«بزنس إنسايدر»: 90% من صناعة النفط الليبية تموت بسبب الصراعات المسلحة

الاثنين 23 فبراير 2015 05:02 ص

قالت مجلة «بزنس إنسايدر» الأمريكية أن الأوضاع المتدهورة التي تشهدها صناعة النفط في ليبيا والناجمة عن تدمير البنية التحتية لتلك الصناعة نتيجة الصراعات المسلحة التي طالت تفجير وحرق مصافي النفط، تهدد بكتابة شهادة وفاة لصناعة النفط الليبية التي باتت على شفا الانهيار.

وقالت المجلة في تقرير بعنوان: «صناعة أكبر تاسع احتياطي نفطي في العالم تنهار» أن إنتاج ليبيا من النفط هوى بنسبة تزيد على الـ90% منذ ما قبل اندلاع الثورة الليبية والحرب الأهلية، وأن ليبيا قد فقدت زهاء مليون برميل نفط يوميا في الأربع شهور الماضية فقط.

وتقول «بزنس إنسايدر» أن الانفجار الذي وقع في الـ14 من فبراير/شباط الجاري واستهدف أنبوب للنفط في حقل «السرير» النفطي، أدى إلى وقف تشغيل العمليات في الحقل الواقع شرقي البلاد.

وتنقل عن «ماثيو إم. ريد»، نائب رئيس «فورين ريبورتس»Foreign Reports ، شركة الاستشارات التي تتخذ من واشنطن مقرا لها وتركز على النفط والسياسات في منطقة الشرق الأوسط، أن «غلق حقل السرير قد عصف بالفعل بالإنتاج النفطي الليبي إلى ما دون الـ 200.000 برميل يوميا، بل وربما إلى 150.000 برميل، بانخفاض من 1.4 مليون برميل يوميا في أغسطس من العام 2014».

وأشارت إلي إن حقل السرير ينتج نحو 180.000 برميل نفط يوميا، وهو متصل بـ«أنبوب نفطي ينتهي في الهاريجا» الميناء النفطي الأخير الذي لا يزال يعمل في عموم ليبيا.

ليبيا لم تعد مؤثرة في سوق النفط

وذكر التقرير أن ليبيا بحسب إحصاءات عام 2012، توفر ما نسبته 10% من واردات النفط المتجهة إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا، وأن الواردات النفطية لهذا البلد الأفريقي كانت تصل حتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2013 وبمعدل بلغ 43.000 برميل يوميا.

وقال «ريد» لـ«بزنس إنسايدر»: أن «معظم المنشآت والحقول الكبرى مغلقة لسبب أو لأخر»، مضيفا بأن الجانب الأكبر من الصناعة النفطية «لا يعمل في تلك الآونة، وأن إنتاج ليبيا من الخام لا يتجاوز الآن حوالي 80.000 برميل نفط يوميا»، مؤكدا: «بدء من الآن، باتت ليبيا غير مؤثر كمنتج للنفط».

وليبيا، هي تاسع أكبر احتياطي نفطي في العالم والاحتياطي الأكبر في أفريقيا بنحو 48 مليار برميل، الذي يمثل حوالي 38% من إجمالي احتياطي القارة السمراء، بحسب وزارة البيانات الصادرة عن وزارة الطاقة الأمريكية.

ومثل النفط ما نسبته 98% من إيرادات الحكومة الليبية في العام 2012، وهو العام الذي سبق الإطاحة بنظام الديكتاتور الليبي معمر القذافي من السلطة.

وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014، قام مسلحون بنهب حقلي الشرارة والفيل النفطيين الواقعين جنوب غربي البلاد، ما أسهم في تراجع الإنتاج في كلا الحقلين معا بمعدل 550.000 برميل يوميا، كما تسبب القتال الدائر في ليبيا في تراجع الإنتاج في نفس الحقلين بمعدل 250.000 برميل نفط إضافي في أواسط ديسمبر/كانون الأول 2014.

خطر «الدولة الإسلامية»

وتقول مجلة «بزنس إنسايدر» أن هناك تحد ثان يواجه القطاع النفطي الليبي هو المسلحون الموالون لتنظيم «الدولة الإسلامية» والذين أثبتوا استعدادا لمهاجمة أي هدف محتمل، وأطلقوا بالفعل سلسلة من الهجمات على مواقع نفطية في البلاد، من بينها الهجوم القاتل ضد منشاة مملوكة لـفرنسا في مدينة سرت الساحلية في أوائل الشهر الجاري، ونتيجة لذلك، فلم يعد ثمة عمال نفط أجانب في ليبيا.

وأن انهيار ليبيا وصل إلى ذروته مؤخرا بعد قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي بذبح 21 قبطيا مصريا على شاطئ البحر المتوسط، ما دفع الطيران المصري في اليوم التالي لإعلان عملية الذبح إلى توجيه ضربات انتقامية على معاقل للتنظيم.

وقبل عام 2011، بلغ إنتاج النفط في ليبيا ما يقرب من 1.6مليون برميل يوميا، ومع تواصل المواجهات بين مجموعة من الفصائل المسلحة الساعية إلى تأمين حصتها من عائدات النفط، أصبح الإنتاج ضعيفا ويتراوح ما بين 200 و300 ألف برميل يوميا، وساهم انخفاض أسعار النفط العالمية بنحو النصف منذ يونيو/حزيران الماضي، في تقليل عائدات ليبيا بشكل أكبر من أموال النفط.

ويزيد الأوضاع الاقتصادية في ليبيا تدهورا أيضا أنه، بحسب أرقام 2014، انكمش إجمالي الناتج المحلي في ليبيا بنسبة 20% ليصل إلى 30%، وبلغ العجز المالي نحو 50% من إجمالي الناتج المحلي، ويعتقد صندوق النقد الدولي أن العجز سيكون هذا العام بنفس الحجم على الأقل، وهو أمر وصفه مسئولون بالصندوق بأنه «وضع خطير للغاية».

  كلمات مفتاحية

ليبيا الدولة الإسلامية أزمة النفط

استمرار انخفاض أسعار النفط مع مخاوف زيادة تخمة المعروض

الضغوط تتواصل على النفط في 2015 مع تصاعد أزمة حرائق مرفأ السدرة الليبي

النعيمي: «أوبك» لن تخفض إنتاجها ولو بلغ سعر البرميل 20 دولارا

«علي النعيمي»: «من المستحيل» أن تخفض السعودية حصتها في السوق .. ولا أهداف سياسية

تعافي أسواق الأسهم في الخليج مع استقرار أسعار النفط

استمرار القلق بمعظم بورصات الخليج مع ضعف أسعار النفط وصعود بورصة قطر

إيران تسحب من صندوق الثروة السيادية لتعويض هبوط إيرادات النفط

«النعيمي»: السعودية تريد استقرار أسواق النفط ولا ترى حرب أسعار

ليبيا: إيقاف ناقلة نفط روسية حاولت تهريب وقود والتحقيق مع طاقمها