«ساينس مونيتور»: صراع الأجيال يهدد بشل دور الرياض الإقليمي والدولي

الأربعاء 14 يناير 2015 08:01 ص

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن استمرار تدهور صحة العاهل السعودي الملك «عبد الله» يلقي بظلاله على المملكة، مشيرة لخطورة هذا التطور على صراع الأجيال الحالي علي خلافته، وأنه يأتي في وقت يقسم فيه النزاع بشأن خلافة العاهل السعودي أسرة آل سعود، ويهدد بشل دور الرياض الإقليمي والدولي في ظل تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير بعنوان «انقسام بيت سعود: صراع الأجيال في معركة الخلافة» أن الدعوات تتصاعد داخل الرياض للمطالبة بتجاوز ولي العهد الأمير «سلمان» – الذي يتردد أنه مصاب بـ «الخرف» - واستبعاده من حكم المملكة، نظرًا لسوء حالته الصحية، ونقل السلطة إلى الأمير «مقرن» ولي ولي العهد مباشرة، إذا تأكد أن الملك «عبد الله» لم يعد قادرًا على الحكم، وأن هذا ما سيتحدد خلال أيام.

وأضافت – نقلا عن مصادر سعودية - أن هناك شبه إجماع على أن الملك القادم سيكون إما الأمير «سلمان» أو نائبه الأمير «مقرن»، لكن هذه ليست هي المشكلة لأن الجدل الحالي يدور حول الشخصية التي ستكون في منصب ولي العهد والتي سيتحدد معها مستقبل النظام الملكي السعودي ودور صراع الأجيال في تحديد مستقبل المملكة.

وأشار «سيمون هندرسون» المتخصص في شأن الخليج العربي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى أن مجلس البيعة قد يختار الأمير «أحمد عبد العزيز» وزير الداخلية السابق، والذي يعتقد كثيرون أنه تم تجاهله، وأنه ينبغي أن يكون هو وريث الحكم بع الملك «عبد الله».

وتحدثت عن أن المملكة قد تجد نفسها في ظل انخفاض أسعار البترول مضطرة لتقليص الدعم لبرامج الرعاية الاجتماعية، أو تجميد تمويل وكلاء وحلفاء السعودية في أنحاء المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن احتمالات حدوث أية فترة من عدم الاستقرار عززت المخاوف بشأن إمكانية أن تصبح المملكة عرضة بشكل متزايد للتحديات من قبل منافستها الإقليمية إيران والدولة الإسلامية «داعش»، مشيرة لمخاوف النشطاء ودعاة الإصلاح من أن أية زعزعة لاستقرار المملكة سيؤدي إلى بيئة سياسية محافظة غير صحية لتنفيذ المطالب الإصلاحية.

ولأن مهمة اختيار الملك وولي العهد تقع على عاتق مجلس البيعة المكون من 35 أميرًا، الذي شكله الملك «عبد الله» في 2007م، ومنحه صلاحية تولي المهام إذا عجز الملك عن القيام بدوره، فهناك «سيناريو واقعي» بشكل كبير يقوم علي قيام مجلس البيعة بإعلان عدم قدرة الملك «عبد الله» وولي العهد الأمير «سلمان» على القيام بمهام منصب الملك، ومن ثم إسناد مهام إدارة شؤون المملكة للمجلس لمدة 7 أيام لحين اختيار ملك وولي عهد جديدين.

ومجلس البيعة الذي يقوده الأمير «مشعل بن عبد العزيز»، يحتاج موافقة 3 أرباع عدد أعضائه لتمرير أي قرار يتخذه، وأعضاؤه موزعون بين أحفاد الملك عبد العزيز بشكل يضمن عدم هيمنة أي فصيل بمفرده على الخلافة.

وعلى الرغم من صعود نجم الأمير «متعب بن عبد الله» وزير الحرس الوطني مؤخرًا، بحسب ساينس مونيتور إلا أن الأمير «محمد بن نايف» وزير الداخلية أقام علاقات قوية مع المسئولين في دول الخليج وواشنطن، وينظر إليه كثيرون على أنه ولي العهد بعد «سلمان» و«مقرن».

وقد رفعت زيارة «بن نايف» الأخيرة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، ولقائه بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومستشارة الأمن القومي ووزير الخارجية، من مكانته داخل وخارج المملكة، واعتبرت تلك الرحلة بمثابة الحصول على الموافقة من قبل واشنطن للوصول لعرش المملكة.

وتقول الصحيفة أن كثيرًا من مؤيدي «بن نايف» داخل الأسرة الحاكمة في السعودية هم في الحقيقة من منتقدي «متعب»، حيث يتهمون الملك «عبد الله» بمحاولة تغيير خط وراثة الحكم لخدمة أبنائه في انتهاك مباشر للقانون الأساسي لحكم المملكة.

ونقلت عن دبلوماسي سعودي رفض الإفصاح عن هويته، أن هناك معسكرين داخل الأسرة الحاكمة، أحدهما داعم للأمير «متعب»، والآخر داعم للأمير «محمد بن نايف»، ولا يوجد معسكر وسط بينهما.

وأضافت أن الأسرة الحاكمة قد تجد نفسها مضطرة لاختيار ملك أكثر توافقية من أجل الاستقرار ولو سيكون ذلك الاختيار على حساب الشخصية القيادية الحقيقية، وهو اختيار قد لا يخدم محاربة المملكة للتطرف أو مواجهة أزمة انخفاض أسعار البترول.

وتبين الصحيفة أن كلا من ولي العهد ونائبه متشابهان في الأيديولوجية والمواقف، ومن المتوقع أن تكون فترة حكمهما قصيرة، حيث سيتولى الحكم أفراد من الجيل الثاني.

ويلفت التقرير إلى أن احتمال تعرض البلاد لفترة من عدم الاستقرار الذي يثير المخاوف من تأثر المملكة بالتحديات الإقليمية التي تفرضها إيران، وتلك النابعة من النزاع الذي فرضته «الدولة الإسلامية»، حيث تؤدي السعودية دورا مهما في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدها.

وينقل الكاتب عن «سلمان الشيخ»، الباحث في معهد بروكينغز –الدوحة، قوله: «في الوقت الذي تم فيه تأمين الخلافة بعد الملك عبد الله، إلا أن السؤال المحير والمحمل بالتحديات ينبع بما بعد ذلك»، مبينا أن «ولي العهد القادم سينقل الشعلة للجيل الثاني، وأن الجدل الحقيقي سيكون حول هوية من سيتسلمها».

وتضيف الصحيفة أن الخبراء بالشأن السعودي يقولون إن صعود الأمير«متعب» (61 عاما) للحكم سيمنح البلاد استمرارية واستقرارا، خاصة أنه يمثل مدرسة والده في الإصلاح السياسي والاجتماعي المحدد، ولديه خبرة تبلغ 30 عاما في السلك العسكري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

خلافة الملك عبدالله متعب بن عبدالله محمد بن نايف أحمد بن عبدالعزيز آل سعود

«مجتهد»: تشكيل «خلية أزمة» بالسعودية تمهيدا لما بعد «الملك عبدالله»

ذي إيكنوميست: حالة الملك «عبدالله» حرجة ... والتغيير الجيلي يلوح في الأفق

ولي العهد السعودي يطمئن الحكومة على صحة الملك عبدالله

أميران سعوديان: الأمير «أحمد بن عبد العزيز» هو المؤهل للحكم بعد الملك وولي العهد

الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكا

عودة «بندر» و«خالد» ... الملك «عبدالله» يستكمل تهميش ولي العهد

السعودية: استكمال الانقلاب الأبيض

تعيين نائب لولي العهد يثير فورة معارضة نادرة بالسعودية

مسؤول سعودي لواشنطن بوست: مقرن لن يكون ملكا