«رأي اليوم»: «التويجري» رئيس ”حكومة الظل“ اختفى في لمح البصر

الاثنين 26 يناير 2015 06:01 ص

تساءلت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية عن مصير «خالد التويجري»، الذي وصفته برئيس حكومة الظل، مشيرة إلى أن قررا إعفائه من مناصبه المتعددة كان من أول قرارت العاهل السعودي الجديد الملك «سلمان بن عبدالعزيز».

وقالت الصحيفة، أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يكون أول مرسوم ملكي يصدره العاهل السعودي الجديد الملك «سلمان» بعد تثبيت الأمير «مقرن» وليا للعهد، والأمير «محمد بن نايف» وليا لولي العهد، هو عزل السيد «خالد عبد العزيز التويجري» رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص للعاهل الراحل من جميع مناصبه، حتى وقبل ان تكتمل مراسم الدفن. 

فالسيد «التويجري» كان رئيس وزراء حكومة الظل في السعودية والبوابة الرئيسية لوصول الى العاهل الراحل، ليس لأنه سكرتيره الخاص، بل لأنه هو الذي كان يقف خلف معظم قراراته بما في ذلك من يدخل اليه ومن لا يدخل من الأمراء، كبارا كانوا أو صغارا، كما كان هو من يقرر أيضا أي من الرسائل التي يجب أن يطلع عليها الملك، ويلعب دورا كبيرا في اختيار الوزراء وإبعادهم.

هذه «القوة العظمى» التي كان يتمتع بها «التويجري» خريج جامعة الملك سعود في الرياض (قسم القانون) وحامل الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا في العلوم السياسية، استمدها من ثقة العاهل السعودي الراحل، وقرب والده «عبد العزيز التويجري» الرئيس المساعد للحرس الوطني من الملك «عبد الله»، والصداقة الوطيدة بين الرجلين على مدى عقود من الزمن.

تؤكد الصحيفة أنه لا أحد يعرف أين اختفى «التويجري» الذي أدرك أن حياته السياسية والعملية تنتهي فور الإعلان الرسمي لوفاة الملك «عبدالله»، لأن العاهل السعودي الجديد وأبناءه، وخاصة الأمير محمد (34 عاما) الذي حل مكانه في رئاسة الديوان الملكي إلى جانب تعيينه وزيرا للدفاع، لا يكنون له الكثير من الود بسبب «استيائهم» من هيمنته على الملك الراحل وقراراته، حسب ما قال مصدر مقرب منهم لـ«راي اليوم» لأنه كان يعرقل بعض أوراقهم ومطالبهم بالتنسيق مع صديقه وحليفه الأمير «متعب بن عبد الله» رئيس الحرس الوطني (بمرتبة وزير) والنجل الأكبر للملك عبد الله.

تقارير شبه مؤكدة تقول أن السيد «التويجري» غادر المملكة قبل الاعلان الرسمي لوفاة الملك «عبد الله» بيوم، وقبل صدور قرار عزله، واتجه الى دولة اوروبية، واختفى عن الانظار، تقول الصحيفة.

ولم تملك شخصية سعودية من خارج الاسرة الحاكمة المناصب والصلاحيات التي كان يحملها السيد «التويجري»، فقد كان رئيسا للديوان الملكي، ورئيسا لديوان مجلس الوزراء، والسكرتير الخاص ومستشار الملك، وامين عام هيئة البيعة، وهناك من يؤكد لـ«راي اليوم» أنه هو الذي اوحى للملك بهذه الفكرة.

مراكز القوة التي يتمتع بها جعلته موضع حسد وغيرة وكراهية الغالبية الساحقة من ابناء الاسرة الحاكمة، وكذلك المؤسسة الدينية المحافظة التي تتهمه بالليبرالية والعمل على “تغريب” المملكة.

أمراء في الاسرة الحاكمة ناصبته العداء لانه متهم بعرقلة بعض مطالبها وطموحاتها المالية، وتخفيض مخصصاتها وامتيازاتها، اما رجال المؤسسة الدينية فقالوا انه وراء دعم الجناح الليبرالي في المملكة، وادخال المرأة الى مجلس الشورى، واقناع الملك عبد الله بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي كانت اول جامعة مختلطة بين الذكور والاناث في تاريخ المملكة وتمنح طلابها درجتي الماجستير والدكتوراة، ومضافا الى ذلك دعمه لفكرة تطوير القضاء السعودي ورصد اربعة مليارات دولار في هذه الصدد.

السيد «التويجري» كان يرفض الاضواء، والظهور على وسائل الاعلام ويفضل الصمت المطبق، كما انه ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» وفسر فتحه حساب على «تويتر» لرغبته قطع الطريق على كل من يحاول انتحال اسمه، وقد غير هذا الحساب قبل يومين والغى صفته الرسمية كرئيس للديوان الملكي، واستبدل بيان ملفه الشخصي بدعاء «اللهم اعِني على نفسي، وثبتني على طاعتك، ولا تكلني على نفسي طرفة عين».

وكان السيد «التويجري» ظهر لمرة واحدة تقريبا على وسائل الاعلام على مدى اكثر من عشرة اعوام، عندما زار القاهرة والتقى الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» مبعوثا من الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» في 21 ديسمبر/ كانون الاول (ديسمبر) الماضي بصحبة الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» مساعد وزير الخارجية القطري لاتمام خطوات المصالحة بين مصر ودولة قطر، وهي من المرات النادرة لمستشار العاهل السعودي الذي يفضل البقاء في الظل.

وانشأ مؤيدون هاشتاغا بعنوان «شكرا خالد التويجري»، مثمنين جهوده في خدمة بلاده، بينما انشأ معارضوه هاشتاغا مضادا «التويجري هرب» وجهوا اللوم إليه في الكثير من الهنات والاخطاء.

وينتمي السيد «التويجري» إلى قبيلة الشعراء في السعودية، والشعر النبطي خصوصا، وكان يوقع قصائده باسم «ساري» وقد غنى الكثير من المطربين الكبار قصائده أبرزهم ماجد المهندس العراقي الذي حصل قبل عامين على الجنسية السعودية. 

 

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

خالد التويجري الملك سلمان ولي ولي العهد خلافة الملك عبدالله

«مجتهد»: «متعب» بايع «بن نايف» .. وتغييرات واسعة فى مناصب وسياسات المملكة

مصادر خاصة لـ«الخليج الجديد»: «التويجري» قد يكون تحت الإقامة الجبرية

عودة ”السديريين“: «بن نايف» وليا لولي العهد .. و«بن سلمان» وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي

«مجتهد»: ”إشاعة“ تتردد عن استعداد «التويجري» لمغادرة المملكة علي متن طائرة خاصة

أمير سعودي: «التويجري» يقول أن صلاحيته أقوي من الملك وعلى «آل سعود» منع الكارثة

«مجتهد»: الملك «عبدالله» وفريق «التويجري» يسعون للإطاحة بـ«محمد بن نايف»

السعودية ترفض وساطة ملك البحرين بالسماح لـ«التويجري» بالسفر إلى الإمارات

فرح في السعودية: الملك الجديد سارع لإعداد الميراث القادم

الإعلامي المصري «إبراهيم عيسى» يهاجم سياسات السعودية في عهد «الملك سلمان»

السعودية: هيهات أن تضع الحرب أوزارها بين «الليبرالي» و«المطوّع»!

مصادر: الديوان السعودي يحقق مع «التويجري» في صفقة تسليح الجيش اللبناني

«مجتهد»: «التويجري» في أمريكا بعد عدة أشهر من تقييد حركته في المملكة