مصر.. ارتفاع ضحايا مجزرة الدفاع الجوي إلى 40 قتيلا وإدانات سياسية وشعبية واسعة

الاثنين 9 فبراير 2015 11:02 ص

ارتفع عدد ضحايا مشجعي نادي الزمالك المصري إلى أربعين شخصا بعدما منعت قوات الأمن المصرية أنصارا للفريق من دخول ملعب الدفاع الجوي في القاهرة مساء أمس الأحد، في الوقت الذي نفت فيه الشرطة استخدام الرصاص أو الخرطوش ضد حشود المشجعين.

ووفق الرواية الرسمية، فقد أقدمت قوات الأمن على منع دخول 500 مشجع إضافي فوق العشرة آلاف المسموح لهم بحضور مباراة إنبي والزمالك في ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، وأطلقت عليهم قنابل الغاز.

وأفاد شهود عيان بقيام جماهير الزمالك بإشعال النيران في سيارات تابعة للشرطة أمام الملعب بعد تعدي الأمن عليهم.

وفي ذات السياق، قالت مصادر صحفية إن معظم الضحايا قتلوا نتيجة إصابتهم بالرصاص الحي أو الخرطوش، وإن عددا قليلا منهم ماتوا نتيجة التدافع أو الاختناق، مضيفا أن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع، وأن هناك نحو خمسين مصابا حالاتهم حرجة أصيبوا بالرصاص الحي في البطن والرأس.

الرواية الرسمية

من جهتها أكدت وزارة الداخلية أن عشرات الآلاف من المشجعين تدافعوا مساء أمس الأحد لاقتحام بوابات ملعب الدفاع الجوي المقامة عليه مباراة بين ناديي الزمالك وإنبي، وأصيب عشرات الأشخاص نتيجة التدافع.

وأوضحت وزارة الداخلية في بيان صحفي أن قوات الأمن قامت بتنظيم دخول حاملي التذاكر عبر بوابات الملعب،ىوقامت بتفريق المشجعين ممن حاولوا اقتحام ملعب المباراة بدون تذاكر، حيث توجهوا إلى الطريق المؤدي إليه وقاموا بتعطيل حركة المرور في الاتجاهين.

وقالت إنهم حاولوا إيقاف الحافلة التي تقل لاعبي فريق الزمالك ومنعهم من الوصول إلى الملعب وإضرام النيران في إحدى سيارات الشرطة، وتم تفريقهم وتأمين وصول اللاعبين والجهاز الفني لأرض الملعب.

وأضاف البيان أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا يفيد بوفاة عدد من المصابين نتيجة التدافع، وأنه تم إخطار النيابة العامة، وتابع أنهم حاولوا اقتحام بوابات الملعب بالقوة، مما دعا القوات إلى الحيلولة دون استمرارهم في التعدي على منشآت الملعب.

مجزرة ومؤامرة

من جانبها، وصفت رابطة مشجعي نادي الزمالك «ألتراس الوايت نايتس» على صفحتها في فيسبوك ما حدث بالمجزرة والمؤامرة المدبرة. 

وقالت الرابطة إن الداخلية تبادر الجماهير بقنابل الغاز المسيل للدموع أمام ملعب الدفاع الجوي، وحالات إغماء واختناق بالجملة، مضيفة أن الشهداء يرقدون في مستشفيات القاهرة الجديدة، وجار التعرف عليهم لإبلاغ ذويهم.

وتابعت أن الداخلية خصصت بوابة حديدية محاطة بأسلاك شائكة لا تحتمل إلا دخول فرد واحد، وعند تدافع الناس بدأ الضرب بالغاز والخرطوش.

بدورها، قالت حركة 6 أبريل إن ما جرى في ملعب الدفاع الجوي بـالقاهرة هو محاولة للتغطية على التسريبات التي صدرت مؤخرا عن مكتب الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» عندما كان وزيرا للدفاع قبل أيام من ترشحه لرئاسة الجمهورية حول علاقة مكتبه بدول الخليج.

بينما أعلن التلفزيون المصري عقب هذه الأحداث الدامية أن مجلس الوزراء قرر تأجيل دوري كرة القدم إلى أجل غير مسمى.

وسادت حالة من الغضب والذهول بين ذوي الضحايا بعد أن رفض المسؤولون عن مشرحة زينهم دخولهم للتعرف على قتلاهم، كما تحدث شهود عيان عن إجبار السلطات لهم على التوقيع على إقرار بانتحار ذويهم قبل السماح لهم باستلام جثثهم.

عداء مستحكم

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة «جونز هوبكنر»، «خليل العناني» أن ما حدث جريمة تضاف إلى جرائم النظام المصري في استباحة دماء المصريين وكأن هناك ثأرا بين وزارة الداخلية وروابط مشجعي الكرة لأنها كانت على رأس ثورة 25 يناير.

وأكد «العناني» في تصريحات لوسائل الإعلام أن هناك دعوة قضائية باعتبار هذه الروابط منظمات إرهابية، وقد تم إطلاق يد الشرطة للتعامل بخشونة مع هذه الروابط، في ظل عدم محاسبة مرتكبي الجرائم ضد المصريين.

وذكر «مصطفى عاشور» -وهو شاهد عيان من داخل الملعب- أن قوات الشرطة بدأت بضرب المشجعين، وأطلقت قنابل الغاز، وأضاف أن هناك استهدافا للجمهور، وتم قتل المشجعين وضرب العشرات بدون أي سبب.

في غضون ذلك، أصدر عدد من الشخصيات والرموز الشعبية والثورية في مصر بيانا، استنكروا فيه المجزرة التي استهدفت مشجعي نادي الزمالك، ودعوا فيه الشعب المصري إلى اقتلاع سلطة القمع والفساد والقصاص من القتلة، مؤكدين أن المذبحة تمثل دليلا على استخفاف النظام المصري بدماء الشعب. 

ووقع على البيان كل من: الدكتور «أيمن نور» زعيم حزب «غد الثورة»، الدكتور«ثروت نافع» رئيس البرلمان المصري (المنعقد في تركيا)، المهندس «حاتم عزام» نائب رئيس «حزب الوسط»، الدكتور «طارق الزمر» رئيس حزب «البناء والتنمية»، الدكتور «عمرو دراج» وزير التعاون الدولي الأسبق، الدكتور «محمد محسوب» وزير الشؤون القانونية الأسبق، الدكتورة «مها عزام» رئيس المجلس الثوري، والأستاذ «يحيى حامد» وزير الاستثمار الأسبق.

يشار إلى أنه تم منع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم في البلاد عقب أحداث ما عرفت بمذبحة ملعب بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا من جمهور النادي الأهلي في الأول من فبراير/شباط 2012 خلال اقتحامها أرض ملعب النادي المصري في بورسعيد (شمال شرق) مصر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي مذبحة كرة القدم مجزرة الدفاع الجوي

نيويورك تايمز: «السيسي» استبدل متشددا آخر بـ”حليفه المخلص“ مهندس مذبحة «رابعة» في المخابرات

بالتزامن مع ذكرى مذبحة رابعة: حسن نصر الله يتفهم موقف السيسي في غزة ويهاجم قطر وتركيا

سلطات مصر تمنع وفد هيومن رايتس ووتش من دخول البلاد لإعلان تقرير يوثق مذبحة رابعة

مجزرة جديدة للألتراس .. ونشطاء: الداخلية تواصل سيناريو الانتقام من فرقاء ثورة يناير

إصابة 10 أشخاص في 5 انفجارات بمحيط أقسام شرطة بالأسكندرية شمال مصر

صحفي مصري مؤيد لـ«السيسي» لا يستبعد عودة «الإخوان» لحكم مصر

مصر مريضة

مجزرة «الدفاع الجوي»: صدام «الألتراس» والأمن له ما بعده

مجزرة واحدة لا تكفي لإحياء ذكرى الثورة !

مصر تمنع الجماهير محليا وتسمح بحضور 30 ألف مشجع في لقاء السوبر الإماراتي