"ملك الخام": كيف أعادت أزمة العراق و"داعش" نفوذ السعودية؟

الخميس 3 يوليو 2014 02:07 ص

ديفيد أندرو وينبرج، فوربس، 2/7/2014 - ترجمة: الخليج الجديد

في الوقت الذي يفزع فيه العالم من فتوحات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، لدى المملكة العربية السعودية سبب لتكون من الشاكرين. وبالرغم من أن الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تؤيد إسقاط الأسرة الحاكمة في السعوية وتدفع بغداد نحو علاقات قوية مع إيران فإن الأزمة في العراق قد عززت من موقف السعودية القيادي في سوق النفط العالمي. ومثل هذه الأخبار لا تصب أبدا في صالح المصالح الأمريكية.

ومنذ عام 2012، كانت العراق ثاني أكبر منج للنفط الخام في أوبيك. وعلى المدى القصير على الأقل، فإن مكاسب داعش في العراق تهدد بعجز كبير في مستويات إنتاج الفائض العالمي والتي تشهد انخفاضا بالفعل وفقا للمعايير التاريخية. اعترف الرئيس أوباما مؤخرا بأن مخاطر الاضطراب في النفط العراقي من الممكن أن تؤثر على أسواق النفط العالمية، موضحا أن أحد أهداف أمريكا في هذه الأزمة ينبغي أن يكون ضمان أن بعض المنتجين الآخرين في منطقة الخليج قادرين على سد هذا العجز. وذكرت «كريستيان ساينس مونيتور» إن هذا المنتِج الآخر في دول الخليج ما هو إلا السعودية حيث أنها الدولة الوحيدة التي يمكنها سد العجز الناتج عن أي مكان.

كان العالم بالفعل ينظر إلى السعودية لتعويض الجزء الأكبر من الطلب المتزايد على الإنتاج العالمي، ولذلك فإن تغيير الأوضاع الجاري حاليا يضع السعودية في موضع القيادة حتى ولو أدى ظهور «داعش» إلى إثارة الفوضى في جيران المملكة.

وفي العراق، أظهرت «داعش»رغبة في استهداف المنشئات النفطية وقامت كذلك بتعطيل عدد من منشئات الطاقة في الجزء الشمالي من البلاد – والتي تضم أكبر مصفاة نفطية في البلاد وكذلك خط التوزيع إلى تركيا. ومن المتوقع أن تحاول «داعش»أن تضرب الجنوب الذي يسيطر عليه الشيعة في العراق في المستقبل القريب والذي يعد بيت النفط العراقي.

وقالت جماعة أمن الطاقة المستقبلية لأمريكا إن تعطيل ولو حتى ثلث إنتاج الجنوب العراقي من النفط من الممكن أن يمحو الطاقة العالمية الفائضة هذا العام. أما خوف الاقتصاديين فهو أن هذا الأمر من الممكن أن يصل بسعر برميل النفط إلى 150 دولار.

وتحسبا لهجوم من «داعش»قامت كل من شركتي «إكسون» و«برتش بتروليوم» بإجلاء موظفيها من منشئات الطاقة في الجنوب العراقي. كما أن رئيس استراتيجية الطاقة في أسواق «سيتي جروب» العالمية قد حذر العملاء من أن شركات النفط الأجنبية لن يكون لديها الرغبة في تقديم الاستثمار المطلوب لإنتاج جديد في جنوب العراق طالما أن «داعش»لا تزال تمثل خطرا هناك. ومنذ أن بدأت إدارة الطاقة الدولية بالنظر إلى العراق كأكبر مصدر منفرد لإمدادات النفط الجديدة خلال 2020 وما بعدها، فإن هجوم «داعش» الأخير سوف يهدد بترك الإقتصاد الدولي بدون أصول حاسمة لمواكبة الطلب. وهذا الأمر يصب في مصلحة السعودية بكل تأكيد.

وحتى وقت متأخر، كانت السعودية تخاف من تحول دراماتيكي في السيطرة على الطاقة إلى جيرانها الشيعة في الخليج والعراق وإيران. وقد أعربت الرياض عن مخاوفها حول زيادة استهلاكها الداخلي من الطاقة وهو ما يمكن أن يقلل من الصادرات المربحة إلى جانب نجاح أمريكا مع التكسير الهيدروليكي. وعلى كل حال فإن المملكة لا تزال تحقق فائضا كافيا في الميزانية لتجنب الضرر الذي قد يلحق بسياستها الخارجية من خلال الاستهلاك الداخلي لمدة عقد آخر على الأقل. كما ان الانخفاض المحتمل في نسبة السوق العراقي والمتعلقة بالتوقعات السابقة تعني أن السعودية صارت فجأة قادرة على التخلص من المخاطر التي يشكلها التكسير الهيدروليكي جزئيا بسبب ارتفاع أسعار النفط. وبفضل العراق يبدو أن مخاوف السعودية من أن تستغني أمريكا عنها في مجال الطاقة قد تلاشت.

وبالرغم من أن هذا الاضطراب هو أمر جيد للسعودية على مستوى الطاقة والاقتصاد والسلطة الخارجية، إلا أنه وللأسف يمثل أخبارا سيئة للعلاقات الأمريكية السعودية والتي توترت بالفعل.

وقد دفع مجلس الوزراء السعودي ضريبة كلامية من أجل هدف إدارة أوباما الذي يتمثل في حكومة شاملة بشكل أكبر في العراق، غير أن الملك «عبد الله» قد شطب بغداد منذ فترة طويلة ولديه تاريخ من رفض مناشدات أمريكا في هذا الخصوص. في الوقت نفسه فإن الحضور الإيراني المتزايد في العراق وحديث التعاون الأمريكي الإيراني من المؤكد أنه يغذي الشعور السعودي بالعظمة وأنها سوف تُطعن من الظهر من قبل أمريكا.

غير أن أكثر القضايا غموضا في العلاقات الأمريكية السعودية ربما تكون النزاعات حول النفط. ففي الوقت الذي وصل فيه الفائض العالمي إلى مراحل منخفضة بصورة خطيرة، فربما تكون السعودية تنتوي الحصول على محفظة العوائد من أسعار النفط العالية بدلا من الإجهاد لزيادة الإنتاج لما هو أكثر من ذلك. وفي رد محتمل للعلاقات الثنائية التي أعقبت حظر النفط في عام 1973، ربما يجد الرؤساء الأمريكيون أنفسهم إما في مواجهة مع السعوديين حول سياسة النفط أو السفر إلى الرياض مذعنين.

وفي كلتا الحالتين، فإن التداعيات المتعلقة بالطاقة من هجوم «داعش» الأحدث في العراق هي تذكير قوي لضعف أميركا المستمر النابع من اعتمادنا على النفط كسلعة استراتيجية. ولكن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، قطب الرحى على الساحة النفطية، تتوتر، تحتاج أمريكا إلى استراتيجية وطنية لاختيار الوقود لنفطم إدماننا المكلف للنفط. 

  كلمات مفتاحية

الصراع يقرب بين الولايات المتحدة وإيران

«معصوم» غدا في الرياض .. الحرب على «داعش» تنهي القطيعة بين السعودية والعراق

العاهل السعودي والرئيس العراقي يبحثان الأوضاع الإقليمية والدولية

شمال العراق: تهجير وتطويق واعتقال العرب ومنعهم من العودة لمنازلهم واحتلال الأكراد لها

العراق: هدم الدولة الوطنية يبدأ من الذاكرة

العراق رابع دولة تحرق الغاز

الاحتجاجات تجتاح وسط وجنوب العراق ودعوات لمظاهرات حاشدة الجمعة المقبل

صادرات العراق من خام البصرة ستبلغ 2.93 مليون برميل يوميا في أغسطس

السعودية تخفض سعر شحنات نوفمبر من الخام العربي الخفيف لآسيا

مصادر: السعودية تشحن مزيدا من النفط الخام إلى آسيا في نوفمبر وديسمبر