الأمير «تشارلز» لم يعد راغبا في لعب دور ”مروج الأسلحة“ في دول الخليج

الأربعاء 4 فبراير 2015 02:02 ص

لم يعد الأمير «تشارلز» يرغب في استخدامه كمروج لبيع السلاح البريطاني إلى ممالك ودول الخليج في الشرق الأوسط وفقا لكتاب جديد عن سيرته الذاتية. ويأتي هذا الحديث قبيل أيام قليلة من زيارته إلى منطقة الشرق الأوسط؛ وفقًا لكتاب جديد عن سيرته الذاتية.

ويُشير أحدث كتاب يتحدث عن السيرة الذاتية لأمير «ويلز» - والذي لم يحصل على موافقة بالنشر من المقر الملكي في لندن «كلارنس هاوس» - إنه «ما عاد يرغب بلعب دور في سوق الأسلحة»، ولا عقد صفقات مثيرة للجدل مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

وسيزور الأمير «تشارلز» المملكة العربية السعودية والأردن والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة في زيارة تستغرق ستة أيام اعتبارًا من يوم السبت المقبل.

وقالت مُتحدثة باسم «كلارنس هاوس» إن الجولة والزيارات التي سيقوم بها أمير ويلز تُظهر «مدى أهمية تعاون حكومة جلالة الملكة مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة. وليست هذه الاتصالات بين الأسرة الحاكمة في المملكة المتحدة ودول الخليج حديثة عهد، بل تقوم منذ أمدٍ بعيد على علاقات محترمة وقوية».

وزار الأمير «تشارلز» - الذي يسافر كثيرًا إلى المنطقة - العاصمة الرياض قبل ما يزيد على أسبوع تقريبًا لتقديم واجب العزاء في الراحل الملك «عبد الله بن عبدالعزيز».

بريطانيا - التي أظهرت احترامًا مُختلفًا تجاه وفاة الملك «عبدالله» بخفض الأعلام إلى منتصف الصاري حدادًا - دأبت على انتقاد السعودية على نطاق واسع؛ خاصة في أعقاب سلسلة من عمليات الإعدام في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان والذي تصفه المملكة المتحدة بــ «الفقير».

وعقب عدة مقابلات لـ«كاثرين ماير» - الصحفية بمجلة تايم - مع الأمير «تشارلز» وعدد من دائرته الداخلية انتهت بمقال نشر في صحيفة التايمز، حيث كتبت «كاثرين» إن الأمير «تشارلز» دافع عن ظهوره سابقًا في معرض للأسلحة في دبي منذ أكثر من 20 عاماً على أساس أنه كان في مهمة لـ«تعزيز التجارة البريطانية».

وتابعت أيضًا أن الأمير جادل في ذلك الوقت بأن الأسلحة «على الأرجح ستُستخدم للردع والدفاع، وأنه إذا لم تقم المملكة المتحدة ببيعها فإن شخصًا آخر سيفعل» ومن ثمّ ستخسر بريطانيا.

كما نقل «جون بيلجر» ما قاله الأمير «تشارلز» في نفس السياق: «نحن حقًا متفوقون في صناعة أنواع مُعينة من الأسلحة».

ونقلت «تايمز» عن «كاثرين» ما كتبته بأن الأمير تحدث فقط عن اعتراضه من خلال اتصالات خاصة حتى الآن.

وقامت بريطانيا في عام 2013 / 2014م بتصدير الأسلحة إلى دول عدة مدرجة على قائمتها الرسمية الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان.

وتصدرت إسرائيل والآراضي الفلسطينية المحتلة قائمة أكثر الصفقات ربحاً بواقع 7.9 مليار جنيه استرليني، تليها الصين والمملكة العربية السعودية على حد سواء بقيمة إجمالية بلغت 1.7 مليار جنيه استرليني.

كما كانت روسيا وباكستان وليبيا وإيران وسيرلانكا على قائمة الصفقات بقيمة إجمالية حققت 11.6 مليار جنيه استرليني.

وشملت الأسلحة المباعة طائرات يوروفايتر تايفون، ومكونات صنع القنابل، والغاز المسيل للدموع، والعربات العسكرية، وبنادق قنص، وكواتم صوت للبنادق، وقنابل يدوية وغيرها.

ووردت تفاصيل مبيعات العام الماضي في تقرير صادر عن لجان التحكم بتصدير الأسلحة بالبرلمان البريطاني؛ والذي جاء فيه: «ينبغي على الحكومة أن تبين للبرلمان والشعب لماذا تضع وزارة العمل المملكة العربية السعودية على رأس قائمة سوق صادرات الأسلحة في الوقت الذي توجد فيه أيضًا على قائمة وزارة الخارجية والكومنولث باعتبارها مصدر قلق كبير فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان».

وقال متحدث باسم «كلارنس هاوس» إن الجولة القادمة للأمير «تشارلز»؛ والتي تتضمن اجتماعًا مُقررًا مع نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، لا تتعلق بمبيعات الأسلحة.

كما أضاف متحدث آخر إن الزيارة المرتقبة لأمير ويلز إلى الشرق الأوسط ليست حول مبيعات المعدات الدفاعية وليست بالضرورة تجارية. وأن أمير ويلز يقوم بالزيارات الرسمية نيابة عن حكومة صاحبة الجلالة.

«إن الدول الخمسه التي سيزورها الأمير في الشرق الأوسط هم حلفاء مهمين وشركاء رئيسيين للمملكة المتحدة. وتأتي هذه الزيارة إلى الشرق الأوسط مثلها مثل زيارة الآخرين كوسيلة لتعزيز العلاقات وتسليط الضوء على الاستقرار في المنطقة».

ويقتبس كتاب السيدة «كاثرين ماير» عن حياة أمير ويلز من كلام عضو في دائرة الأمير الداخلية؛ والذي يقول إنه عشية زفافه بالأميرة ديانا في عام 1981م «كان يائسًا».

ووفقًا لتقارير في صحيفة «التليجراف» فقد تردد أنه أبلغ أحد مساعديه: «لا أستطيع أن أمضي قُدمًا في هذا، لا أستطيع أن أفعل ذلك».

وتزعم مقتطفات أخرى أن أسرة الأمير «تشارلز» اكتسبت لقب «وولف هول» بسبب منافساتها، والطعن من الظهر، والاقتتال الداخلي.

ورفض «كلارنس هاوس» التعليق على تلك الادعاءات، وشدد على أن هذه السيرة الذاتية لم يُؤخذ بها تصريح، والمؤلف لم يُعط الحق بوصول خاص إلى الأمير تشارلز أو أحد من موظفيه.

المصدر | ذي إندبندنت

  كلمات مفتاحية

الأمير تشارلز السعودية الإمارات صفقات أسلحة بريطانيا

«رقصة ديبلوماسية» غير مضمونة لبريطانيا في البحرين

الديلي تليغراف: ما جدوى القاعدة البحرية البريطانية في البحرين؟

بريطانيا تخطط لإنشاء قواعد عسكرية في الإمارات والبحرين وعُمان

السعودية ومصر بين أكبر أسواق الأسلحة البريطانية على الرغم من الانتهاكات لحقوق الإنسان

الأمير «محمد بن نايف» يلتقي في لندن بمسؤولين أمنيين وعسكريين

«فورين بوليسي»: انتعاش كبير بـ«سوق الموت» في أبوظبي

«ذى إندبندنت»: بريطانيا تبيع الأسلحة ومعدات المراقبة للدول الأكثر قمعا في العالم