«ديلي بيست»: روسيا تتفاوض سرا مع طالبان للتحالف ضد «الدولة الإسلامية»

الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 09:10 ص

تعمل حركة طالبان، بعيداً عن الأضواء، على إقامة اتصالات مع الدول السوفيتية السابقة على الحدود الأفغانية، بالإضافة إلى موسكو.

وبحسب تقرير نشره موقع «دايلي بيست» أمس الإثنين، فإن حركة طالبان «لم تعد معزولة كما كان الوضع عليه خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة العمليات العسكرية الأمريكية ضدها بسب حمايتها لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول».

ويرى التقرير أن «الوضع القائم ليس بسيطاً إطلاقاً، والمثير ارتباطه جزئياً بالجهود الروسية المزعومة للحد من انتشار الفكر الداعشي التكفيري بين عناصر طالبان في أفغانستان، الأمر الذي يساعد على فتح علاقات أيضاً بين الحركة والعدو الإيراني القديم»، بحسب التقرير.

التقرير يكشف أيضا معلومات عن أن روسيا وبعض الدول المجاورة لها مثل طاجكستان وتركمنستان قد تكون تلعب دور العميل المزدوج من ناحية التعاطي في ملفي طالبان و«الدولة الإسلامية»، مخافة من إعادة تسلم حركة طالبان زمام الأمور في أفغانستان.

ويقول قيادي أفغاني سابق في طالبان، فضل عدم ذكر اسمه، إن الموقف الأمريكي العالمي والتهديد النابع من «الدولة الإسلامية»، يسهلان دمج مصالح طالبان مع مصالح روسيا، مضيفاً «لا يمكن أن نستبعد مزيداً من التعاون، بناءاً على السيناريوهات الجديدة في الشرق الأوسط».

وهذا الأمر سيحصل، بحسب التقرير، «في حال خرجت روسيا من الحرب السورية منتصرة في الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد (الذي يبدو أبعد من أن يتحقق)، الأمر الذي سيشجع طالبان على تعزيز علاقاتهم مع موسكو».

اتصالات متقطعة تحت الرادار

ويعود التقرير ليؤكد أن الاتصالات مع موسكو «لا تزال تحت الرادار وغالباً ما تكون متقطعة»، مشيراً إلى أن المكان الأساسي للمحادثات هو في طاجكستان، القريبة من شمال محافظة كوندوز الأفغانية، حيث العناصر الاستخباراتية قد تكون متورطة في عمليات تهريب كبيرة للعتاد العسكري لحركة طالبان.

ويضيف القيادي السابق أن «طاجكستان واقعة تحت نفوذ الروس، لذا لا يمكن أن يحدث أي شيء من دون موافقة موسكو».

وإضافة إلى ذلك، عندما قام مسلحو طالبان بالسيطرة على كوندوز في نهاية الشهر الماضي، أكد زعيم الحركة ملا «أختر محمد منصور» بوضوح أن الحركة لا تشكل أي تهديد، ولا ليس لديها أي نية باختراق الحدود الأفغانية باتجاه روسيا أو دول الاتحاد السوفياتي السابق.

وتشير بعض المصادر إلى أن الاتصالات ما بين الطرفين تعود إلى 2013 وتم فتحها بناء على طلب من الروس، إلا أن المشاورات الأكثر جدية حصلت خلال الفترة الأخيرة.

وينقل التقرير عن ممثل «الحزب الإسلامي الأفغاني» شارك في مؤتمر «سلام أفغانستان» في قطر خلال الصيف الفائت، بأن الحضور شهد مشاركة روسي يتحدث بطلاقة لغة «باشتو» وكان يراقب ما يحدث، وأنه دعي من قبل طالبان «لذا ليس هناك شك بحقيقة التواصل بين طالبان وموسكو».

وينتهي التقرير إلى النقل عن الأوساط الدبلوماسية في كابول تأكيدها أن الحركة تحاول الابتعاد عن أي خطط لدعم الجماعات الإرهابية الدولية، والتركيز على دورها في المقاومة الأفغانية المحلية ضد الوجود الأمريكي ولكن ليس ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال تقرير أصدرته لجنة من الخبراء تابعة لـ«الأمم المتحدة» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» يزداد نفوذا في أفغانستان على حساب حركة «طالبان». (طالع المزيد)

وكشف تقرير لجنة «القاعدة/طالبان» أن عدد المجموعات والأفراد الذين انضموا علنا إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» أو يعلنون مبايعته يزداد في عدة ولايات أفغانية.

ونقل التقرير تقديرات عن قوات الأمن الأفغانية مفادها أن حوالي 10% من أعضاء حركة «طالبان» الفاعلين يؤيدون تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنه أشار إلى أن هذا الرقم ليس ثابتا لأن التحالفات تتغير خلال فصل المعارك الحالي.

وأضاف التقرير أن هناك على ما يبدو توسعا كبيرا لتنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى أن مجموعات مرتبطة بالتنظيم توجد في 25 ولاية بأفغانستان، حسب مصادر حكومية أفغانية.

 

  كلمات مفتاحية

روسيا طالبان الدولة الإسلامية موسكو طاجيكستان الملا عمر الأمم المتحدة القاعدة

تقرير أممي: «الدولة الإسلامية» يزداد نفوذا في أفغانستان على حساب «طالبان»

زعيم طالبان يؤكد: أفغانستان لن تعرف السلام قبل رحيل القوات الأجنبية

«ستراتفور»: في أفغانستان .. طالبان منقسمة لكنها لا تزال فاعلة

مقتل قائد بارز بتنظيم «الدولة الإسلامية» في أفغانستان

أفغانستان العالقة بين إيران والمملكة العربية السعودية

معارض سوري: الطيران الروسي نفذ 300 عملية قصف و4 مجازر خلال حملته

«الكريملن» لا يستبعد زيارة الملك «سلمان» لموسكو قبل نهاية العام الجاري

وفد من طالبان في باكستان لاستئناف محادثات السلام

تقارب بين «طالبان» وموسكو وطهران يثير مخاوف واشنطن وكابول

مقتل 140 جنديا أفغانيا في هجوم لطالبان على قاعدة عسكرية في مزار شريف