أمريكا وأبوظبي تدعمان حفتر لزعزعة استقرار ليبيا والاطاحة بالإسلاميين

الجمعة 30 مايو 2014 06:05 ص

ديبكافايل - ترجمة الخليج الجديد

اعتداءات الجنرال «خليفة حفتر» مؤخرا على البرلمان الليبي في طرابلس ومعاقل الإسلاميين في بنغازي، على رأس مجموعة من الجنود الليبيين السابقين وميليشيات متنوعة، نالت قدرا معينا من دعم الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، أملا في أن تجلب حملته أخيرا حكما مستقرا لبلاد تعاني من الفوضى.

ثلاثة رؤساء وزارات جاؤوا وذهبوا منذ الإطاحة بحكم «القذافي» في 2011. اتخذ «حفتر» هدفا واضحا، هو إلقاء لائمة الاضطراب والدمار على الإسلاميين المتطرفين «الذين اختطفوا البلاد واتخذوها رهينة». أفادت مصادر «ديبكافايل» العسكرية والاستخباراتية أنه في حين هناك أطراف أمريكية مجهولة الهوية تزود قوات حفتر بأموال ومعلومات استخباراتية، هناك مصادر في أبوظبي تزوده بالسلاح، أو بتكلفة شرائه من سوق السلاح المزدهرة في ليبيا. ويبدو أن الطرفين الأجنبيين يتعاونان في هذا الأمر.

لكن إلى أي مدى سيستمر دعم إدارة «أوباما» وولي عهد الإمارات الشيخ «محمد زايد آل نهيان» لـ«حفتر» أمر صعب التقدير. فمن المرجح أن يعتمد الدعم على مدى نجاح سعيه في تشكيل حكومة مستقرة بعد التخلص من المتطرفين الإسلاميين في المنطقة الشمالية من ليبيا، بين مدينتي طرابلس وبنغازي الرئيستين.

الميليشيا الإسلامية الأخطر التي يضعها «حفتر» نصب عينيه هي "أنصار الشريعة" وزعيمها «أبو ختالة»، الذي خلصت الاستخبارات الاميركية مؤخرا إلى أنه هو من نفذ الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي يوم 11 سبتمبر 2012 وقتل السفير «كريست ستيفنز» وثلاثة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية العاملين معه.

حملة «خليفة حفتر» للقضاء على الميليشيات الإسلامية التي تمسك بليبيا في قبضتها قد تكون أو قد لا تكون مرتبطة مباشرة بالخطة الأمريكية ضد أنصار الشريعة وزعيمها. لكنها ستكون مفيدة في أي حال، بقدر ما تُطرَد هذه الجماعة والجماعات المتطرفة الأخرى من معاقلها في قلب المؤسسات الحاكمة بالمدن الرئيسة في ليبيا.

في هجوم شنته مؤخرا، أطلقت القوات الموالية لـ«حفتر» صواريخ غراد ومدافع مضادة للطائرات محمولة على شاحنات وقذائف الهاون، فألحقت خسائر فادحة في صفوف القوى الإسلامية المسيطرة على بنغازي.

كان القتال الذي لا يزال مستعرا في بنغازي، عندما ضربت قوة أخرى لحفتر غربا على بعد 650 كيلومترا في طرابلس، واحتلت البرلمان، الذي اتهمه «حفتر» بأنه مختنق بالكيانات الإسلامية المتطرفة.

في طرابلس، حصلت قوات «حفتر» على دعم مهم من قوة صاعقة كبيرة، تتألف من القوات الخاصة والمظليين السابقين في الجيش الليبي، ولواء القعقاع، الذي شكله الجنود الليبيون الغربيون الذين انشقوا عن الجيش.

فطاردوا المشرعين (المنتخبين) وأحلوا محلهم جمعية تأسيسية مكونة من 60 عضوا.

أيا كانت التسمية، يقود «حفتر» بالتالي تمردا عسكريا في ليبيا. ونفى المتحدث باسمه أن العملية كانت انقلابا، وأصر على أن قواته «تقاتل باختيار الشعب».

الوزراء وكبار المسؤولين بالحكومة الليبية، التي توقفت عن العمل تماما بعد فرار آخر رئيس وزراء العام الماضي، رفضوا الاعتراف بالإطار الحاكم الجديد، ودعوا الميليشيات الإسلامية في طرابلس للذهاب مجددا إلى الحرب على الحكام الجدد.

مصادر «ديبكافايل» العسكرية والاستخباراتية تؤخر الحكم على فرص الجنرال حفتر وحلفائه في نجاح حملتهم، أو لأي مدى يمكنهم الاعتماد على دعم الولايات المتحدة والخليج. سيبقى الوضع غير مؤكد طالما بقيت الميليشيا الأقوى في ليبيا على الحياد حتى تقرر أي جانب جدير بأن تنضم إليه.

يهيمن على المشهد السياسي في ليبيا 17 ميليشيا كبيرة مسلحة تسليحا جيدا، ومعظمهم من وحدات قبلية أو إقليمية انشقت عن الجيش الليبي بعد الإطاحة بالقذافي. لكن هناك أيضا سرب من الجماعات المسلحة الصغيرة، التي تتحكم بإقطاعيات في مناطق حضرية ونجوع صغيرة. ولاءاتها غير واضحة.

أقوى مجموعة مسلحة هي "لواء مصراتة"، الذي يسيطر على ميناء مصراته بشمال ليبيا غربي طرابلس. هذا اللواء هو ائتلاف من 200 ميليشيا صغيرة؛ وتعدادها 40 ألف مقاتل، ولديها 800 دبابة، ووحدة مدفعية ذاتية الدفع و2000 عربة مدرعة.

لم تتدخل مصراتة حتى الآن في القتال الدائر ببنغازي وطرابلس.■

 

المصدر: US and Abu Dhabi aid Gen. Haftar’s bid to stabilize Libyan rule by ousting Islamists

  كلمات مفتاحية

مظاهرات بعدة مدن ليبية للمطالبة بإسقاط برلمان طبرق

المحكمة الدستورية العليا بطرابلس تقضي بحل برلمان طبرق

شهر على حملة اللواء «حفتر» لاستعادة بنغازي ونحو 340 قتيلا منذ بدء العمليات

«حفتر» يكشف طبيعة المساعدات العسكرية المصرية له في ليبيا

طبيعة الدور الإيطالي في ليبيا

دلالات إعلان «حفتر» استعداده للتعاون مع إسرائيل

أي أجوبة تنتظرها حكومة طرابلس من الإمارات؟

لقاءات سرية لـ«حفتر» في الأردن مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين

زيارة حكومة «الحاسي» للإمارات تعكس انكسار لعمليات «حفتر» في ليبيا

جولة جديدة من الحوار في ليبيا .. و«حفتر» يضع شروطا للقبول بتسوية