاء إما مُسنين أو قضوا نحبهم (انظر الرسم البياني).

وربما بسبب ضعف «سلمان»؛ قام الملك «عبدالله» في مارس/آذار من العام الماضي بخطوة إضافية شملت تعيين نائب ولي العهد الأخ الأصغر «مقرن» - طيار حصل على تدريباته في سلاح الجو البريطاني، ورئيس الاستخبارات السعودية السابق، ومحافظ سابق للمدينة المنورة - يبلغ من العمر 69 عامًا. ويقول «خالد المعينا» - الصحفي السعودي المخضرم - إن «الخلافة تنتقل منذ القدم من أمير إلى أمير بانتظام، والضارب المُقبل هو سلمان من دون شك. وبعد سلمان كل شيء مُتوقع الحدوث».

وستكون المُهمة الصعبة هي تمرير الحكم للجيل القادم؛ حيث سيكون هناك المئات من الأمراء الذين يتنافسون على السلطة. ومن بين هؤلاء الأمراء «محمد بن نايف»، وزير الداخلية وعضو خط السديري القوي. ولكن يبدو أن الملك «عبد الله» يحاول وضع أبنائه «متعب» - رئيس الحرس الوطني الحالي، و«مشعل» - حاكم مكة المكرمة - بين حكام المستقبل للمملكة.

وقد يجد العاهل السعودي المقبل أن السياسة الخارجية هي الجزء السهل في المهمة. وفي الداخل هناك المشاكل الأكثر إلحاحًا؛ حيث إن الليبراليين يشجبون بطء وتيرة الإصلاح في بلد دستورها هو القرآن، ومع ذلك لا تزال المرأة تُمنع فيها من قيادة السيارات، كما أن المؤسسة الدينية الوهابية ترفض كل ما هو جديد؛ مثل تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى خلال عام 2013م. وفي الوقت ذاته لا يهدأ السكان الشيعة في شرق البلاد الذين يشكلون نحو 15٪ من إجمالي السكان في المملكة.

وقبل كل شيء؛ هناك قطاع الشباب الذي يرفع دعوات المطالبة بوظائف. وهذا يعني خفض الدعم والمنح و“الفطام” الاقتصادي من الاعتماد على النفط. وقد نظر معظم السعوديين إلى الملك «عبدالله» باعتباره أبًا يتميز بالكرم. وقد لا يكون خلفائه على نفس درجة الحظ.

 

 


[1] نظام للمواريث استخدم على نطاق واسع في أوروبا لمئات السنين. وفي ظل هذا النظام يكون أكبر الذرية، وغالبًا مايكون الابن الأكبر، المستحق الوحيد لممتلكات الوالدين.

 

المصدر | ذي إيكنوميست

  كلمات مفتاحية

الملك عبدالله الأمير سلمان الأمير مقرن متعب بن عبدالله محمد بن نايف خلافة الملك عبدالله آل سعود

فاينانشيال تايمز: الصراع على السلطة في السعودية سيبدأ عقب تولي الأمير سلمان الحكم

تزايد الشكوك حول صحة «الملك عبدالله» رغم بيان الديوان الملكي

«مجتهد»: «الملك عبدالله» نُقل إلى المستشفى ليلا بعد تدهور حالته الصحية

السعودية: نقل «الملك عبدالله» إلى مستشفى الحرس الوطني لإجراء فحوص طبية

الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكا

السعودية: استكمال الانقلاب الأبيض

تعيين نائب لولي العهد يثير فورة معارضة نادرة بالسعودية

«مجتهد»: تشكيل «خلية أزمة» بالسعودية تمهيدا لما بعد «الملك عبدالله»

العجلة الملكية

«ساينس مونيتور»: صراع الأجيال يهدد بشل دور الرياض الإقليمي والدولي

المملكة العربية السعودية بعد الملك «عبدالله»

المونيتور: هل الخلافة السعودية وشيكة؟

مصادر لـ«الخليج الجديد»: الوضع الصحي للملك «عبدالله» حرجا .. و«مجتهد» يكشف المزيد