برز اسم «لواء الفاطميين» كأبرز القوى المشاركة في المعارك الدائرة في ريف درعا الشمالي المتاخم لمحافظتي ريف دمشق والقنيطرة، بين قوات المعارضة السورية من جهة، وقوات النظام السوري والمليشيات الطائفية المتحالفة معها بقيادة حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى. حيث تكبد اللواء خسائر فادحة في المواجهات مع الثوار السوريين خلال الأيام الخمسة الماضية، وهو لواء مكون من مقاتلين شيعة أجانب.
وصرح مصدر في الائتلاف السوري لموقع «الخليج أونلاين» أن لديه معلومات ذات مصداقية تشير إلى أن إيران أقامت جسرًا جويًا، ينقل مقاتلين شيعة عن طريق بغداد إلى اللاذقية يدربهم الحرس الثوري، للمشاركة في معركة درعا المحتدمة.
جسر جوي إيراني لنقل المليشيات الشيعية
من جهته، كشف عضو الائتلاف الوطني «أحمد رمضان»، «أن إيران أقامت جسرًا جويًا، لنقل المليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد».
وأضاف في تصريحات لموقع «الخليج أونلاين»: «لدينا معلومات ذات مصداقية عالية بأن الإيرانيين أنجزوا جسرًا جويًا، بمعدل 4 طلعات يومية، ينقل المقاتلين الشيعة، ومعظمهم من الأفغان والعراقيين عن طريق بغداد إلى اللاذقية ليتلقوا تدريبات عبر الحرس الثوري، قبل الدفع بهم إلى المعركة في ريف درعا».
وأشار إلى «أن اللواء المشكل من هؤلاء العناصر يدعى (لواء الفاطميين)، وينتشر في الجبهة الجنوبية وريف دمشق وريف حلب»، مشيرًا إلى «أن الثوار تمكنوا من أسر أربعة عناصر إيرانية في معارك درعا».
وأكد «رمضان» وجود عدد كبير من القتلى الأفغان في معارك دير العدس والقرى المجاورة، مما يشير وفق الموقع السالف ذكره، إلى أن الجانب الإيراني يضحي بهؤلاء للحفاظ على عناصر النظام ومقاتلي حزب الله ومقاتلي الحرس الثوري الإيراني. كاشفًا عن «توجه لدى الائتلاف لتوجيه رسالة إلى الحكومه الأفغانية، لحثها على عدم السماح باستخدام مقاتلين أفغان من قبل إيران في الحرب السورية».
لواء الفاطميين
ويتكون ما يسمى بـ«لواء الفاطميين» بشكل أساسي من شيعة أفغان، تجندهم السلطات الإيرانية من اللاجئين الأفغان المقيمين على أراضيها.
وتشير معلومات نشرتها مواقع سورية إلى أن مسؤولين أفغانيين «طلبوا في الشهر الخامس من العام الفائت من طهران عدم تجنيد مواطنيها اللاجئين في إيران للقتال في سوريا، وهددوا بتقديم شكوى إلى المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة، إذا تواصل هذا الأمر، لكن الحكومة الأفغانية أهملت الأمر برغم مواصلة طهران عمليات التجنيد للاجئين الأفغان».
وتقول مصادر غربية وفق ذات الموقع، أن تجنيد الأفغان يأتي كجزء من استراتيجية إيران، التي تقوم على إرسال اللاجئين الأفغان الفقراء إلى سوريا، بهدف الحد من الخسائر في صفوف الحرس الثوري وحزب الله.
هذا ويعيش في إيران نحو 4 ملايين أفغاني معظمهم من الفقراء كانوا وصلوا إليها خلال الحرب الأهلية الأفغانية، وتشير معلومات إلى أن السلطات الإيرانية افتتحت مكاتب خاصة مهمتها جمع التبرعات لنظام الأسد، تنتشر في المدن الإيرانية، ويوجد في هذه المكاتب مختصون بتجنيد الأفغان يتبعون مباشرة للحرس الثوري، حيث يتم تقديم معونات مادية وعينية لأسر الذاهبين للقتال في سوريا، مع رواتب ثابتة لهم طيلة فترة قتالهم.
وفي ضوء حالة «العوز» التي يعيش فيها هؤلاء، قال «الخليج أونلاين» أنه سيكون من السهل الضغط عليهم خاصة أن معظمهم لا يحملون إقامات نظامية في إيران، مما يسهل ابتزازهم تحت طائلة طردهم من البلاد.
ويمنح المقاتلون الأفغان راتبًا شهريًا يصل إلى 600 دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير بالنسبة إليهم، إذ يعمل أغلبهم في أعمال، لا تصل رواتبهم فيها في أحسن الأحوال لأكثر من 130 دولار.
وتشير هذه المعلومات إلى أنه في حال إصابة أي أفغاني يتم إدخاله إلى مستشفى «الصدر» في طهران، مع تقديم عناية صحية مجانية حتى تماثله للشفاء بانتظار العودة إلى ساحات القتال في سوريا.
وخلال إعادة السيطرة الجزئية على بلدة دير العدس في معارك شمالي درعا الأخيرة، قالت كتائب المعارضة المسلحة: «إنها قتلت وأصابت وأسرت أعدادًا كبيرة من لواء الفاطميين الذي يقوده الحرس الثوري الإيراني، وأن شبه إبادة تمت لهذا اللواء الذي يعمل الحرس الثوري الآن على إعادة بنائه».
وتنشر صحف أفغانية بين وقت وآخر أسماء العشرات ممن يقتلون في سوريا، وذكرت إحدى الصحف أن أكثر من 100 أفغاني قتلوا في مدينة حلب وحدها حتى الآن.