جولة جديدة من الحوار في ليبيا .. و«حفتر» يضع شروطا للقبول بتسوية

الخميس 29 يناير 2015 09:01 ص

التقى ممثلون عن المجالس البلدية والمحلية من عدد من البلدات والمدن من كافة أنحاء ليبيا، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، لمناقشة دعم ما تم الاتفاق عليه في الجولة الأولى من الحوار السياسي الليبي، بينما أعلن اللواء المتقاعد «خليفة حفتر» استعداده للدخول في تسوية مشروطة.

وقالت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، في بيان أمس الأربعاء، إن هذا الاجتماع هو مسار آخر من الحوار السياسي الليبي، الذي ترعاه الأمم المتحدة، وانعقدت جولته الأولى منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري، مضيفة أن الحوار يهدف إلى «إيجاد طرق لإنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار إلى البلاد».

وتمت دعوة المشاركين في الاجتماع من قِبَل الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، «برناردينو ليون»، وعدد من الليبيين الذين شاركوا في اجتماع الحوار السياسي الذي اختتم الثلاثاء الماضي.

وأوضحت الأمم المتحدة أن المجتمعين طرحوا أفكارا ملموسة لدعم تدابير بناء الثقة من أجل تحسين حياة الناس، مشيرة إلى أن هؤلاء الممثلين سيستأنفون المناقشات اليوم الخميس بمقر المنظمة في جنيف.

وفي السياق ذاته، قال مصدر دبلوماسي إن هذه العملية السياسية يجب أن تتوسع لاحقا لتضم قادة المجموعات المسلحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا أنه يمكن أن يجري هذا اللقاء الجديد في جنيف أو ليبيا.

«حفتر» يبدي استعداده للدخول في تسوية مشروطة

في سياق متصل، أعلن اللواء الليبي المتقاعد «خليفة حفتر»، قائد ما يعرف بـ «عملية الكرامة»، أنه مستعد للدخول في تسوية تؤدي إلى «استتباب الأمن في ليبيا»، وذلك شريطة تسوية تسليح الجيش الليبي.

وقال حول ذلك: «نحن نطلب ما نستطيع أن ندافع به عن أنفسنا، وهذه المجموعات المسلحة التي تأتي من آسيا ومناطق أخرى ينبغي مواجهتها»، مؤكدًا أن قواته ألحقت خسائر كبيرة بصفوف المجموعات المسلحة، وأنهم يقتربون من القضاء عليها.

كما اشترط «حفتر»، في حوار تلفزيوني أجراه مع فضائية «بي بي سي» البريطانية، أن «يرجع خصومه إلى عقولهم، وأن يعرفوا أن الحقيقة هي أن يعيش الشعب الليبي في أمن وحياة طبيعية».

وقال: «نحن نطلب ما نستطيع أن ندافع به عن أنفسنا، وهذه المجموعات المسلحة التي تأتي من آسيا ومناطق أخرى ينبغي مواجهتها ولا نسعى بالمساعدات العربية للخروج من نطاق ليبيا».

وعن مجريات المعارك، قال «حفتر» إن العناصر الموالية له «ألحقت خسائر كبيرة في صفوف المجموعات المسلحة التي تقاتلها منذ مايو/ أيار 2014 في مدينة بنغازي»، مؤكدًا أن جنوده «يقتربون من القضاء على الجماعات المسلحة بعد تحجيم الإمدادات التي تصل إليها من مالي ودول أخرى».

وبخصوص طرابلس التي تسيطر عليها قوات فجر ليبيا الموالية لحكومة «عمر الحاسي»، قال الضابط الذي أرجعه برلمان طبرق المنحل مؤخرًا من تقاعده للخدمة العسكرية: «نحن حريصون على ألا تكون هناك حرب داخل طرابلس، لأنها عاصمتنا، بعكس الجماعات المسلحة، حريصة على تخريبها مثلما حدث في بنغازي».

وتخوض قوات «حفتر» معارك مسلحة في الغرب الليبي، ضد قوات فجر ليبيا، التي سيطرت علي العاصمة طرابلس منذ أشهر، ويتبع كل من الطرفين لرئاسة أركان، انبثقت إحداهما من قبل المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، والذي منحته المحكمة الدستورية مؤخرًا السلطة التشريعية، وانبثقت الأخرى عن مجلس النواب المجتمع في طبرق، والذي قضت المحكمة الدستورية بحله بعد إلغاء الانتخابات التي أفرزته.

أما في بنغازي تستمر حرب الشوارع في عدة أحياء من المدينة، بين تنظيم أنصار الشريعة والثوار من جهة، وبين قوات موالية لـ«حفتر» قادمة من الشرق الليبي، تابعة لرئاسة الأركان المنبثقة عن برلمان طبرق.

وفي 16 مايو/ أيار الماضي، دشن اللواء المتقاعد «خليفة حفتر» عملية عسكرية ألقى عليها اسم «الكرامة»، ضد كتائب الثوار وتنظيم «أنصار الشريعة»، متهمًا إياهم بأنهم من يقف وراء تردي الوضع الأمني في ليبيا، بينما اعتبرت الحكومة آنذاك تحركاته «انقلابًا على الشرعية».

هذا ويقود المبعوث الأممي إلى ليبيا حوارا سياسيا بين الفرقاء في ليبيا، حيث انطلقت أولى جولاته بالمقر الأممي في جنيف منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري، تبعها جولة ثانية مطلع هذا الأسبوع بمشاركة ممثلين عن البرلمان المنحل بمدينة طبرق وحكومة «عبد الله الثني» المنبثقة عنه، وعدد من معارضيها، لكن المؤتمر الوطني العام غاب عن هذه الجولات.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

«الفرقاء الليبيون» يتفقون في جنيف على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء القتال

برلمان طبرق ”المنحل“ يعيد «حفتر» و128 آخرين للخدمة العسكرية

أمريكا وأبوظبي تدعمان حفتر لزعزعة استقرار ليبيا والاطاحة بالإسلاميين

السعودية والإمارات تدعمان محاولات حفتر الانقلابية

«حفتر» يعترف: حصلنا علي سلاح من الإمارات ومصر يكفينا لإنهاء المعركة