دخلت قافلة مساعدات الاثنين إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها الجيش السوري في ريف دمشق، للمرة الأولى منذ سريان وقف الأعمال العدائية بموجب اتفاق روسي أمريكي تدعمه الأمم المتحدة، وفق ما أعلن الهلال الأحمر السوري.
وقال عضو المركز الإعلامي في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري «مهند الأسدي» لوكالة «فرانس برس» إن 51 محملة بالمواد الإغاثية دخلت الإثنين إلى معضمية الشام للمرة الأولى منذ سريان الهدنة.
وتتضمن المساعدات موادا غير غذائية من أغطية ولوازم صحية وصابون ومسحوق غسيل قدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتعد هذه القافلة التي شارك في إدخالها 25 متطوعا من الهلال الأحمر، الثالثة إلى معضمية الشام خلال أسبوعين ليصل عدد شاحنات المساعدات المقدمة خلال الشهر الحالي إلى 140 وذلك «بفضل التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية» وفق الأسدي.
واستنادا إلى دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ السبت، أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا«يعقوب الحلو» الأحد أن الأمم المتحدة تعتزم «في الأيام الخمسة المقبلة إدخال مساعدات إلى حوالى 154 الف شخص في مدن محاصرة»، مذكرا بأن المنظمة الدولية تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من الأطراف المتقاتلة «لمساعدة حوالى 1,7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول اليها».
واشار إلى أن المنظمة الدولية تعتزم «إرسال مساعدات اعتبارا من الاثنين والأيام التالية إلى مدينة معضمية الشام» التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف دمشق وتحاصرها قوات النظام.
وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل أن يتم التوصل إلى هدنة بعد نحو عام، ما أدى إلى تحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها.
لكن الأمم المتحدة اعادت تصنيفها بـ«المحاصرة» الشهر الماضي بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصدها وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الأمم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم الدولة الإسلامية، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» اليها 4.6 ملايين نسمة.
وأسفر النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات عن مقتل 270 ألف شخص وتهجير اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.