أكد مصدر قيادي في تنظيم «الدولة الإسلامية»، أن التنظيم تمكن من أسر 150 من مقاتلي البيشمركة الكردية، في هجومه الذي شنه فجر أمس الجمعة على مدينة كركوك، متوعدًا أن هجومًا آخر أوسع وأكبر سيشنه «هذه الليلة».

وعن تفاصيل الهجوم الذي شنه «الدولة الإسلامية» على محافظة كركوك الواقعة على بعد 250 كم شمال بغداد، فجر الجمعة، بالاعتماد على تصريحات خاصة لقيادي في «الدولة الإسلامية»، فإن الهجوم قد بدأ في الساعة 2:20 من صباح الجمعة، مستغلين سوء الأحوال الجوية بوجود ضباب كثيف، واعتماد جنوب كركوك كجهة للهجوم بالاعتماد على ثلاثة محاور، على حد قول القيادي لموقع «الخليج أون لاين».

وتابع القيادي قائلًا أن «المحور الأول كان منطقة خراب الروت، والثاني منطقة مكتب خالد (نسبة إلى مكتب دلالية الشهير بالمنطقة)، وهي المعبر الوحيد بين الموصل وكركوك، أما المحور الثالث فهو مريم بيك».

وأضاف: «تزامن الهجوم من محور مريم بيك مع تنشيط الخلايا النائمة داخل كركوك، حيث تم الاستيلاء على معسكر خالد (معسكر قديم تتمركز فيه قوات البيشمركة الكردية) من خلال الهجوم البري وأطراف كركوك الجنوبية، وتل الورد».

وأشار القيادي إلى أن قوات البيشمركة التي تصدت للهجوم «تكبدت خسائر كبيرة جدًا»، كما أسفرت عن سقوط قتلى بين صفوف التنظيم، مؤكدًا: «لكننا تمكنا من أسر ما يزيد على 150 جندياً من البيشمركة، تم نقلهم إلى مناطق آمنة في الموصل».

ووضح أن قادة التنظيم «اختاروا وقتًا من الصعب فيه أن تتمكن طائرات التحالف من المشاركة في المعركة»، لافتًا إلى أن «الضباب وسوء الحالة الجوية تخدم هجومنا؛ بمنعها طائرات التحالف من مغادرة أوكارها داخل المطارات، لذلك كانت معركة طاحنة لم تشهدها كركوك من قبل».

أما داخل كركوك، والحديث للقيادي، فقد «سيطر 4 مجاهدين على فندق مدني آمن يسمى قصر كركوك، ويقع مقابل مديرية شرطة كركوك وهذا موقع استراتيجي؛ والتركيز في السيطرة على هذا الفندق كان كبيرًا لحيوية موقعه، كما ضمت الخطة تفجير سيارة مفخخة عند باب تسفيرات كركوك (دائرة أمنية)، كما تم نشر عدد كبير من القناصين على أعلى بنايات المدينة لاستهداف البيشمركة».

وأشار إلى أن «التنظيم» تمكن من تحقيق غايته في الدخول إلى المدينة، وخلق حالة من الرعب لدى القوات الأمنية التي تسيطر على المدينة، لافتًا إلى أنه «عند الساعة 6:30 من صباح الجمعة استطاع طيران التحالف إيقاف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية من جهة نفط الشمال، وإخراج العناصر المتسللة إلى نفط الجنوب، حيث جاءت التعزيزات بلواءين إلى القاطع الجنوبي في كركوك».

كما ذكر أنه في الساعة 11:00 صباحًا اضطر العناصر الأربعة الذين سيطروا على فندق قصر كركوك، إلى تفجير أنفسهم، بسبب محاصرتهم، كما أن قوات البيشمركة تكبدت خسائر ثقيلة في المعدات والأرواح بمنطقة داقوق، جنوب كركوك، أثناء صدها لهجوم مباغت آخر في الوقت نفسه.

القيادي أكد أن هجومًا آخر نُفّذ الليلة الماضية، من قِبَل التنظيم، جاء أكبر حجمًا وقوة وضراوة، وأن التنظيم «وضع قدمًا في كركوك ولن يتركها حتى يضع كلتا قدميه ويضمها إلى باقي المدن التي يسيطر عليها».

وكانت مصادر أمنية في محافظة كركوك، أفادت أن تنظيم «الدولة الإسلامية» شن في وقت متأخر من ليلة الجمعة، هجومًا واسعًا على عدد من القرى التابعة لمحافظة كركوك الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة، وأن التنظيم تمكن من السيطرة على عدد من القرى.

وأوضح المتحدث وفق ذات المصدر السالف ذكره، أن المئات من مقاتلي «الدولة الإسلامية» يستقلون سيارات رباعية الدفع تحمل أسلحة متطورة، بالإضافة إلى عدد من الآليات العسكرية التي استحوذوا عليها من الجيش العراقي، تمكنوا من التوغل إلى داخل محافظة كركوك، بعد معارك عنيفة شهدتها المحافظة عقب سيطرتهم على مناطق ملا عبد الله، وتل الورد، ومعبر خالد.

وأضافت المصادر، أن عددًا من مقاتلي قوات البيشمركة سقطوا بين قتيل وجريح، من بينهم آمر اللواء الأول العميد «شيركو فتاح»، مشيرة إلى أن قوات البيشمركة أجبرت على الانسحاب بسبب ضراوة الاشتباكات.

وفي ذات الإطار، أعلن مسؤول في شركة نفط الشمال العراقية ومصدر أمني أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطروا ليلة الخميس/الجمعة على حقل نفطي غرب كركوك حيث احتجز 24 من موظفيه.

وقال المسؤول في شركة نفط الشمال أن «تنظيم داعش اقتحم حقل خباز النفطي في ناحية الملتقى (30 كلم غرب كركوك) وقام باحتجاز 24 موظفا مناوبا نفطيا لتشغيل الحقل»، وذلك على الحدود الفاصلة بين مناطق سيطرة السلطات، وتلك التي استولى عليها الجهاديون. وأكد مصدر أمني أن الموظفين علّقوا في الموقع بسبب الاشتباكات ولم يتمكنوا من الفرار.