كشفت لجنة شؤون «البيشمركة» في برلمان إقليم كردستان، أمس الإثنين، عن وجود مفاوضات مع العشائر العربية في محافظة كركوك لمبادلة أسرى «البيشمركة» بأسرى وجثث مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما نفى قيام الإقليم بتهجير الأسر التي انتمى أبناؤها للتنظيم.

وقال رئيس اللجنة «دلير قادر مصطفى» في تصريحات صحافية إنه «لدينا اتصالات مع العشائر العربية الموجودة بالمنطقة التي سيطر عليها تنظيم (الدولة الإسلامية) في محافظة كركوك وهي الحويجة وخازر من أجل تبادل أسرى البيشمركة لديهم بأسرى وجثث المسلحين، مؤكدا أن المفاوضات مع العشائر وليست مع التنظيم مباشرة».

وأضاف «مصطفى»: «الجهود مستمرة، ونأمل أن تأتي بنتائج طيبة»، لافتا إلى أن «الدولة الإسلامية» لديه أسرى من عناصر «البيشمركة» قبل مدة قليلة أيضا إضافة إلى الأسرى الآخرين.

كما نفى «مصطفى» قيام الإقليم بتهجير عدد من الأسر الموجودة لديه بسبب انضمام أبنائهم لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وتخوض قوات «البيشمركة» معارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في العديد من المناطق الواقعة خارج إقليم كردستان كمخمور وزمار وسنجار وكركوك وديالى.

وشهدت مواقع «قرى مريم» بيك وملا عبد الله وتل الورد والعسل والهندية ومكتب الخالد وحقل خباز، انتشار عشرات الجثث لمسلحي التنظيم وآليات تعرضت لقصف طيران التحالف الدولي ودمارا هائلا بالدور والهياكل والقرى التي دمرت بشكل كبير جدا.

وأعلن مصدر أمني كردي، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يحتجز حاليا 85 من عناصر «البيشمركة» قام بأسرهم في مناسبات مختلفة.

وصرح مدير الإعلام في وزارة «البيشمركة»، «هلكورد حكمت» أن التنظيم المذكور اختطف 32 من قوات «البيشمركة» الكردية مؤخرا، وأسر 39 آخرين في الفترة التي سبقت معركة كركوك الأخيرة.

وأضاف «حكمت» أن «هناك أنباء تتحدث عن أن مسلحي الدولة الإسلامية أسروا أيضا 14 عنصرا آخرين من البيشمركة في المعركة التي دارت في كركوك شمالي العراق، والتي بدأت الخميس الماضي ولمدة ثلاثة أيام، بينما تشير المعلومات إلى أن هناك 32 أسيرا من الدولة الإسلامية لدى قوات البيشمركة خلال العملية ذاتها».

ويحتفظ تنظيم «الدولة الإسلامية» بأعداد كبيرة من المعتقلين والأسرى الذين خطف بعضهم أثناء المعارك أو اعتقلهم في المناطق الخاضعة لسيطرته كما حصل لمئات الإيزيديين شمال الموصل.

وقد شهدت مدينة كركوك فجر الجمعة الماضي هجوما عنيفا نفذه عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بسيارات مفخخة وانتحاريين، فيما تمكنت القوات الأمنية من إحباط الهجوم بعد ساعات على تنفيذه، فيما قتل خلال الهجوم آمر اللواء الأول في قوات «البيشمركة» اللواء «شيركو فاتح رؤوف الشواني» وخمسة من عناصر «البيشمركة» وأصيب 40 آخرون بجروح متفاوتة.

وتخضع مناطق جنوبي كركوك وغربيها لسيطرة «الدولة الإسلامية» منذ العاشر من يونيو/حزيران الماضي، ويبغ عدد النازحين إلى كركوك قرابة نصف مليون شخص.

يشار إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في 10 يونيو/حزيران الماضي، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في العراق.