أعلنت مصادر صحفية ظهر اليوم أن ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن نايف» سيزور أنقرة في وقت متأخر اليوم للقاء مع الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان». وعلى الرغم من أن المصادر أعلنت أن الزيارة مرتب لها منذ زيارة «أردوغان» الأخيرة إلى الرياض ولقائه بالملك «سلمان» إلا أن فجائية الزيارة وعدم الإعلان عنها إلا قبل ساعات قليلة يثير حولها الكثير من التساؤلات.
ولعل من البديهي أن يتطلع الجميع إلى الزيارة من زاوية التوقيت فهي تأتي بعد يوم من إعلان السعودية عن شروط لوقف عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن كما تأتي الزيارة أيضا قبل يوم من توجه «أردوغان» إلى طهران للاجتماع مع نظرائه الإيرانيين الذين عادوا لتوهم من معركة دبلوماسية طاحنة مع القوى العالمية أسفرت عن الإعلان عن إطار الاتفاق حول برنامج إيران النووي .
الرياض وأنقرة أظهرتا تقاربا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وأعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده تدعم موقف السعودية في اليمن وعملية «عاصفة الحزم» وأن أنقرة مستعدة لتطوير الموقف السياسي إلى دعم لوجستي وتنسيق أكبر على عدة مستويات، حيث تحرص أنقرة على الاستفادة من مؤشرات التغيير في السعودية والتي بدأت منذ اليوم الأول لتولي الملك سلمان حكم المملكة.
ومن هنا فإن أسباب يتوقع أن تشمل عدة محاور، منها أنها تأتي استباقا لزيارة «أردوغان» إلى طهران من أجل وضع النقاط على الحروف ومعرفة حدود الدعم التركي لـ«عاصفة الحزم».
كما أنها تأتي في سياق إعلام تركيا كصديق للسعودية بتطورات جديدة بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق بين إيران والقوى الدولية خاصة أنها أيضا تأتي بعد زيارة رئيس الوزراء الباكستاني للبلدين في الأسبوع الماضي، وقد أشارت المصادر أن الزيارة تأتي في إطار مزيد من التنسيق فيما يتعلق بعاصفة الحزم.
وجدير بالذكر أن «محمد بن سلمان» نجل الملك ووزير الدفاع سيزور تركيا في 24 من الشهر الحالي ضمن فعاليات ثقافية تاريخية في تركيا.
كما تتقاطع أهداف الزيارة مع حدود وقدرات تركيا ودورها المعهود في الساحة الإقليمية؛ فلا يستبعد أن ترغب السعودية في أن تكون تركيا وسيطا أو حاملا لرسائل محددة إلى طهران في ظل التوتر المتزايد بين الرياض وطهران، بينما تظل أنقرة بعيدة نسبيا عن أي صراع طائفي.
وفي هذا السياق فإن زيارة أردوغان إلى طهران ستتناول كافة القضايا بشكل عام وتحديدا سوريا والعراق واليمن ولكنها ستركز على الاتفاقيات الاقتصادية حيث تواجه تركيا حاليا ضعفا في النمو الاقتصادي مقارنة مع العقد السابق، وقد لعبت أنقرة دورا ايجابيا تجاه إيران فيما يتعلق بمفاوضات المشروع النووي ويتوقع أن تحصل على مكاسب اقتصادية كبيرة. ومن نافلة القول أن يطرح ملف الطاقة على مائدة الحوار في طهران.
ولهذا فإن ما سينجم عن زيارة أردوغان سيكون مهما جدا بالنسبة للعلاقات الإقليمية ولم تقم تركيا بالغاء الزيارة بالرغم من مطالبة أطراف رسمية في البرلمان الإيراني حكومتهم بعدم استقبال «أردوغان» بسبب الموقف من اليمن والتقارب مؤخرا مع السعودية.