نفى وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» صحة التقارير التي كشفت تفاصيل الخطة الأمريكية لاستعادة مدينة الموصل العراقية من تنظيم «الدولة الإسلامية» بناء على تصريحات مسؤول عسكري كبير في وزارة الدفاع.
وقال لبرنامج «هذا الأسبوع» على شبكة «ايه بي سي» إن الولايات المتحدة لم تضع أي خطط حتى الآن لاستعادة المدينة، مؤكدا أن واشنطن لن تعلن أمام الملأ متى سيحدث الهجوم.
ودحض« كيري» التصريحات التي نقلتها التقارير عن مسؤول كبير في القيادة المركزية الأمريكية حول الجدول الزمني لاستعادة السيطرة على الموصل وعدد القوات العراقية التي ستشارك في الهجوم.
وكان المصدر قد قال للصحفيين إن الهجوم سيبدأ في أبريل/نيسان أو مايو/ايار وإن قوة الهجوم الرئيسية تتكون من 4 ألوية عراقية مدربة وإن مدة العملية لن تتجاوز أربعة أسابيع.
ورفض «كيري» التعليق على الجدول الزمني للهجوم خلال ظهوره في البرنامج وقال إن العراقيين يعملون بجهد لمواكبة تسارع الأحداث، مضيفا أن هناك الكثير من الجهود التي تم انجازها وأن الهجوم سيبدأ في اللحظة المناسبة.
وانتقد المشرعون الأمريكيون من جانبي الممر السياسي التسريب المحتمل لخطة الهجوم، وقال السناتور «توم كتن» إن القرار محير للغاية بينما قالت النائبة «تولسي غاباراد» إنها مسألة محيرة للعقل.
واعترف «كيري» من جهة أخرى بصعوبة محاربة الإرهاب في سوريا أكثر من العراق وقال إن سوريا هي التحدي الأكبر، مؤكدا أن الولايات المتحدة في طريقها للنجاح في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
العامل الحاسم في ساحات القتال في سوريا والعراق هو دور القوات البرية، مشيرا إلى دور القوات العراقية في توجيه ضربات كبيرة ضد داعش في العراق، بحسب «كيري»، الذي أوضح أنه في كل مرة تتقدم فيها القوات العراقية جنبا إلى جنب دول التحالف فإن قوات «الدولة الإسلامية» تتراجع مما أدى إلى إعادة السيطرة على الكثير من الأراضي التى كان التنظيم يسيطر عليها، فيما تفتقر سوريا إلى وجود الكمية نفسها من المقاتلين لمحاربة «الدولة الإسلامية».
وأضاف أن الحرب تحتاج إلى ناس على الأرض ولكن في الوضع السوري الحالي لن تكون هناك قوات برية أمريكية، مؤكدا أن الولايات المتحدة تحاول حل هذه المشكلة عبر تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة وبالجهود الكثيفة التي تبذلها بعض الدول العربية.
إلى ذلك قال رئيس مجلس النواب الأمريكي «جون بوينر» إن هناك حاجة ماسة لتواجد قوات برية قتالية أمريكية في العراق وسوريا في مهمة هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف ساخرا « لدينا حوالي 3 آلاف من الجنود اليوم في العراق، دعونا من عدم الاعتراف بأن لدينا بالفعل قوات برية هناك». داعيا قادة العسكر لتحديد حجم زيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وليس الكونغرس، مشيرا إلى أهمية أن تتحدث أمريكا بصوت واحد في قضايا الشؤون الخارجية والتهديدات الدولية.
وطالب المرشح الرئاسي المحتمل «ريك بيري»، حاكم تكساس السابق، بعدم الاعتماد على القوات المحلية كخيار أول في محاربة «الدولة الإسلامية»، وقال إن إدارة «أوباما» أخطأت بعدم استغلال الفرصة لتمويل وتسليح قوات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط.