شهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات في وسط جنوب البلاد الجمعة مظاهرات حاشدة احتجاجا على الفساد المالي، والإداري، داعين إلى معاقبة المسؤولين.
فيما قرر مجلس النواب استجواب الوزراء المعنيين بالخدمات، وتعهد رئيس الوزراء «حيدر العبادي» بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح وتنفيذها.
وخرج عشرات الآلاف من العراقيين في بغداد ومحافظات أخرى في جنوب البلاد مساء الجمعة احتجاجا على انقطاع الكهرباء وتردي الأوضاع الخدمية وعلى الفساد الإداري، وذلك استجابة لدعوات أطلقها ناشطون من التيار المدني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاءت المظاهرات في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات الأمنية وسط المدينة، وفي مداخل المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا والتي تضم البرلمان والحكومة ومنازل المسؤولين، فضلا عن إجراءات مماثلة في محافظات الوسط والجنوب.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بتوفير المشتقات النفطية والخدمات والكهرباء، كما طالبوا بمحاسبة المفسدين من المسؤولين.
وحملوا نعشا مغطى باللون الأسود كتب عليه «ضمير السياسي، وضمير البرلمان، والخدمات».
كما شهدت محافظات البصرة وواسط والمثنى والديوانية وذي قار وبابل (جنوب) أيضا مظاهرات حاشدة تطالب بإجراء إصلاحات واسعة في الحكومة والبرلمان وتحسين الخدمات، وكشف المفسدين وإحالتهم إلى القضاء.
وفي رد فعل على المظاهرات، قال رئيس مجلس النواب العراقي «سليم الجبوري» إن المجلس سيشرع في استجواب الوزراء المعنيين بالخدمات في الحكومة العراقية والذين يطالب المتظاهرون باستجوابهم بعد تصاعد الاحتجاجات على سوء الخدمات والفساد.
وأضاف «الجبوري» أن مجلس النواب سيشرع في جملة إجراءات سيراها الشارع في القريب العاجل، داعيا المتظاهرين إلى ممارسة حقهم الدستوري والتعبير عن آرائهم بحرية، حيث ذهب زمن الاستبداد.
وقد دعا المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق «علي السيستاني» رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» إلى اتخاذ اجراءات حاسمة ضد المسؤولين الفاسدين وضرب كل المتورطين بالفساد بيد من حديد.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن «العبادي يتعهد بالالتزام بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا وأنه سيعلن خطة شاملة للإصلاح»، داعيا القوى السياسية إلى التعاون معه في تنفيذها.
يذكر أن الاحتجاجات الشعبية بدأت في بغداد على خلفية تكرار الانقطاعات في شبكة الكهرباء والتي تصل إلى 12 ساعة يوميا، في جو صيفي حار تتجاوز الحرارة فيه 50 درجة مئوية، قبل أن تمتد الاحتجاجات إلى مناطق متفرقة من البلاد.