أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في تصريح له خلال زيارته لطهران اليوم الثلاثاء أنه تم الاتفاق علي «بذل المزيد من الجهد من أجل استعادة معدلات الشراكة الاقتصادية مع إيران»، معلنا عزم بلاده علي رفع التبادل التجاري بينها وبين إيران إلي 30 مليار دولار سنويا.
وخلال مؤتمر صحفي عقده «أردوغان» مع نظيره الإيراني «حسن روحاني»، أكد أن الشراكة الاقتصادية مع إيران تشهد تراجعا عن المعدل الذي تم وضعه سابقا، داعيا إلي استخدام العملة المحلية في التعاملات التجارية مع إيران، للتخلص من هيمنة الدولار، وأضاف: «يجب شراء البضاعة التركية بالعملة التركية والبضاعة الايرانية بالعملة الايرانية».
وتابع: «نحن نشتري الجزء الأكبر من الغاز الطبيعي من إيران وهي أغلى أنواع الغاز، وإذا ما انخفض سعره يمكن أن نشتري كمية أكبر منه»، كما أعرب «أردوغان» عن أمله بأن تحدث قفزة نوعية في السياحة بين البلدين في إطار تنمية العلاقات بينهما ونقل التجارب.
وحول الأزمة السورية، أكد «أردوغان» أنه «لابد من وضع حد للمجازر المرتكبة باستمرار في سوريا، دون النظر إلى المذهب أو العرق وهذا ما تفعله تركيا».
من جانبه، أكد «روحاني» خلال كلمته أن التفاهم الذي حصل في «لوزان» بين ايران ومجموعة 1+5 يمكن أن يؤثر على العلاقات الاقتصادية بين إيران وتركيا، مضيفا: «علينا أن نسعي لإيقاف الحرب وانعدام الأمن في المنطقة ونتمكن من مواجهة الإرهاب في العالم عبر التعاون الثنائي»، متمنيا أن تنتهي إراقة الدماء في اليمن بسرعة.
وعلي هامش الزيارة، وقع وزراء إيرانيون وأتراك اتفاقيات مشتركة لتعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين بلغ عددها 8 اتفاقيات إقتصادية وتجارية متنوعة.
ووصل أردوغان صباح اليوم إلى إيران، لعقد عدة اجتماعات مع كبار المسؤولين، وتستغرق زيارة الرئيس التركي إلى طهران يوما واحدا يلتقي خلالها عددا من كبار المسؤولين الايرانيين، بعدما عدلها الجانب التركي بدلا من يومين.
وأفاد بيان نشر على موقع الرئاسة التركي، السبت الماضي، بأن «أردوغان» من المقرر أن يجتمع مع الزعيم الإيراني الأعلى «علي خامنئي»، وقال البيان: «ستتناول الزيارة العلاقات الثنائية من جميع جوانبها، حيث سيجري تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية».
وتأتي زيارة الرئيس التركي لإيران على الرغم من التوتر الأخير بين البلدين بعد إدانة «أردوغان» الأسبوع الماضي سعي إيران إلى «الهيمنة» على اليمن، وتعبيره عن دعمه تحالف عملية «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، وأضاف حينها إن «إيران تبذل جهودا للهيمنة على المنطقة، وتحركاتها في المنطقة تتجاوز حدود الصبر».
ورد على تلك التصريحات حينئذ، وزير الخارجية الإيراني «ظريف» بالقول «إننا نعير أهمية واحتراما کبيرين لعلاقاتنا الاستراتيجية مع ترکيا في شتى المجالات .. وبالنسبة للذين تسببوا بخسائر لا تعوض بسبب أخطائهم الاستراتيجية وسياساتهم الطموحة والوهمية، فالأفضل لهم أن يعتمدوا سياسات مسؤولة ليوظفوا الطاقات المتوافرة باتجاه ارساء الاستقرار والتقارب في المنطقة».
وأثارت تصريحات «أردوغان» جدلا في إيران، ما دفع متشددون للمطالبة بإلغاء زيارته لطهران، معتبرين أن سفره فى ظل هذه التصريحات يعد إهانة للشعب الإيرانى.
كما وصف «حسين شريعتمدارى» نائب المرشد الأعلى للشؤون الصحفية، تصريحات أردوغان بـ«الوقحة» وأكد أن سفر أردوغان إلى طهران يعد إهانة للشعب وخيانة للمقاومة، مضيفا أن إلغاء هذه الزيارة أقل شىء يمكن أن يتخذه مسؤولو وزارة الخارجية الإيرانية أمام تلك التصريحات.