اعتقلت قوات الأمن الكويتية، الناشط والمعارض الكويتي «عبدالرحمن العجمي» على خلفية شكوى مقدمة بحقه من السفارة السعودية بالكويت.

وتأتي هذه الخطوة تزامنا مع إخلاء سبيل الناشط والمعارض «طارق المطيري» رئيس الحركة الديمقراطية المدنية «حدم»، بكفالة 2000 دينار أمس الخميس، بعد اتهامه بالتهمة ذاتها وهي «الإساءة للسعودية».

وكانت إدارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية الكويتية، قد أعلنت الأربعاء، إلقاء القبض على الناشط «المطيري» بناء على أمر من النيابة العامة، وذلك على خلفية قيامه بنشر عدة تغريدات عبر حسابه الخاص على تويتر، زعمت أنها «مسيئة للسعودية»، وقامت السفارة السعودية بتقديم شكوى ضدها للسلطات الكويتية.

وعلق رئيس حزب الأمة «حاكم المطيري» عبر وسم دشنه النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر باسم «#اعتقال_عبدالرحمن_العجمي» قائلا: «اعتقال عبدالرحمن العجمي في أمن الدولة حتى الآن وهو الشاب ابن 21 ربيعا بسبب تغريدة يؤكد أن الكويت تعيش أسوأ فترات تاريخها السياسي والحقوقي!»

وأضاف «المطيري»: «عدم صدور أي بيان من جمعيات حقوق الإنسان في الكويت عن اعتقال عبدالرحمن العجمي يضع علامات استفهام حول دور هذه الجمعيات وعلاقتها بالسلطة!».

فيما قال الإعلامي «عمر بن عبدالعزيز» «عبدالرحمن تم اعتقاله بعام 2013 حين كان عمره 18 عاما واليوم يتم اعتقاله مرة أخرى وفي كل مرة يخرج أقوى مما سبق». وتهكم من انشغال الخارجية السعودية بمراقبة التغريدات قائلا: «يالخارجية السعودية ايش تسوين ؟ شيء ضد الحوثي ؟ لا،  شيء ضد ايران ؟ لا، أجل ؟ نراقب تغريدات على تويتر .. سو كيوت».

وكتب رئيس الحركة الديمقراطية المدنية السابق «محمد البليهيس» في تغريدة على «تويتر»: «كلاكيت مرة أخرى، اعتقال عبد الرحمن العجمي في أمن الدولة على خلفية شكوى مقدمة بحقه من السفارة السعودية».

وقال الناشط «أحمد السعدي»: «لا أحد يشك أن إعتقال هذا البطل بأمر ملكي سعودي وكأن الكويت أصبحت منطقة سعودية»، فيما علق «حزب الأمة الإماراتي» علي واقعة الاعتقال بقوله: «حكومات الخليج لاتطيق مجرد سماع تغريدات في الهواء الطلق فتحيل أصحابها للسجون فكيف تسوس الشعوب بهذه العقلية؟». مضيفا «من أهم مؤشرات قرب سقوط نظام القمع العربي عدم قدرته على الخداع..فهو يعمل بانكشاف تام».

ونشر النشطاء عدة تغريدات لـ«العجمي» يتحدث فيها عن حقوق المعتقلين منها قوله :«نتمنى أن لا يبخس حق المعتقلين اليوم على حساب معتقل واحد»، وأخرى يقول فيها :«سياسة الاختطاف من البيوت أسلوب قمعي تمارسه هذه السلطة اللعينة».

وكان «العجمي» قد غرد فور الإفراج عن «حاكم المطيري» - رئيس حزب الأمة - بكفالة قدرها 2000 دينار بعد يومين من احتجازه على خلفية شكوى السعودية أيضًا من تعرضها للإساءة منه في سياق مقابلة أجراها لإحدى القنوات التليفزيونية، قائلا : «قضيتنا لم تنتهي بخروج الدكتور «حاكم» ونحن والدكتور «حاكم» مستمرين إلى أن يخرج آخر معتقل رأي».

وتتعد حوادث الاعتقال المشابهة، حيث سبق وأن ألقت السلطات الكويتية القبض على المغرد «أبو عسم»، والكاتب «صالح عثمان السعيد»، والأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة «حاكم المطيري»، والنائب الكويتي السابق «صالح الملا»، وغيرهم بتهم متنوعة تتضمن الإساءة لدول أخرى كالسعودية والإمارات ومصر، ويعرف عمن تنتهج السلطات الكويتية سياسة الاعتقال بحقهم بآرائهم المعارضة للنظام التي يعبرون عنها إما عبر قنوات تليفزيونية سواء في حوارات أو عبر مداخلات هاتفية أو بالتغريد على حساباتهم بموقع التواصل الاجتماعي«تويتر».