أصبحت البيئة السياسية في المنطقة الأوسع المحيطة بأفغانستان أكثر ملاءمة لمحادثات السلام بين كابول وطالبان. وتقاتل كل من الحكومة الأفغانية والباكستانية عمليات التمرد المتشابكة. وعن طريق الاستفادة من هذا الاهتمام المشترك، فقد حاولوا تحسين العلاقات مع باكستان التي تستضيف لقاءا بين ممثلين من كابول وطالبان يوم 7 يوليو / تموز.

ومع ذلك؛ فقد تم إيقاف المحادثات الوليدة مع وفاة زعيم طالبان «الملا محمد عمر». وأبرز إلغاء المحادثات بعد نبأ وفاة «الملا عمر» الانقسام الذي طال أمده في طالبان فيما يتعلق بموضوع محادثات السلام، الانقسام الذي منع حتى الآن أي محادثات ذات معنى من البداية. كما اقترح ذلك أيضا صراعا على الزعامة داخل الحركة. الزعيم المرتقب الجديد لحركة طالبان، «الملا أخطر منصور»، لا يحظى بدعم كامل داخل الحركة.

ومع ذلك؛ فقد أثبتت الموجة الأخيرة من الهجمات والخسائر البشرية هذا العام في أفغانستان أن انقسام طالبان لم يقلل من قوة المجموعة أو بأسها. وفي 10 أغسطس/آب قام انتحاري بتفجير سيارة ملغومة في دائرة المرور المزدحمة على طول الطريق في كابول المؤدي إلى المطار، ما أسفر عن مقتل خمسة اشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين بجروح. كما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن عدة هجمات في المدينة يوم 7 أغسطس / آب، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسفر فيها الهجوم عن أكبر عدد من الإصابات في صفوف المدنيين.

ووفقا لبعثة الأمم المتحدة المساعدة في أفغانستان، فإن الهجمات الثلاث في كابول يوم 7 أغسطس / آب قتلت 42 مدنيا على الأقل، وأصابت 313 آخرين، وقد كان أخطر هجمات الحركة في 2009، والتي خلفت أكبر عدد من الضحايا المدنيين في هجماتها آنذاك. وحتى الآن؛ فإنه في عام 2015 قد تضاعف عدد الضحايا المدنيين نتيجة الصراعات مقارنة بنفس الفترة خلال 2014.

وسوف تجد كابول صعوبة بالغة في احتواء طالبان، على الرغم من الانقسامات المحتملة للحركة. وانتقد الرئيس الأفغاني «أشرف غاني» باكستان لتوفيرها ملجأ للمتشددين بصفة مستمرة. ومن دون دعم إسلام آباد، فإن هناك أمل ضئيل لبدء محادثات جادة، في حين ما زالت طالبان تقوم بالتدريب والتخطيط والتنسيق بعيدا عن متناول قوات الأمن الافغانية.