مراقبون: «الدولة الإسلامية» يتعثر بسبب الخلافات والانشقاقات وضربات التحالف

الأربعاء 10 فبراير 2016 07:02 ص

قال مراقبون ومحللون، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» بدا يتعثر بشكل كبير، بسبب مشكلاته المالية والانشقاقات في صفوفه التي بدأت بالظهور، إضافة إلى تراجع مخزون المقاتلين لديه، وهو ما أثر على تكرار الهزائم في ساحات المعارك المختلفة في كل من سوريا والعراق.

ويقدر مسؤولون عسكريون أمريكيون أن تنظيم «الدولة الإسلامية»، خسر ما يصل إلى 40% من الأراضي التي سيطر عليها في العراق، وما يصل إلى 20% في سوريا، وأن القوات الكردية والعربية تقدمت بشكل متسارع، بمساعدة الضربات الجوية من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.

يقول «محمد صالح»، المؤسس والمشارك في مجموعة «الرقة تذبح بصمت» التي تراقب جرائم «الدولة الإسلامية» وأحوالها، إن «هناك طلبا متزايدا من عناصر التنظيم الأجانب للمساعدة على الفرار من سوريا، ويقوم هؤلاء بطلباتهم سرا لأن الدولة الإسلامية تنفذ حملات تجسس مكثفة عليهم».

وأضاف «صالح» أن «جزءا كبيرا من هؤلاء المقاتلين أتوا من مدن نابضة بالحياة مثل لندن أو باريس، وبعد عام من العيش في مكان مثل الرقة، تعبوا من العيش من دون كهرباء، إضافة إلى القصف المتواصل في كل وقت، لقد شعروا بالملل، أو أنهم أدركوا أن ما يسمى الخلافة ليست مثلما سمعوا عنها أو كما تصوروها».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن «يعقوب شابيرو»، وهو خبير في شؤون «الدولة الإسلامية» وأستاذ العلوم السياسية في جامعة «برينسون» الأمريكية، قوله إن «هذا التقدم وخسارة تنظيم الدولة الإسلامية أراضي واسعة، تشير إلى أن التنظيم ليس باقيا ولا يتمدد، مثلما يقول شعاره (باقية وتتمدد)».

من جهة ثانية، يقول محللون إن الغارات الجوية تسببت بضرر كبير للبنية التحتية للنفط لدى التنظيم، وهو «النفط»، مصدر رئيس للدخل، وما يعزز ذلك، اضطرار التنظيم إلى فرض ضرائب على السكان، وخفض رواتب ومزايا المقاتلين لديه بنسب كبيرة.

ويرى المحللون، وفق «واشنطن بوست»، أن «قلة فقط يتوقعون هزيمة مفاجئة للتنظيم، المعروف بمرونته وقدرته على مفاجأة خصومه، إضافة إلى أنه ربما سيستمر باستغلال المظالم الطائفية التي ساعدته في كسب الولاءات، وهذه القضية التي جعلت من الصعب هزيمة التنظيم بالشكل المتوقع».

وتقول «فيرا ميرونوفا»، الخبيرة في شؤون الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، في جامعة «هارفارد» الأمريكية: «يبدو أن هناك ارتفاعا في عدد مقاتلي التنظيم الذين فروا أو لجأوا إلى جماعات متشددة أخرى»، وأضافت أن «خفض رواتبهم تسبب على نحو متزايد ببحثهم عن صفقات أفضل مع الفصائل المسلحة الأخرى».

وتؤكد «ميرونوفا»: «إنهم (مقاتلي داعش) في ورطة كبيرة».

وتقول «واشنطن بوست» إن «الدولة الإسلامية» كان أعلن في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، عفوا لمدة شهر عن الفارين، وفقا لوثائق حصل عليها وترجمها الخبير في شؤون التنظيم »أيمن التميمي»، وعلق بأن العفو «إشارة واضحة» للمشكلات التي يعانيها التنظيم في هذه الحرب.

ووفقا للناشطين في مجموعة «الرقة تُذبح بصمت»، فإن «الدولة الإسلامية تقوم أيضا بالتجنيد القسري لمزيد من الفتيان في سن المراهقة في سوريا للقتال في صفوفها».

ويقول محللون ومراقبون إنهم لاحظوا تزايد التقارير حول فرار مقاتلي «الدولة الإسلامية» خلال المعارك الأخيرة ضد مقاتلي «البيشمركة» الكردية في شمال العراق، وضد القوات العراقية في مدينة الرمادي.

وكان الناطق العسكري الأمريكي الكولونيل «ستيفن وارن»، أعلن في ديسمبر/ كانون الأول 2015، أن الضربات التي يوجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، أدت إلى مقتل 2500 من المتطرفين في الشهر نفسه.

وكانت مجموعات كردية وعربية، مدعومة من الولايات المتحدة، نجحت في السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت خاضعة للتنظيم المتطرف في أجزاء من العراق وسوريا، حيث أعلن التنظيم قيام «الخلافة» في العام 2014.

وترتبط هذه الخسائر بالتقدم السريع الذي تحققه هذه الجماعات المدعومة أمريكيا، ويقول المحللون إن مقاتلي «الدولة» في هذه المناطق إما فروا إلى أماكن وجماعات متشددة أخرى، أو ماتوا في المعارك.

واجتاح تنظيم «الدولة الإسلامية» ثلث العراق في يونيو/حزيران عام 2014، وأعلن قيام «خلافة» لحكم المسلمين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق وقام بعمليات قتل جماعي وطبق فكره المتشدد.

وساعد على صعود التنظيم الانهيار السريع للجيش العراقي الذي تخلى عن مدينة تلو الأخرى وترك قوافل من العربات المدرعة والأسلحة الأخرى أمريكية الصنع في أيدي المتشددين.

ومنذ ذلك الحين أدت الحرب على التنظيم في البلدين إلى تدخل كثير من القوى الإقليمية والدولية وغالبا في صورة أحلاف متنافسة على الأرض في حروب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف.

ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة حملة جوية على مقاتلي التنظيم في البلدين لكن إعادة بناء الجيش العراقي إلى النقطة التي تجعله قادرا على استعادة أراض والتمسك بها يعد أحد أكبر التحديات.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية سوريا العراق التحالف الدولي

مسؤول أمريكي: غارات التحالف وراء خفض رواتب مقاتلي «الدولة الإسلامية»

رويترز: التحالف يخطط لاسترداد الموصل والرقة وتقطيع أوصال الدولة الاسلامية

«لورديان»: غارات التحالف قتلت 22 ألفا من «الدولة الإسلامية» منذ 2014

«التحالف الدولي»: الأراضي الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» تقلصت في 2015

«البنتاغون»: غارات التحالف استهدفت 3222 هدفا لـ«الدولة الإسلامية»

الولايات المتحدة تدرج سعودي وبحريني وفلسطيني على قائمة الإرهاب

مصر تدرب قوات عراقية وليبية لمواجهة «الدولة الإسلامية»

متحدث كردي: «الدولة الإسلامية» يسرق حفارات النفط من العراق وينقلها إلى سوريا

أمريكا تسحب طائرات B-1 من معركتها في سوريا والعراق ضد «الدولة الإسلامية»