قالت مصادر في المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، إن قوات نظام «بشار الأسد» لم تحقق أي تقدم في الحملة البرية، التي تشنها على ريف حمص الشمالي (وسط) منذ مطلع الشهر الجاري، رغم الغطاء الجوي الروسي الكثيف الذي يساند الحملة.
وقال القائد الميداني في كتيبة «شهداء الدار الكبيرة»(الجيش الحر)، «جهاد أبو مسلم»، لوكالة الأناضول، إن قوات النظام والميليشيات المساندة لها، تكبدت خسائر كبيرة خلال الحملة التي شنتها على ريف حمص الشمالي.
وأضاف أنه تم قتل العشرات من قوات النظام، بالإضافة إلى مقتل قائد الحملة العميد معن ديب، و6 ضباط آخرين، لافتا إلى أن فصائل المعارضة دمرت 9 دبابات، وأعطبت 5 آخرى، واغتنمت اثنتان، كما دمرت 6 عربات مصفحة من طراز bmp".
وبحسب «أبو مسلم»، فقد فرض النظام حصاراً خانقاً على المنطقة، بعد فشل الحملة، ومنع دخول المواد الغذائية إليها، مشيرا إلى أن نجاح فصائل المعارضة في صد الحملة العسكرية يعود إلى توحد عمل جميع الفصائل ضمن غرفة عمليات مشتركة".
وأضاف أن هدف قوات النظام من الحملة كان السيطرة على قرية تير معلة كونها تعتبر الممر الوحيد باتجاه مناطق المعارضة بريف حمص الشمالي (الدار الكبيرة وتلبيسة)".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي المعارض، «عبد المهيمن الحمصي»، إن الطيران الروسي «نفذ أكثر من 300 عملية قصف خلال الحملة المذكورة، توزعت على مدينتي تلبيسة والرستن، وبلدة الغنطو، بالإضافة إلى قرى تير معلة، وسنسيل، وجوالك، أسفرت عن سقوط أكثر من 120 قتيلا مدنيا، ومئات الجرحى، كما تسببت بنزوح أكثر من 25 ألف شخص».
وأوضح «الحمصي» أن الطائرات الروسية ارتكبت 4 مجازر خلال الحملة، إحداها أمام الفرن الآلي في قرية تير معلة، في أول أيام الهجمة البرية وكان ضحيتها 17 قتيلا، وأخرى في مدينة تلبيسة، حيث استهدف الطيران خلالها ملجأ وأدى لمقتل 40 شخصا، إضافة لمجزرة قي قرية الغنطو راح ضحيتها 10 مدنيين، ومجزرة أخرى بمدينة تلبيسة قبل أيام راح ضحيتها 16 مدنياً»، دون أن يذكر تفاصيل عن المجزرتين الأخيرتين.
وتابع «الحمصي» أن «القصف شمل أيضاً مقرين تابعين للجيش السوري الحر، في مدينة الرستن وقرية تير معلة، أدت لمقتل 30 عنصراً، بينهم ثلاثة قادة ميدانيين، أبرزهم الرائد المنشق رواد الأكسح قائد غرفة عمليات تير معلة».
ولم يتسن التأكد مما ذكره المصدران من مصدر مستقل، كما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من النظام السوري أو قيادة الجيش الروسي حول الموضوع.
وكانت وكالة الأنباء السورية نقلت عن متحدث باسم قوات النظام، الاثنين، قوله إن قوات النظام سيطرت على قرية سنيسل، وقرية المحطة، ومساكن محطة جوالك، وعدة أبنية في تيرمعلة، في ريف حمص الشمالي والشمالي الغربي، وهو ما نفاه القيادي في الجيش الحر.
ودخلت الأزمة السورية منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول إن هذا التدخل يستهدف مراكز تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.