قال وزير الطاقة في قبرص اليونانية، «جورجيوس لاكوتريبيس»، إن بلاده «على وشك بيع الغاز الطبيعي لمحطات تسييل الغاز في مصر، ويمكننا التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة».

وذكرت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية أن قبرص اليونانية (المتحالفة مع مصر) تقترب من إبرام اتفاق لبيع الغاز الطبيعي لمصر؛ ما يمثل صفقة ثانية في غضون أيام، بعد إعلان (إسرائيل) أنها وقعت صفقة تاريخية بـ15 مليار دولار لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر.

وأضافت الوكالة، في تقرير لها، أن قبرص اليونانية ستقوم بتزويد مصر بالغاز من إنتاج حقل «أفروديت» الذي اكتشفته شركة «نوبل إنيرجى»، ويحتوي على احتياطي يقدر بنحو 4.5 تريليون قدم مكعب من الغاز.

وقال الخبير في شؤون شمال أفريقيا بمجموعة «أوراسيا»، «ريكاردو فابياني»: «هذه هي اللحظة التي يتحقق فيها أخيرا كل الحديث عن تحويل مصر إلى مركز إقليمي للغاز».

ولفتت «بلومبيرغ» إلى أنه من المتوقع أن تلبي مصر، التي اعتادت تصدير الغاز عبر خط أنابيب، إلى (إسرائيل) والأردن، جميع احتياجاتها من الوقود هذا العام بفضل إنتاج حقل «ظهر»، كما أنها تطمح إلى إمداد دول أخرى بالوقود.

ويسمح قانون جديد في مصر للشركات الخاصة، مثل «دولفينوس» القابضة، باستيراد الغاز، وإعادة تصديره من خلال منشآت الغاز الطبيعي المسال في البلاد.

وفي بيان لها الثلاثاء، قالت وزارة البترول المصرية إن «مصر ماضية في طريقها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، بنهاية العام الجاري، وتحقيق فائض من الغاز خلال عام 2019، وتنفيذ استراتيجيتها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، ويشمل ذلك استقبال الغاز من عدة دول في شرق البحر المتوسط ومنها إسرائيل وقبرص (اليونانية)».

وتملك كل من «نوبل إنيرجي» وشركة «رويال داتش شل» حصة قدرها 35% في حقل أفروديت القبرصي اليوناني، بينما تسيطر «ديليك» الإسرائيلية على النسبة المتبقية.

وقال مستشار الطاقة الإلكترونية والرئيس التنفيذي لشركة «نيكوسيا»، «تشارلز إليناز»، عن الاتفاق المحتمل بين قبرص ومصر، إن «كون شركة (شل) هي المسؤولة عن إسالة الغاز الطبيعي الذى سينقل من قبرص (اليونانية) إلى مدينة إدكو (شمالي مصر) هو إضافة لهذه الصفقة».

وقالت صحيفة «هآرتس»، الإسرائيلية، إنه بعد إعلان شركتي «تمار» و«ليفياثان» للغاز الإسرائيلي عن اتفاق لتصدير الغاز لمصر ارتفعت أسهم الشركتين في بورصة تل أبيب، مشيرا إلى أنه لم يشد بتلك الصفقة إلا رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، الثلاثاء، أن الوضع كان صامتا في مصر؛ حيث رفضت شركة «دولفينوس» القابضة المصرية التعليق، وتساءل أحد المحللين عن تعريض الرئيس «عبد الفتاح السيسي» نفسه لخطر السماح بإعلان هذه الصفقة المثيرة للجدل قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة، لافتاً إلى أن الرئيس واثق من استطاعته التعامل مع أي احتجاجات.

وتابعت الصحيفة: «يمكن أن تبشر هذه الصفقة بعهد جديد كبير من التعاون في مجال الطاقة كما يأمل الجميع في إسرائيل، لكن ذلك يعتمد على نجاح السياسة والاقتصاد معا، هذا هو الحال في الشرق الأوسط، لا يمكنك الرهان كثيراً على الاقتصاد».

يشار إلى أنه قبل أيام، اتهمت قبرص اليونانية تركيا بانتهاك «القانون الدولي» على خلفية اعتراض سفن حربية تركية سفينة تابعة لشركة «إيني» الإيطالية كانت تستكشف حقول الغاز في مياه البحر المتوسط.

وترفض أنقرة قيام قبرص اليونانية (المتحالفة مع مصر) بعمليات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، من طرف واحد، متجاهلة حق جارتها «قبرص التركية» (المدعومة من أنقرة)، مشددة على أنه «لا يمكن القبول بهذه الأعمال في ظل عدم التوصل إلى حل عادل وشامل في المسألة القبرصية»، وفق بيان خارجية قبرص التركية.