كان التعليق الأبرز الذي كتبته روابط مشجعي نادي الزمالك (أولتراس وايت نايتس) علي صفحتهم علي فيس بوك عقب المجزرة التي أودت بحياة ما بين 28 و40 شاب من شباب الرابطة مساء أمس الأحد علي أيدي قوات الشرطة المصرية وفق تقديرات مختلفة، هو: «اللي قتل إخواتنا النهارده ..هو اللى قتل جماهير الأهلي.... هو اللي قتل شباب الثورة.. هو اللي قتل الإخوان .. هو العسكر».

وكان أبرز تعليق كتبه أحد النشطاء علي «تويتر» في تعليقه علي ما جري هو قوله: «انتقموا من كل أبطال 28 يناير: الأقباط في ماسبيرو - الليبراليين في محمد محمود - ألتراس أهلاوي في بورسعيد - الأخوان وكل معارضي انقلابهم في رابعة والنهضة- السلفيين وحازمون في مجلس الوزراء - ألتراس وايت نايتس في مجزرة الدفاع الجوي».

وأضاف آخر: «لا يخفى على أحد الصفقة القذرة بين جنرالات العسكر والداخلية .. قمع الثوار والمعارضين للانقلاب حفاظا علي السلطة كي لا تهرب من جدران المؤسسة العسكرية وتذهب للمدنيين.. في كل جريمة كانوا يتهمون فصيل سياسي ..في كل مجزرة كان القاتل واحد و المحرض واحد ..لن يأتي فجر هذا الوطن إلا عندما نعترف بكل ما سبق من أخطاء و نتحد جميعا لنستعيد روح 28 يناير».

ولهذا لم يستغرب كثير من متابعي المجزرة الأخيرة حالة الهجوم علي القتلى لا القاتل، ووصف القتلي الذين قتلوا بالرصاص الخرطوش أو بالاختناق في قفص حديدي أعدته الشرطة لدخولهم الاستاد ثم أطلقت عليهم الغاز بغزارة بأنهم «مجرمين» كما قال إعلام السلطة، أو «بلطجية» كما وصفهم رئيس نادي الزمالك ، أو «إخوان» كما وصفهم مذيعين موالين للسلطة لتبرير قتلهم. 

ولم يكن مستغربا أيضا أن يقول العديد من النشطاء علي مواقع التواصل أن كل ما قيل عقب ثورة 25 يناير 2011 حول «هيكلة الشرطة» ولم ينفذ لم يعد كافيا، وأنه يجب تغيير كل قيادات الشرطة وتغيير قواعد الاشتباك ومحاكمة جميع المتورطين.

وكان هذا هو وصف الإعلام الحكومي للقتلي بأنهم «مجرمين»، حيث وصف المذيع «أحمد وجيه» مقدم برنامج «مصر مباشر»، مشجعي النادي الزمالك «ألتراس وايت نايتس»، بـ«المجرمين»، الذين يحاولون الإخلال بنظام الدولة ويسعون في هدمها ودمارها.

وتابع «وجيه»: «دول في عرف القانون مجرمين، وما يفعله المشاغبون هو فعل الإرهابيين من الإخوان .. مفيش دلع، الأمن تعامل معاهم بدلع، والأمن تعامل برخاوة، ولازم الأمن يتعامل بحزم»!!.

أما مدير اتحاد الكرة فتحدث عن «تأديب» روابط ألتراس، وأنه سيتم التعامل بحزم معهم مستقبلا، ورفض تقديم استقالة اتحاد الكرة، وهو نفس ما فعله وزير الداخلية حيث نفي متحدث باسمه بشدة أنه استقال من منصبه عقب هذه المذبحة.

ورغم تأكيد النائب العام والمشرحة العمومية في منطقة زينهم وصول 22 جثة خلاف إصابة  آخرين50، فقد قدر شهود عيان من روابط ألتراس أن عدد الضحايا ارتفع إلى 40 قتيل من مشجعي نادي الزمالك المصري الذين سقطوا في المواجهات التي اندلعت عندما منعت قوات الأمن أنصاراً للفريق من دخول ملعب الدفاع الجوي (شرق القاهرة) مساء أمس الأحد.

وبينما نفت الشرطة استخدام الرصاص أو الخرطوش ضد حشود المشجعين، وصفت رابطة المشجعين (ألتراس وايت نايتس) ما حدث بالمجزرة، وقال مصدر طبي أن الجثث الـ 18 الأولي التي وصلتهم كانت خالية من الرصاص، بينما نشر نشطاء صورًا لضباط يطلقون النار علي المشجعين المحشورين داخل الأقفاص مباشرة لتكذيب ما قالته الشرطة.

وأفاد شهود عيان بقيام جماهير الزمالك بإشعال النيران في سيارات تابعة للشرطة أمام الملعب بعد تعدي الأمن عليهم، ومطاردة الشرطة لهم في الشوارع وقيامهم بغلق الطرق عبر حرق الإطارات.

مجزرة ومؤامرة مدبرة

وبينما وصفت رابطة مشجعي نادي الزمالك (ألتراس الوايت نايتس) على صفحتها في فيسبوك ما حدث «بالمجزرة والمؤامرة المدبرة»، وقالت إن «الداخلية تبادر الجماهير بقنابل الغاز المدمع أمام ملعب الدفاع الجوي، وحالات إغماء واختناق بالجملة»، قالت قوي سياسية مثل حركة 6 أبريل إن «ما جرى في ملعب الدفاع الجوي في القاهرة هو محاولة للتغطية على التسريبات التي صدرت مؤخرا عن مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع قبل أيام من ترشحه لرئاسة الجمهورية حول علاقة مكتبه بدول الخليج».  

فتحت عنوان: (مجزرة مدبرة .. قتل مع سبق الإصرار والترصد .. مؤامرة أعدها الحقراء) كتبت رابطة ألتراس الزمالك تقول: «هل تعلم أن القفص الحديدي الذي مات معظم الناس فيه تم تركيبه قبل المباراة بيوم واحد ولم يتم استخدامه مطلقاً في أي من مباريات كرة القدم في مصر ولا في العالم.. قام مرتضى منصور بشراء التذاكر كلها قبل المباراة باتفاق مع الداخلية واتصل بمدحت شلبي قبل المباراة وأخبره أن هناك مفاجأة تنتظر الوايت نايتس اليوم.. قالها شوبير للوايت نايتس: "ستمر الدولة على أجسادكم" .. فقط احفظوها للتاريخ .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».

وقد سادت حالة من الغضب والذهول بين ذوي الضحايا بعد أن رفض المسئولون عن مشرحة زينهم دخولهم للتعرف على قتلاهم، واشتكي الأهالي من إجبار السلطات لذوي الضحايا على التوقيع على إقرار يفيد بانتحار ذويهم وأن سبب القتل هو «الاختناق» قبل السماح لهم بتسلم جثثهم، وهو ما أثارهم ودفعهم لمحاولة اقتحام المشرحة التي أغلقت أبوابها.

وقال شباب من ألتراس علي صفحاتهم أن هناك عداء مستحكم بين وزارة الداخلية وألتراس نادي الزمالك، وبينهم وبين رئيس نادي الزمالك الذي صفعه بعض أعضاء الرابطة مؤخرا وألقوا عليه القمامة، وقالوا إنه كانت هناك مطالبات لتصنيف روابط المشجعين على أنها «منظمات إرهابية».

ومعروف أن هناك دعوة قضائية رفعها مؤيدون للسلطة باعتبار روابط ألتراس الرياضية «منظمات إرهابية»، وتم إطلاق يد الشرطة للتعامل بخشونة مع هذه الروابط في الأونة الاخيرة، بينما لا تزال قضية مقتل 72 من روابط ألتراس النادي الأهلي في مدينة بورسعيد والمتهم فيها عدد من ضباط الشرطة قبل 3 سنوات معلقة في المحاكم دون حسم.