إسرائيل خارج اللعبة: استخفاف بالأوروبيين و«أوباما» حتى نشأ واقع خطر

الثلاثاء 7 أبريل 2015 04:04 ص

اثناء كتابة هذه السطور، ليس هناك اتفاق بين الدول العظمى وإيران، ليس هناك أهمية للتنبؤ ولكن من المعقول أن الافتراض أن اتفاق كهذا أو ذاك سيتم توقيعه في نهاية المطاف.

إن أي اتفاق سيتم التوقيع عليه من وجهة نظر إسرائيل الرسمية هو اتفاق سيء، لأنه سيُظهر ما كان واضحا منذ زمن للجميع: إيران هي دولة حافة نووية مع قدرة على الوصول إلى قنبلة نووية خلال أشهر معدودة. إن مجرد وجود المحادثات في لوزان يشكل اعترافا واقعيا من قبل الدول العظمى بهذه الحقيقة. النقاشات تُجرى حول مسألة مخزون اليورانيوم الموجود في إيران ونقله إلى دولة ثالثة، كما يبدو روسيا، من أجل أن تقوم هذه بتحويل اليورانيوم المخصب الموجود في أيدي إيران إلى قضبان معدة لأن تُستخدم فقط لأغراض الطاقة. حتى هذا الوقت إيران غير موافقة على ذلك.

تصريح رئيس الحكومة «نتنياهو» بأنه يجب السعي إلى التوصل إلى اتفاق افضل يرتكز كما يبدو على معرفته أنه لا توجد أي دولة عظمى وبالتأكيد ليس الولايات المتحدة، تطالب بتفكيك جميع اجهزة الطرد المركزي. من هنا فان الاستنتاج هو أن إيران التي تملك المعرفة اللازمة لتخصيب اليورانيوم بمستوى 5 ـ 20 بالمئة تستطيع في المستقبل اذا أرادت الوصول بسرعة إلى تخصيب بمستوى 90% المناسب لانتاج قنبلة نووية. ليس في هذا ما من شأنه تمكينها من أن تصنع فورا قنابل نووية مهيأة للاطلاق وذلك لاسباب تقنية، ليست هناك أهمية لتفصيلها هنا.

الأمر الأكثر دراماتية الذي حدث في لوزان هو أن إسرائيل بالتحديد الحليفة الاهم للولايات المتحدة في الشرق الاوسط أُبعدت باهانة من العملية الدبلوماسية ـ الاستراتيجية. وأن إيران التي كانت دولة معزولة في نظر العالم تحولت إلى دولة مهيأة لادارة المفاوضات معها حول شأن حساس جدا في الشرق الاوسط، مع ميل واضح للدول العظمى للاستجابة إلى جزء من مطالبها. السياسة الخارجية الإسرائيلية فشلت فشلا ذريعا في هذه المسألة ويتحمل «نتنياهو» مسؤولية كبيرة عن النتائج الفظيعة. 

إسرائيل الرسمية لعبت لعبة المجموع الصفري: إما تفكيك كامل لكل المنشآت النووية الإيرانية، نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة ومراقبة مشددة بألا تعود إلى برنامجها، أو في المقابل عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على القدرة النووية الإيرانية. حتى قبل سنتين أو ثلاث كانت تلك بالفعل السياسة الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة، ولكن منذ ذلك الحين حدث تغيير هام جدا، وبقيت إسرائيل بدون قدرة فعلية على التأثير على خطوات الدول العظمى تجاه إيران. وهنا دخل، سواء أردنا أو لا، موضوع العلاقات غير الودية تماما بين رئيس الحكومة والرئيس اوباما. 

في إسرائيل استخفوا بالدول العظمى الاوروبية وبالرئيس. الآن حيث يأخذ واقع خطير جدا تجاهها بالتجسد فليس لزعمائها من يتحدثون معه. يمكن لوزير الشؤون الاستراتيجية أن يسافر كل اسبوع إلى دول مختلفة من اجل اقناع الزعماء بسحب أيديهم من الاتفاق السيء. ولكن قادة العالم لا يصغون مطلقا. حقيقة أن كل اللاعبين المشاركين في المحادثات يواصلون نشاطاتهم ولم يعلن أي منهم أنه سيترك المفاوضات بسبب الصيغة الآخذة في التبلور. 

ولكن يجب ألا نرى المستقبل أسودا مظلما. الاتفاق الحالي افضل من أن تكون إيران حرة في مواصلة مشروعها النووي بدون عائق. هذا هو الواقع ويجب النظر إليه كما هو. إسرائيل موجودة للأسف في وضع صعب جدا، وحسب معرفتي، فانها لم تكن معزولة في أي يوم أكثر مما هي اليوم.

 

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل الاتفاق النووي العرب أوباما محادثات لوزان

«أوباما»: التحديات الداخلية أخطر على دول الخليج من إيران .. وإضعاف (إسرائيل) «فشل لرئاستي»

تقديرات إسرائيلية: أوباما قرر بيع العرب والشراكة مع إيران

هل تهاجم (إسرائيل) منشآت إيران النووية كما فعلت في العراق وسوريا؟

«هآرتس»: إيران ... التهديد المشترك الذي جمع (إسرائيل) والعرب

لماذا تجسست إسرائيل على مباحثات أمريكا النووية مع إيران؟

الاتفاق النووي واقع .. والآن ننتظر الحساب

الاتحاد الأوروبي يجدد رفضه لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية ويؤكد أنها «غير شرعية»

هل بدأ العالم يضيق ذرعا بـ«إسرائيل»؟