أعلن زعيم حركة طالبان الملا «أختر منصور»، اليوم الثلاثاء، أن البلاد لن تعرف السلام قبل رحيل القوات الأجنبية وإلغاء المعاهدات العسكرية التي تربط كابول بشركائها.
وتعد هذه أول رسالة من الملا «منصور» بمناسبة عيد الأضحى منذ أن خلف الملا «عمر» الذي أعلنت وفاته في نهاية يوليو/تموز الماضي.
وقال الملا «منصور» في الرسالة التي نشرت على موقع حركة طالبان الإلكتروني «إذا أرادت إدارة كابول أن تنتهي الحرب ويحل السلام فإن إنهاء الحرب يكمن في إنهاء الاحتلال وفسخ جميع المعاهدات والاتفاقيات العسكرية والأمنية معه».
ويشير بذلك إلى المعاهدة الأمنية الموقعة بين واشنطن وكابول والتي أجازت بقاء حوالى 13 الف جندي أجنبي قرابة العشرة ألاف منهم أمريكيون بعد انتهاء المهمة القتالية لقوات الحلف الأطلسي في نهاية العام الماضي.
ومسألة رحيل قوات «الاحتلال» هي من المطالب الأساسية لحركة طالبان التي تقاتل القوات الحكومية والأجنبية منذ أن إطاحها تحالف عسكري دولي من السلطة عام 2001.
وكتب الملا «منصور» في رسالته أن «الإمارة الإسلامية تعتقد أنه حين لا يكون البلد محتلا فإن المشاكل الداخلية بين الأفغان قابلة للحل عن طريق التفاهم الداخلي».
ودخل متمردو طالبان في مفاوضات سلام غير مسبوقة مع الحكومة الأفغانية بدأت في مطلع يوليو/تموز في باكستان، لكن بعد جولة محادثات أولى علقت المفاوضات حتى إشعار أخر مع إعلان وفاة الملا «عمر» الذي توفي عام 2013 في باكستان.
وأثار تعيين الملا «منصور» على رأس حركة طالبان انقساما داخل الحركة إذ رفض شقيق الملا «عمر» ونجله في بادئ الأمر مبايعة الزعيم الجديد وانتقدا المسارعة إلى تعيينه وكذلك إخفاء وفاة الملا «عمر»، قبل أن يعودا ويقبلا بمبايعته.
غير أن عددا من قادة طالبان أكدوا لوكالة فرانس برس أن القيادة العليا للحركة ضغطت على عائلة الملا «عمر» من أجل أن تذعن. وأشارت المصادر إلى وجود معارضة حتى الآن.
إلا أن الملا «منصور» اتهم في رسالته «العدو» بنشر هذه «الإشاعات الواهية»، ودعا إلى «الحفاظ على وحدة الصف».
واتهمت جماعة «فدائي ماهاز»، التابعة لحركة طالبان، الزعيم الجديد للحركة، الملا «أختر محمد منصور»، بقتل زعيمها السابق، الملا «محمد عمر»، بأدوية مسمومة مصدره دبي. (طالع المزيد)
وقال المتحدث باسم الجماعة، «قاري حمزة»، في بيان نشر على موقعها الرسمي على الانترنت، إن الملا «عمر» «قُتل على يد الزعيم الجديد لطالبان الملا أختر محمد منصور عبر تقديم أدوية مسمومة له»، ووفق زعمه.
وتابع حمزة في البيان: «طالب منصور من أقرب مرافقي الملا عمر، تقديم دواء مسموم أحضر من دبي. وقتل الملا عمر بعد 3 أيام من شربه الدواء، ودفن في ولاية زابل الأفغانية، ولم يغادر الأراضي الأفغانية بعد سقوط نظام طالبان أبدا».
وبالرغم من هذه الخلافات الداخلية ومن بدء مفاوضات سلام غير مسبوقة مع الحكومة الأفغانية، إلا أن حركة طالبان شنت هجوما عنيفا جدا في فصل الصيف ونفذت موجة من الاعتداءات الدامية استهدفت بصورة خاصة كابول مركز السلطة الأفغانية.
ووقع هجوم جديد الثلاثاء في ولاية بلخ الشمالية المستقرة بصورة عامة أدى إلى مقتل أربعة شرطيين وإصابة ثلاثة بجروح حين انفجرت قنبلة يدوية الصنع لدى مرور اليتهم، بحسب ما أفاد «عبد الرزاق قادري» نائب قائد شرطة بلخ ومنير فرهاد المتحدث باسم الحاكم بالوكالة.