كشفت الصحافية «الإسرائيلية» المختصة بالشؤون العربية  «سمدار بيري»، إن مصر أحجمت عن دعوة إيران لمؤتمرها الاقتصادي بشرم الشيخ إرضاء للسعودية، التي تبرعت بأربعة مليارات لدعم مصر خلال فعاليات المؤتمر.

وتناولت «بيري» في مقالتها بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليوم الأحد، الأسباب الكامنة وراء إحجام مصر عن دعوة كل من إيران وسوريا و«إسرائيل»، للمشاركة في مؤتمرها الاقتصادي الذي شاركت فيه قرابة 100 دولة حول العالم.

وقالت إن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» هو الذي اختار عنوان المؤتمر «مصر المستقبل»، ولم يدع أحدا يغرق في الأوهام، إذ إن مستقبل مصر منوط بتبرعات بالمليارات لإنقاذها من الحفرة التي وقعت فيها.

وأشارت «بيري» إلى أن «السيسي» تجنّب دعوة «الإسرائيليين» للمؤتمر، إذ إنهم كالشوكة في الحلق، ومؤتمر شرم الشيخ ليس فقط حملة لتجنيد الاستثمارات، بل هو اختبار لقوة «السيسي» في الخليج، وفي العالم العربي وفي الساحة الدولية، على حد قولها.

ونوهت «بيري» إلى أن القاهرة قدمت لـ«إسرائيل» العديد من الأعذار «البائسة» تمثلت في أنها لا تستجيب لمعايير الاستثمارات في مصر، وأنها لا تريد التسبب بإحراج قادة دول لا تربطهم علاقات بـ«إسرائيل»، وأن مصر ليست معنية بالتورط في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وأن مصر محرجة من رفع علم «إسرائيل» في شرم الشيخ، إلى غير ذلك من الأعذار.

وحول عدم دعوة سوريا للمشاركة، قالت «بيري» إن سوريا لم تحلم بدعوتها، إذ إن كلا من «بشار الأسد» وتنظيم «الدولة الإسلامية» يواصلان القتال في سوريا.

من جانبها، كشفت وزارة الخارجية المصرية أول أمس الجمعة، عن أسباب عدم دعوة تركيا، وإيران، و«إسرائيل» للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي، الذي اختتم أعماله اليوم الأحد في مدينة شرم الشيخ.

وأكدت الوزارة، خلال بيان لها الجمعة، أن المشاركة تشمل جميع الدول العربية بما فيها قطر إلى جانب الولايات المتحدة، ولكن وفقًا للمعايير المتفق عليها لم تتم دعوة تركيا، وإيران، و«إسرائيل»؛ نظرًا إلى عدم انطباق المعايير مثل حجم الاستثمار في مصر وعضوية الدول المشاركة في المنظمات الاقتصادية الدولية، ومن بينها «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير «بدر عبدالعاطي»، الجهود التي تؤديها الوزارة للترويج للمؤتمر، بما في ذلك ما قامت به السفارات المصرية في الخارج، وهو ما أسهم بشكل كبير في المشاركة الكثيفة من جانب دول العالم في المؤتمر.

وأضاف «عبدالعاطي» أن المشاركة رفيعة المستوى وتشهد كثافة الوفود المشاركة سواء على المستوى الملكي أو الرئاسي أو الوزاري، ومن المبعوثين الشخصيين ووزراء الخارجية والاقتصاد والمال والصناعة، بما يمثل رسائل مهمة لنقل الصورة الحقيقية عن مصر والتأكيد على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بعد الانتهاء من الاستحقاقين الرئاسي والدستوري وسير مصر في اتجاه الاستحقاق الثالث بإجراء انتخابات مجلس النواب، على حد تعبيره.

وأشار المتحدث إلى أنه يضاف إلى ذلك رغبة دول العالم في الاستفادة من الفرص  الاستثمارية المتاحة في مصر، آخذًا في الاعتبار عملية الإصلاح الاقتصادي واتخاذ قرارات للإصلاح الهيكلي، فضلا عن إقرار منظومة من التشريعات لتسهيل إجراءات الاستثمار، بالإضافة إلى حل الكثير من المشاكل التي واجهت الاستثمار العربي والأجنبي بعد ثورة يناير 2011.

وذكر المتحدث أن أهمية المؤتمر لا تنحصر فقط على الجانب الاقتصادي، وإنما تنسحب على الجانب السياسي، لاسيما بما يتيحه المؤتمر من فرصة لعقد الكثير من اللقاءات السياسية الثنائية؛ إذ يعتزم وزير الخارجية «سامح شكري» إجراء لقاءات عدة مع نظرائه لتناول العلاقات في المجالات السياسة والاقتصادية والتجارية كافة، فضلا عن تناول الكثير من الملفات الإقليمية المهمة، وفي مقدمتها الملف الليبي والقضية الفلسطينية والأوضاع في العراق واليمن وسورية، فضلا عن التحدي الخطير الذي يمثله التهديد المتطرف في المنطقة واستهداف بعض الدول العربية من خلال التفتيت والتمزيق.

يذكر أن مصر استقبلت وفود نحو ١٠٠ دولة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب ٢٥ منظمة إقليمية ودولية؛ للمشاركة في أعمال المؤتمر، فيما قال «السيسي» في كلمته الختامية إن مصر تحتاج إلى ما لا يقل عن 200 إلى 300 مليار دولار حتى تتمكن من البناء وحل مشكلاتها، داعيا إلى عقد هذا المؤتمر الاقتصادي بشكل دوري كل عام.