تجددت المظاهرات الغاضبة الأربعاء في بعض المحافظات العراقية من جانب الموظفين الحكوميين والتجار وغيرهم بسبب تردي الأوضاع المعيشية، في الوقت الذي تعهد فيه المحتجون بموجة جديدة من الاحتجاجات الجمعة المقبل لتأكيد مطالبهم
وأصبحت المظاهرات تشمل أغلب محافظات الجنوب والوسط من بينها بابل والناصرية، وبعد أن كانت المطالب تقتصر على إقالة وزير الكهرباء وإصلاح منظومتها ودفع الرواتب المتأخرة، ارتفع السقف ليشمل حل أزمة البطالة ومعالجة سوء الخدمات بشكل عام في البلاد، بحسب مواقع عراقية.
وخرج العشرات من التجار والمستوردين والعمال وسائقي الشاحنات، الأربعاء، في تظاهرة احتجاجية قرب منفذ سفوان الحدودي البري الوحيد بين العراق والكويت احتجاجاً على تطبيق قانون جديد للتعرفة الجمركية، فيما أكد المجلس المحلي لناحية سفوان قيام المتظاهرين بإغلاق البوابة الخارجية للمنفذ.
كما أفاد شهود عيان في محافظة الديوانية (جنوب)، الأربعاء ، بأن المئات من موظفي معمل نسيج الديوانية خرجوا في تظاهرات حاشدة احتجاجا على عدم صرف رواتبهم المتأخرة منذ شهرين من قبل وزراة المالية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتابع الشهود أن المتظاهرين قطعوا الطريق الرابط بين مدخل المحافظة والطريق الدولي مطالبين بتحويل رواتبهم من التمويل الذاتي الى المركزي عبر نقلهم الى مختلف مؤسسات الدولة التابعة لوزارات أخرى غير وزارة الصناعة والمعادن
وتظاهر العشرات في شارع مولوي الرئيس في مدينة السليمانية بإقليم كردستان شمال العراق، الأربعاء، وأمطروا رجال الشرطة بوابل من الحجارة أدت لوقوع إصابات في صفوف بعضهم.
وبدأت شرارة الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي في بغداد، حيث خرج مئات المواطنين إلى ساحة التحرير لمطالبة الحكومة بتوفير الكهرباء، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، إضافة إلى كشف ملفات الفساد وإبعاد جهاز القضاء عن المحاصصة الطائفية والقومية.
وتظاهر مئات من موظفي وزارتي الإسكان والصناعة والمعادن وسط بغداد، احتجاجا على التأخر في دفع رواتبهم، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بأداء الحكومة، مطالبين بتوفير الكهرباء والوظائف وبإصلاحات حكومية.
كما شهدت محافظة كربلاء جنوبي العراق الثلاثاء مظاهرة نددت بتردي الخدمات وتفشي ظاهرة الفساد الإداري، وتعهد المتظاهرون باستمرار مظاهراتهم إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
وتجاوزت الحرارة في العراق 50 درجة مئوية خلال الأيام الماضية، وهو ما أدى الى تفاقم مشكلة انقطاع الكهرباء في فصل الصيف ودفع الحكومة لإعلان عطلة بين يومي الخميس والأحد الماضيين.
كما خرجت خلال الأسابيع الماضية احتجاجات مناوئة للحكومة في البصرة والنجف وبابل والناصرية بجنوب العراق وكذلك في بغداد الجمعة الماضية.
وتأثرت شبكة الكهرباء في العراق بفعل سنوات من الحرب وضعف الاستثمارات، وقال وزير الكهرباء للبرلمان الشهر الماضي إن شبكة الكهرباء لن توفر سوى 11 ألف ميغاوات فقط من احتياج العراق هذا الصيف والذي يبلغ 21000 ميغاوات.
وتعهد المتظاهرون في أكثر من احتجاج أنهم سيقومون بموجة جديدة من الاحتجاجات الجمعة المقبل لتأكيد مطالبهم في الإصلاح.
وكان رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، قد حذر الأحد الماضي في بيان له، من أن موجة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مختلف المحافظات، بسبب تراجع الخدمات هي «رسالة إنذار» للدولة، ووجه المسؤولين في حكومته الى العمل بسرعة لتوفير متطلبات المواطنين.
ومن جانبها، وعدت الرئاسات العراقية الثلاث المتظاهرين بإصلاحات أمنية وخدمية جريئة وعاجلة و حازمة.
وأكدت الرئاسات العراقية الثلاث خلال اجتماع في قصر السلام الرئاسي في بغداد على أهمية جعل أبواب السلطات الثلاث مفتوحة على مصراعيها لاستقبال وتقبل مطالب ومقترحات المواطنين في هذا الشأن، وعلى اتخاذ الإجراءات العاجلة والقرارات الكفيلة بالشروع بمعالجات حقيقية وسريعة وفعالة تخدم البلاد وتعزز الحرية والعدالة وتوفر فرص الحياة الانسانية الكريمة لكافة العراقيين" بحسب بيان رئاسي اليوم عقب الاجتماع.
وشارك في الاجتماع الرئيس «فؤاد معصوم» ورئيس الوزراء «حيدر العبادي» ورئيس مجلس النواب «سليم الجبوري» ورئيس مجلس القضاء الأعلى «مدحت المحمود» ونواب رئيس الجمهورية «نوري المالكي» و«اياد علاوي» و«أسامة النجيفي» ونائبا رئيس الوزراء «بهاء الأعرجي» و«صالح المطلك» ونائب رئيس مجلس النواب «همام حمودي».