«فاينانشيال تايمز»: السويد دفعت ثمنا باهظا لانتقادها السعودية

الأربعاء 1 أبريل 2015 06:04 ص

قال الكاتب في صحيفة «افاينانشال تايمز» البريطانية «ريتشارد ميلان» في مقال له تحت عنوان «السويد تدفع ثمن الصدق والأخلاق في سياستها الخارجية» إنه من النادر أن تؤدي سياسة خارجية لدولة إلى إثارة حفيظة دولتين مختلفتين كالسعودية و«اسرائيل» في الوقت نفسه، كما أنه من النادر أيضا أن يتم استدعاء 3 سفراء لدولة طالما عرفت بالحياد في القضايا السياسية خلال 6 أشهر وأن تتهمها دولة رابعة وهي روسيا بأنها سبب في تدهور الأوضاع في أوكرانيا.

وأضاف الكاتب «يبدو أن السويد تدفع ثمن سياسة حكومتها اليسارية الخارجية التي تتسم بالصدق والأخلاقية إذ حرصت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستورم أن تكون بلادها أول من يعترف بفلسطين دولة مستقلة ودافعت عن قيم الديموقراطية وحقوق المرأة بقوة ثم انتقدت ملف السعودية الحقوقي خاصة فيما يتعلق بجلد المدون رائف بدوي وهو ما أسفر عن سحب سفيري السعودية والإمارات»، بحسب قول «ميلان».

لكن التصعيد الخليجي للموقف هدد كثير من الاستثمارات والوظائف وخاصة بعد أن الغت الرياض تأشيرات العمل للسويدين.

ولفت الكاتب إلى أن موقف السويد الحالي يشير إلى ما سماه «العواقب الوخيمة لتطبيق القواعد الأخلاقية في السياسة والعمل الدبلوماسي».

وأضاف أن «صعوبة موقف ستوكهولم تكمن بالأساس في عدم القدرة على الحفاظ على توازن بين كونها دولة من دول عدم الانحياز المهتمة بحقوق الإنسان وأنها في ذات الوقت دولة صناعية يتعين عليها التعامل مع حكومات لا تحترف ممارسة الديموقراطية»، على حد تعبيره.

يُشار أن السعودية اعتبرت في وقت سابق، الانتقادات التي وجهتها «والستروم» إلى القضاء السعودي شكلا من أشكال «التدخل في شؤونها الداخلية»، حيث انتقدت أحكاما قضائية أبرزها حكم جلد الناشط «رائف بدوي».

وأدى ذلك إلى اعتراض المملكة على السماح للوزيرة السويدية بإلقاء كلمة أمام اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب عقد في القاهرة، مما دفع الحكومة السويدية لإلغاء صفقة تسليح كانت مقررة مع السعودية.

كما أعلنت استدعاء سفيرها من ستوكهولم، وتضامنت معها دولة الإمارات باتخاذ قرار مماثل، فيما أعلنت دول عربية عدة اعتبارها تصريحات «والستروم» تدخلا في شؤون المملكة، وتفاقمت الضغوط على ستوكهولم بعدما قررت الرياض وقف منح تأشيرات زيارة لرجال الأعمال السويديين، ونشر 30 رئيس شركة سويدية كبرى إعلانا في الصحف أعربوا فيه عن تضرر مصالحهم من تصرف الوزيرة السويدية.

يأتي ذلك قبل أن تقرر المملكة العربية السعودية، الجمعة الماضية، تجاوز أزمتها الديبلوماسية مع دولة السويد، وتقرر العاصمة السعودية، الرياض، إعادة سفيرها إلى السويد، بعدما أعربت الحكومة السويدية عن أسفها مؤخرا على وقوع تلك الأزمة. وقال رئيسها «ستيفان لوفين» إن «دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز معروف بحماية الإسلام». وأضاف: «يؤسفنا أي تأويل بأننا أهنّا السعودية أو الإسلام». (طالع المزيد)

  كلمات مفتاحية

السعودية السويد ستوكهولم وزيرة خارجية السويد

«واشنطن بوست»: السعودية حولت خلافها مع السويد من معركة حول حقوق الإنسان إلى خلاف حول الإسلام

ملك السويد يكلّف «والستروم» باحتواء الأزمة مع السعودية

«واشنطن بوست»: السعودية تعاقب السويد بسبب دفاعها عن حقوق الإنسان

ملك السويد يلتقي «والستروم» لبحث حل الأزمة السعودية

«مجلس التعاون» يستدعي سفير السويد لدى السعودية احتجاجا على تصريحات تجاه المملكة

الإمارات تستدعي سفيرها لدى السويد احتجاجا على «الإساءة» للسعودية

السعودية تمنع وزيرة خارجية السويد من إلقاء كلمة أمام «الجامعة العربية»