أفغانستان العالقة بين إيران والمملكة العربية السعودية

الثلاثاء 7 أبريل 2015 12:04 م

قادت محادثات الولايات المتحدة السرية مع إيران إلى اتفاق مؤقت، والآن  وصلت إلى الاتفاق النووي الأوّلي، لكن عواقبها الأوسع في المنطقة تتجاوز الملف النووي البسيط.

هذا الاتفاق قد أغضب العديد من الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، وخاصة المملكة العربية السعودية، التي تعتبر إيران العدو اللدود ويرجع ذلك جزئيا إلى الانقسام السني الشيعي القديم في الإسلام.

وهذا الاختلاف الطائفي تم التلاعب به من قبل كل من المملكة العربية السعودية وإيران في سياق المنافسة الاستراتيجية على مزيد من النفوذ في الشرق الأوسط، مما أدى الى تقويض الاستقرار في المنطقة بأسرها.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن قرار الولايات المتحدة  العمل بعيدا عن الشرق الأوسط، ووجود تردد تجاه  سوريا قد خلق حالة استياء عميق وعدم ثقة من قبل المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي وقد دفع هذا الحكومة السعودية لتقليل الاعتماد على دعم الولايات المتحدة وتطوير استراتيجيتها الخاصة لاحتواء صعود إيران كقوة إقليمية.

لكن خيارات المملكة العربية السعودية محدودة. فلم يكن في وسعها التأثير على الدول المكونة لمجموعة (5+1) في المفاوضات مع إيران، كما أنها لا تملك القدرة على إجبار النظام الإيراني مباشرة باستخدام التهديد العسكري.

ولذلك، فإن الخيار الوحيد هو إنشاء ائتلاف سني يحيط بإيران، وبالتالي استنفاذ الموارد الموارد من حول إيران وحصارها، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة.

المنافسة الطائفية

امتد الصراع بالوكالة في سوريا بين إيران والتحالف السني بقيادة المملكة العربية السعودية بالفعل الى العراق، وكان الظهور السريع  لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام هو نتيجة مباشرة لهذه المنافسة الطائفية.

والآن فإن تشكيل ائتلاف سني أوسع للتدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن قد يثير العنف الطائفي في باكستان وأفغانستان.

وفي الواقع، فإن كلا البلدين دعم الحملة الجوية التي تقودها السعودية في اليمن، وهما الان تحت ضغوط شديدة للمساهمة بقوات عسكرية في حالة الغزو البري.

بالنسبة للسعوديين، فقد كانت باكستان دائما حليفا حيويا، تقدم أسلحتها العسكرية والنووية كوسيلة لتوفير الحماية للمملكة. وفي المقابل، فقد قدمت الرياض مساعدات مالية كبيرة للجيش الباكستاني. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، عمل القادة السياسيون والجيش في باكستان على إقامة علاقة وثيقة مع ايران بسبب  علاقة الولايات المتحدة الاستراتيجية بالهند. لذلك، فإن تحقيق التوازن في علاقاتها بين اثنين من المتنافسين الإقليميين في ظل تحولات القوة في المنطقة سيصبح عقبة للقيادة الباكستانية الحالية.

الأفغان أيضا لديهم ذاكرة مريرة بشأن الحرب بالوكالة بين السعودية وإيران في التسعينيات مما تسبب بالدمار وسفك الدماء في العاصمة كابول، وتقع حكومة الوحدة الوطنية في كابول الآن بين المطرقة والسندان. فقرار على شاكلة الانضمام إلى التحالف العسكري السني ضد إيران له عواقب وخيمة. لأنه وبالرغم من وجود الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان، فقد لعبت إيران دورا هاما هناك.

كما أن لدى أفغانستان لغة تفاهم مشتركة مع إيران حيث تعتمد عليها لتحقيق التنمية الاقتصادية. وعلاوة على ذلك، هناك ما يقرب من 2 مليون لاجئ أفغاني  يقيمون في إيران. والعديد من الأفغان يعتقدون أن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران سوف يعيد الدور الإيراني التقليدي في المنطقة، وسوف يعفيهم من قبضة باكستان كممر وحيد للتجارة والعبور.

المكانة الفريدة للمملكة العربية السعودية

وفي الوقت نفسه، تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة فريدة في قلوبب معظم الأفغان بسبب وجود الأماكن المقدسة في الإسلام. بالإضافة إلى ذلك، دعمت المملكة العربية السعودية الأفغان بسخاء في نضالهم ضد الاتحاد السوفياتي السابق.

وبعد سقوط جدار برلين، تحولت السياسة السعودية في أفغانستان من هزيمة الأيديولوجية الشيوعية إلى احتواء النفوذ الإيراني في جنوب ووسط آسيا.

ويعتقد الزعماء السياسيين والدينيين أن الحركات الراديكالية السنية مثل طالبان تشكل عقبة طبيعية أمام نشر مذهب الشيعة الثوري في المنطقة، وبالتالي استثمر معارضو إيران بكثافة في المدارس الدينية المتطرفة في باكستان، حيث يوجد عدد كبير من الشباب الأفغان والباكستانيين الملتحقين بالتعليم الديني.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت المملكة من بين الدول الثلاث التي اعترفت رسميا بنظام طالبان في عام 1996.

ومنذ إدلائه القسم الرسمي لولايته، أقام الرئيس الأفغاني «أشرف غاني» علاقة وثيقة جدا مع المملكة العربية السعودية، وسعى لإدخال المملكة كوسيط  في دعم عملية السلام مع طالبان. وفي الواقع، فإن المملكة العربية السعودية وبعض من دول مجلس التعاون الخليجي (على رأسها قطر) لا تزال تحمل بعض التأثير على قيادة الحركة. وبدون ضغوط من المملكة العربية السعودية، فإن طالبان لن تدخل في حوار سلام مع حكومة كابول.

يعتمد مستقبل الاستقرار في أفغانستان على الرئيس «غاني» وقرار الحكومة. وفي هذا السياق فإن المشاركة في الغزو البري في  اليمن سيتسبب في تفكك حكومة الوحدة في أفغانستان وكذلك رد فعل قاس من إيران. كما أن رفض كابول أن تصبح  جزءا من التحالف السني الأوسع يكلفها خسارة عملية السلام والعزلة السياسية من التحالف الذي تقوده السعودية.

تجربتنا الأخيرة تجعلنا نميل لصالح التدخل في سياق تحالف دولي أوسع. ومع ذلك، فإننا نشجب العنف في اليمن في سياق التنافس الطائفي لأننا ما زلنا نعاني من فظائع لدينا بسبب الحرب الأهلية الخاصة.

  كلمات مفتاحية

أفغانستان باكستان السعودية إيران عاصفة الحزم

التحالف السعودي الباكستاني: القوة في مقابل الدولار

«فورين بوليسي»: التحالف السعودي الباكستاني ”حساس وخطير“

«ستراتفور»: لماذا نتوقع نمو التعاون العسكري بين السعودية وباكستان؟

أفغانستان «الجديدة»: إلى أين؟

السعودية تبني مركزا إسلاميا بأفغانستان بتكلفة تتجاوز 100 مليون دولار

«حكمتيار» يتعهد بإرسال مقاتلين إلى السعودية لمحاربة إيران

مرتزقة سوريا: الأفغان المقاتلون في صفوف «الأسد» تحت قيادة ضباط إيرانيين

إيران تنقل أسلحة ومرتزقة عبر طائرات أفغانية إلي العراق وسوريا

«ديلي بيست»: روسيا تتفاوض سرا مع طالبان للتحالف ضد «الدولة الإسلامية»

مشروع السلام الإسلامي لأفغانستان

«محمد بن زايد» يستقبل نائب الرئيس الأفغاني

«محمد بن سلمان» يجتمع مع وزير الدفاع الأفعاني في حفر الباطن