استدعى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «عبداللطيف الزياني» اليوم الخميس، سفير السويد لدى المملكة العربية السعودية «داج يولين دانفيلت»، إلى مقر الأمانة في الرياض، إثر التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية «مارغو واليستروم»، في شأن المملكة.
وسلم «الزياني» السفير السويدي مذكرة احتجاج من المجلس تضمنت إدانته لـ”التصريحات المسيئة“ التي أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية تجاه المملكة، والتي تضمنت انتقادات إلى نظامها القضائي وأحكامه وتعريضا لأسسها الاجتماعية، وما انطوت عليه من تجاهل للحقائق وللتقدم الكبير الذي أحرزته المملكة على الأصعدة كافة، بحسب المجلس.
واعتبرت دول المجلس تصريحات وزيرة الخارجية السويدية تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية للمملكة، ويتعارض مع جميع المواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية والعلاقات الودية بين الدول.
وأكدت أن الإساءة إلى النظم القضائية والأنماط الثقافية والاجتماعية لمجرد اختلافها مع النمط السائد في دول أخرى أمرا يتعارض مع الأسس والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع الدولي، والتي تنادي بضرورة احترام الأديان والتنوع الثقافي والاجتماعي للشعوب.
وكانت دول مجلس التعاون قد اتخذت إجراءات متتالية تعبيرا عن رفضها موقف مملكة السويد. حيث قامت دولة الإمارات باستدعاء سفيرها لدى السويدي، وسلمت السفير السويدي لديها مذكرة احتجاج رسمية، بينما أعلنت قطر والكويت وسلطنة عمان رفضها تصريحات وزير الخارجية السويدية، وأكدت تضامنها مع الرياض.
يذكر أن وزراء الخارجية العرب كانوا قد استنكروا التصريحات التي أدلت بها وزيرة خارجية مملكة السويد «مارجو والستروم» أمام البرلمان السويدي، والتي هاجمت فيها المملكة العربية السعودية، مؤكدين أن الدول العربية ترفض هذه التصريحات جملة وتفصيلا.
ونوه الوزراء في البيان الصادر في ختام اجتماعات الدورة (143) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب إلى أن دستور المملكة العربية السعودية قائم على الشريعة الإسلامية السمحة التي كفلت للإنسان حقوقه وحفظت له دمه وماله وعرضه وكرامته.
وكانت «والستروم» قد وجهت انتقادات علنية للرياض أمام البرلمان السويدي، مهاجمة حكم الجلد الصادر بحق المدون «رائف بدوي» بجلده ألف جلده، عبر وصفه بأنه حكم من عهد «القرون الوسطى»، إلى جانب مواقفها المعروفة بالنسبة لحقوق المرأة.
وكانت «وكالة TT» الرسمية السويدية قد نقلت عن الوزيرة «والستروم» قولها إن السعودية أرغمتها على تأجيل كلمة كان يفترض أن تلقيها بافتتاح الاجتماع بموجب دعوة رسمية لحضوره تلقتها من أمين عام الجامعة، «نبيل العربي»، مضيفة أن السبب يعود إلى رغبة الوزيرة بإثارة قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية.
وأضافت الوزيرة أنها كانت تعتزم أيضا الحديث عن موقف السويد بالاعتراف بدولة فلسطين، على أن تقوم في نهاية الخطاب بالإشارة إلى قضية المساواة بين الجنسين ودور الجامعة العربية في مكافحة الإرهاب قائلة: «كنت أريد الاجتماع بالسعوديين لمعرفة سبب غضبهم ولكننا لم نحصل على إجابة».