«مجلس العلاقات الخارجية»: خمسة دروس نتعلمها من تهاوي أسعار النفط

الخميس 26 فبراير 2015 04:02 ص

استضاف «مجلس العلاقات الخارجية» ندوة هذا الأسبوع لمناقشة أسباب وعواقب انهيار أسعار النفط. وتناولت المجموعات الثلاثة المتناقشة أسباب تراجع أسعار النفط ومستقبله، والتداعيات الاقتصادية من وراء هذا التراجع في الولايات المتحدة وحول العالم ككل، والعواقب الجيوسياسية لانهيار أسعار النفط، سواء في الوقت الراهن أو فيما هو آت. وأنا على ثقة أن الجميع سوف يقتبس استنتاجات واضحة بعيدًا عن تلك الموجودة اليوم.

هنا خمسة أشياء تعلمتها أو لم أعطها قدرها بشكل صحيح في السابق.

لا للتوقعات طويلة الأجل

لا تصدقوا ما تخبركم به الأسواق المالية عن أسعار النفط على المدى الطويل. أسواق العقود الآجلة جيدة في التنبؤ بأسعار النفط على المدى القريب. بل إنها جيدة في إخبارك بما يعتقده أناس أذكياء بشأن أسعار النفط في غضون بضعة أشهر أو سنة. ولكن متى تتحقق توقعاتهم بأسعار النفط خلال خمس سنوات من الآن؟ انس الأمر. أسواق العقود الآجلة بتاريخ طويل لها طابعها، وتعكس احتياجات عدد قليل من اللاعبين. ومن الأفضل الاعتماد على التحليل الأساسي. ولسوء الحظ - كما أكد «إد مورس» من «سيتي» و«كاثرين سبكتور» من «سي آي بي سي»، و«هوارد جرونشبيشت» من «إي آي إيه» - بأن هناك القليل من الاتفاق على ما هي عليه. ومع ذلك، يمكننا القول إنه إذا كانت الشكوك تهيمن عليك، فعلى أقل تقدير لن تكون مخطئا.

الإنفاق الاستهلاكي 

الإنفاق الاستهلاكي لم يستجب بعد إلى انخفاض أسعار النفط. ومن المفترض أن يعمل انخفاض أسعار النفط مثل خفض كبير في الضرائب، مع كل الحوافز التي تترتب على ذلك. وكما لاحظ «مارك زاندي» من وكالة «موديز» أن انخفاض دولار واحد في سعر جالون البنزين يجب أن يُترجم إلى ألف دولار في تحقيق فوائض سنوية داخلية، والتي بدورها ينبغي أن تعزز زيادة الإنفاق الاستهلاكي مما يدعم الاقتصاد. ومع ذلك، فإنه كما لاحظ «زاندي وجيم ستوك» من «هارفارد» أنه في الوقت الذي رأينا فيه بعض الزيادة في الادخار، فإننا لم نر الزيادة المتوقعة في الإنفاق الاستهلاكي بعد. والسبب راجع في جزء منه إلى أن الناس ربما تنتظر بضعة أشهر لتحقيق تراكم في الوفورات قبل الخروج والإنفاق. ولم يبدو على «زاندي» ولا «ستوك» أي قلق أبدا، لكن «زاندي» حذر من أنه في حالة عدم التقاط الإنفاق الاستهلاكي أنفاسه قريبا، فإن القلق سيبدأ في التسلل إليه.

الأسواق الناشئة أكثر حظا

ساعد تراجع أسعار النفط بشكل ملحوظ صناع السياسة الاقتصادية في الأسواق الناشئة. ومن الملاحظ أيضا أن المستوردين في سوق النفط الناشئة استفادوا من انخفاض تكاليف الاستيراد. ولقد كتبتُ من قبل أن انخفاض أسعار النفط سمح لبعض صناع القرار في الأسواق الناشئة بخفض الدعم على الوقود. وأشار تشارلز كولينز من معهد التمويل الدولي أن تراجع أسعار النفط خفف من الضغوط التضخمية، وبالتالي سمح للبنوك المركزية في الأسواق الناشئة بخفض أسعار الفائدة وتنشيط اقتصاداتها. ومن السهل التغاضي عن ذلك حال صب التركيز على الاقتصادات المتقدمة الكبرى، وهناك قلق لدى أوروبا واليابان من الانكماش، وليس التضخم، والولايات المتحدة ليس لديها مجال لخفض أسعار الفائدة (على الرغم من أنه يمكنها تأخير رفعها). ولكن عندما تشبه الهند - حيث معدل التضخم وصل 8% في يوليو/تموز من العام الماضي لكنه أقرب الآن إلى خمسة - فهذا مهمٌ كثيرًا.

احترسوا من الآثار الجيوسياسية

احترسوا من الآثار الجيوسياسية في الساحات الخلفية للمصدرين الكبار للنفط. في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط، كانت كل العيون متجهة صوب النزاع بين روسيا وأوكرانيا وعلى المفاوضات النووية الإيرانية، كما بحث المراقبون عن دلائل على أن موسكو أو طهران قد تغيران الوجهة. وتحدثت «أنجيلا ستينت» من «جورج تاون» والسفير الأمريكي السابق «مايكل جوفلر» عن تغيير ضئيل على كل جبهة، وحذرا من عدم توقع ما هو أكثر. ولكن كليهما - جنبًا إلى جنب مع المبعوث السابق للطاقة في وزارة الخارجية «ديفيد غولدوين» في ملاحظاته بشان فنزويلا - طالبوا الناس بالنظر في الساحات الخلفية لأكبر ثلاثة بلدان مصدرة للنفط. وفي الوقت الذي تواجه فيه روسيا تحديات الميزانية والاقتصاد، فسيكون هناك آثار سياسية واقتصادية غير مباشرة في آسيا الوسطى؛ وفي الوقت الذي تتهاوى فيه الإيرادات الإيرانية، فإن قدرة إيران على دعم «حزب الله» وحلفائها الشيعة الآخرين سوف تتراجع. كما في الوقت الذي تتداعى فيه فنزويلا، فإن قدرتها على دعم الآخرين في المنطقة من خلال «بتروكاريبي» ستضعف، وهي الديناميكية التي أكد البعض أنها لعبت دورا في التقارب الأمريكي مع كوبا.

تراجع الأخبار الجيدة أحيانا

وحتى الأخبار الجيوسياسية الجيدة في كثير من الأحيان قد تتراجع. وربما يبدو ذلك مثل كون مصر والأردن - مستوردي طاقة على حد سواء - سيستفيدان من انخفاض أسعار النفط. ولكن - كما أشار «مايكل جوفلر» - كليهما على حد سواء يتلقى دعما أقل من المملكة العربية السعودية. وقد يبدو أيضا أن تحصل جهود تغير المناخ على دفعة بسبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في آسيا وأوروبا (أسعار الغاز والنفط مرتبطة بدرجات متفاوتة)، ولكن - كما حذر «ديفيد غولدوين» - سياسة تراجع أسعار النفط يمكنها في الواقع أن تُقوّض بعض الشعور بضرورة وجود مناقشات حول المناخ. وكما لاحظت «أنجيلا ستينت» أن الاضطراب الاقتصادي الذي يعاني منه خصوم الولايات المتحدة لا يؤدي بالضرورة إلى التغيير السياسي، وهو استنتاج استندت فيه إلى روسيا، ولكن هذا ينطبق بشكل كبير على نطاق واسع.

  كلمات مفتاحية

انخفاض أسعار النفط

«البنك الدولي»: انخفاض أسعار النفط يعزز فرص نمو الاقتصاد العالمي

جلوبال ريسيرش: من يقف وراء حرب النفط يلعب بالنار ... والأسعار قد تصل دون 20 دولارا

الذهب الأسود والبجعة السوداء

الرابحون والخاسرون في حرب أسعار النفط حول العالم

التغيرات الهيكلية فى سوق النفط وتداعياتها على الجغرافيا السياسية

«مجلس العلاقات الخارجية»: خمسة أسئلة حول صعود الحوثيين في اليمن

في أسباب وتجليات انخفاض سعر النفط

«بلومبيرج»: دول الخليج أضاعت فرصة ذهبية لإنهاء اعتمادها على النفط