معركة «الموصل» تثير مخاوف أمريكية من الانزلاق إلى فيتنام جديدة

الجمعة 27 فبراير 2015 02:02 ص

قارن مشرعون أمريكييون بين بصمات الجيش الأمريكي في العراق مع تورط الولايات المتحدة في فيتنام وقالوا إن التحركات الساعية لمكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية» قد تذهب إلى منحدر زلق تماما مثل المناورات التي قادتها واشنطن وادت إلى صراع طويل في فيتنام.

وجادل النائب «سيث مولتن» ان البعثات الاستشارية العسكرية يمكن ان تصبح بسرعة ذات مهمات قتالية على الأرض. وقال : «دعونا لا ننسى أن حرب فيتنام بدأت ببعثة استشارية عسكرية» ولدى الولايات المتحدة ما يصل إلى 2655 مستشارا في العراق في الوقت الحاضر. 

وظهرت هذه المخاوف مجددا مع المساعي الحثيثة للبيت الأبيض للحصول على إذن يفوض الرئيس الأمريكي «باراك اوباما» استخدام القوة العسكرية ضد تنظيم الدولة. ورغم ان القرار يمنع «استخدام العمليات القتالية البرية الدائمة» إلا أن اللغة كانت غامضة في حين أوضح وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» ان العمليات الدائمة تعني القتال لأسابيع وأسابيع.

وتركز النقاش حول التفويض أيضا في لغة مختلفة تماما على أهمية مساعدة القوات العراقية والكردية في محاولة استعادة السيطرة على الموصل ثانى أكبر مدينة في العراق في وقت مبكر من أبريل/نيسان أو مايو/أيار.

وقال «مولتن» الذي زار العراق في الاسبوع الماضي جنبا إلى جنب مع الأعضاء الآخرين في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب انه أمر محبط للغاية معرفة ان معظم جهودنا قد ذهبت سدى. وأضاف ان الأمريكيين الذين قاتلوا لسنوات في العراق وحاولو وضع الأشياء في مسارها الصحيح يحاولون هذه الأيام التباحث في أمر العراق المزدحم بالجماعات الإرهابية وتسيطر عيه حكومة غير موثوقة من قبل الناس والتباحث في الحاجة إلى العودة هناك مرة أخرى.

واتهم سجل «اوباما» وقال إنه لا يملك استراتيجية سياسية طويلة الأجل تضمن ان الجهود العسكرية لن تكون عبثا مؤكدا انه على الرغم من قدرة الولايات المتحدة على هزيمة داعش عسكريا إلا انه لا يريد العودة مرة أخرى إلى العراق بسبب استغلال داعش أو مجموعة أخرى في المستقبل من الفراغ السياسي في العراق.

وألح الديمقراطيون ثانية على استبعاد استخدام القوات البرية الأمريكية إثر الخطط المعروفة للقوات العراقية لاستعادة السيطرة على الموصل بدعم من قبل الولايات المتحدة.

وقالت النائبة باربرا لي من التجمع التقدمي في الكونغرس انه من الضروري للكونغرس معرفة وفهم الدور الذي ستلعبه القوات الأمريكية وطالبت باستبعاد أية لغة من شأنها استخدام القوات البرية في أي أذن للقوة العسكرية ولكن قادة الحزب الجمهوري من جهتهم يريدون عكس ذلك وطالبوا صراحة بعدم تكبيل يد القوات الأمريكية بما في ذلك المشاركة في معركة الموصل القادمة.

وتوقع مساعدو الحزب الجمهوري ان يستغرق طلب تفويض «اوباما» وقتا طويلا وقالوا إنهم يشكون بالموافقة على طلب التفويض قبل البدء في مهمة استعادة الموصل من الدولة الإسلامية مع القول بأن جلسات الاستماع الأولى ستشير إلى معرفة ما ستؤول إليه الأمور.

وأكد «جيري هندريكس»، مدير برنامج استراتيجيات الدفاع والتقييمات في مركز الأمن الأمريكي الجديد، ان هجوم الربيع على الموصل يجب ان يكون الموعد النهائي للكونغرس للموافقة على ترخيص حرب جديدة ولكنه شك في تحقيق ذلك نظرا للاختلافات بين المشرعين حول تفاصيل الترخيص.

وقالت النائبة «تولسي غاربارد»، وهي من قدامى المحاربين وانتقدت مرارا نهج البيت الابيض ضد داعش، إنها لا تتوقع حصول الإدارة على ترخيص لاستخدام القوة العسكرية قبل وقت الهجوم على الموصل ولكنها أكدت أن الإدارة ستفعل ما تريد فيما يتعلق بالموصل 

وأضافت: «إذا كانت الإدارة معنية بالفعل في الحصول على تفويض فهي لن تقوم بالتحضير لهذا العمل أو الإعلان عنه قبل موافقة الكونغرس».

وسيشهد وزير الخارجية «جون كيري» هذا الاسبوع أمام أربع لجان في الكونغرس ليقنع السلطة التشريعة بالحصول على التفويض. ومن المرجح ان يواجه هناك انتقادات قاسية بسبب الكشف عن خطط هجوم الربيع. وتوقع النائب هندريكس تزايد الضغوطات على كيري بسبب اتهامات تعريض عنصر المفاجأة إلى الخطر. 

إلى ذلك انتقد السناتور ليندسي غراهام سياسة اوباما لمكافحة الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا وقال إن «القائد العام ينتهج سياسة الاحتيال العسكري». وأوضح «ليندسي» ان اوباما لا يتعامل بسياسة تحمى الأمة الأمريكية ولا يفهم الأخطاء التي ارتكبها خلال السنوات الأربع الماضية وهو ينتهج ما اعتقد بأنه «احتيال عسكري».

وانتقد الثنائي «غراهام» والسناتور «جون ماكين» مرارا الخيارات السياسية الخارجية لأوباما بما في ذلك سحب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011 ورفضه فرض منطقة حظر جوي في سوريا لكي يساعد الجماعات المقاتلة على محاربة الرئيس السوري «بشار الأسد».

 

  كلمات مفتاحية

العراق معركة الموصل مخاوف أمريكية فيتنام جديدة اتهام أوباما الاحتيال العسكري

هل سربت الإدارة الأمريكية عمدا تفاصيل خطة الهجوم على الموصل؟

أمريكا تتوقع هجوما عراقيا لاستعادة الموصل في فترة أبريل - مايو

«العبادي»: نخطط لاستعادة الموصل خلال أشهر

«الدولة الإسلامية» يتأهب لمعركة ”تحرير“ الموصل

60 يوما قابلة للتجديد لكشف المسؤولين عن سقوط مدينة الموصل بيد «الدولة الإسلامية»

«كيري» ينفي صحة المعلومات المسربة عن تفاصيل هجوم «الموصل»

أكثر من 800 قتيلا في صفوف «الدولة الإسلامية» بالموصل خلال الشهر الماضي

«الدولة الإسلامية» يعيد افتتاح أفخم فنادق الموصل ويطلق عليه «فندق الوارثين»

موسكو وواشنطن.. «الأفغنة» و«الفتنمة»

«فيسبوك» يتراجع عن حظر صورة الطفلة الفيتنامية الشهيرة.. والنرويج ترحب بالقرار