قال وزير الخارجية اليمني «رياض ياسين» في اتصال هاتفي أجرته معه قناة «الجزيرة» بعد ظهر اليوم الأربعاء إن الجميع متفقون على شرعية الرئيس «هادي» باستثناء إيران، مضيفا أنه يٌجرى تنسيق عربي عاجل لتدخل فوري، ومؤكدا أن الرئيس «هادي» لم يغادر البلاد.
وأعلن «ياسين» انتهاء الحوار مع «الحوثيين» بعد ما حدث اليوم في عدن، فيما شن هجوما حادا على المبعوث الأممي «جمال بن عمر» قائلا إنه هو من «شرعن» للانقلاب «الحوثي»، مشددا على أن الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» يدعم الانقلاب «الحوثي» بشكل كبير.
وكان القائم بأعمال وزير الخارجية اليمني قال في وقت سابق اليوم إنه يطالب كل الدول العربية بالتدخل العسكري المباشر لوقف الزخف «الحوثي» في بلاده.
من جانبها أعلنت القاهرة أنها لا تعلم شيئا عن التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية اليمني بشأن موافقة مصر ودول الخليج على التدخل في اليمن، بحسب «سي إن إن».
في غضون ذلك قال «أحمد بن حلي» الأمين العام المساعد لـ«جامعة الدول العربية» إن وزراء الخارجية العرب سيناقشون طلبا يمنيا بالتدخل العسكري ضد «الحوثيين» في اجتماعهم بمنتجع شرم الشيخ المصري غدا الخميس.
وقال وزير الخارجية المصري «سامح شكري» إن المنطقة العربية تحتاج لزيادة التكاتف في الفترة المقبلة لمواكبة الأحداث التي تمر ببعض الدول العربية خاصة اليمن، مشيرا إلى أن مؤتمر القمة العربية المقبل سيشهد بحث تطورات الوضع في اليمن بعد سيطرة جماعة «الحوثيين» على بعض المناطق فيها وهو ما يدعو للقلق، لافتا إلى أن القمة ستبحث كافة الحلول ومنها الحل العسكري.
وذكرت مصادر صحافية محلية أن الإمارات تربط التدخل الخليجي في اليمن بتشكيل «القوة العسكرية العربية المشتركة» التي دعا إليها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بعد أن لاقت تجاهلا عربيا واسعا، بحسب الصحيفة.
في هذه الأثناء قامت طائرات حربية بقصف القصر الرئاسي في عدن، اليوم الأربعاء، في وقت باتت ميليشيات «الحوثي» على مشارف المدينة بعد السيطرة على قاعدة «العند» الجوية القريبة.
وقالت مصادر صحافية إن طائرات حربية قامت بقصف القصر الرئاسي الذي يقع على تلة مرتفعة في المدينة، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن مغادرة الرئيس «عبدربه منصور هادي» إلى خارج البلاد.
وقال مصدر أمني في الرئاسة اليمنية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الرئيس «هادي» غادر عدن إلى خارج البلاد، مشيرا إلى أنه غادر على متن مروحية من قصر المعاشيق الرئاسي، لكن مساعدين للرئيس اليمني عادوا وأكدوا أنه مازال موجودا في عدن، ولم يغادر البلاد، لكنه نُقل إلى مكان آمن.
وذكرت وكالة «رويترز» نقلا عن مساعدين للرئيس اليمني بأنه لا يزال في عدن ولا يعتزم الرحيل، كما أفادت مصادر مقربة من «هادي» لـ«وكالة الأناضول» أن الأخير ما زال متواجدا في مدينة عدن، كما تحدثت مصادر يمنية عن اعتقال وزير الدفاع اللواء «محمود الصبيحي».
وفي سياق المواجهات الميدانية، سادت حالة استنفار كبيرة اليوم في مدينة عدن بعد اقتراب «الحوثيين» منها بسيطرتهم على الحوطة وقاعدة «العند» بلحج.
وقال مصدر صحافي إن الفوضى تسود الأوضاع في عدن، حيث يتزاحم الناس ويُسمع إطلاق النار، مشيرا إلى أن «الحوثيين» قد يدخلون المدينة خلال ساعات.
وتأتي هذه الأنباء بعد التقدم الذي حققه «الحوثيون» في محافظة لحج المتاخمة لعدن، حيث سيطروا على مدينة الحوطة مركز محافظة، وعلى قاعدة «العند» الجوية التي تعد أكبر قاعدة عسكرية باليمن، مما يجعلهم على مسافة أربعين كيلومترا من عدن، لكنهم يواجهون مقاومة عنيفة في الضالع.
وأشارت مصادر لـ«وكالة الأناضول» أن السيطرة على القاعدة تمت دون مقاومة وبمساعدة من قوات الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح»، بينما أكدت مصادر أخرى أن «الحوثيين» يلقون مقاومة عنيفة في الضالع القريبة أيضا من عدن.
وعلى صعيد متصل تشهد عدن استنفارا واستعدادا كبيرين يسودان المدينة، حيث يوجد انتشار أمني مكثف في محيط المدينة، فيما أفادت مصادر صحافية بإغلاق مطار عدن جنوبي اليمن بعد مغادرة جميع الموظفين لأسباب أمنية.
وأكدت قوات الجيش الموالية للرئيس «هادي» عزمها التصدي لمحاولات اقتحام المدينة بالتعاون مع اللجان الشعبية التابعة للحراك الجنوبي ومسلحي القبائل، بينما صدرت الأوامر للموظفين والمواطنين بملازمة منازلهم.
ويأتي التقدم «الحوثي» في لحج ضمن محاولات مستمرة من «الحوثيين» للتقدم نحو عدن عبر أكثر من محور، لا سيما لحج والضالع، وبعد أيام من فرض الجماعة سيطرتها على المرافق العسكرية والمدنية في مدينة تعز، وخوضها اشتباكات عنيفة باتجاه محافظة لحج القريبة من عدن.
