النفط يهبط بأرباح «سابك» في الربع الأول 39% ورئيسها يؤكد: لا تأثير على خطط الاستثمار

الاثنين 20 أبريل 2015 04:04 ص

قال الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» إن هبوط أسعار النفط ربما يحدث بعض الضغوط على الربحية لكن الشركة مهيأة لتحقيق نمو مستدام وعائدات أعلى وستواصل الاستثمار في الأسواق العالمية لتعزيز الربحية.

وفي وقت سابق يوم الأحد أعلنت «سابك» وهي من أكبر شركات البتروكيماويات في العالم انخفاضا نسبته 39% في صافي ربح الربع الأول من العام ليصل إلى 3.93 مليار ريال (1.05 مليار دولار) بفعل انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات.

كما انخفضت إيرادات سابك 28% في الربع الأول من العام عن الفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 35.56 مليار ريال ونزلت 18% عن الربع السابق.

لكن يوسف عبد الله البنيان قال إن هبوط أسعار النفط أمر خارج عن السيطرة وإن الشركة تركز على العوامل التي يمكن السيطرة عليها من أجل تحسين الربحية ومن بينها خفض التكلفة لاسيما في الجوانب غير الضرورية وزيادة الكفاءة والحفاظ على مستوى الإنتاج.

وجاءت تصريحات البنيان خلال مقابلة مع «رويترز» يوم الأحد على هامش مؤتمر صحفي عقدته الشركة للتعليق على نتائج الربع الأول.

وأكد البنيان خلال المقابلة على أن «سابك» ستواصل الاستثمار في المشروعات الاستراتيجية حول العالم مع تطلعها لتعافي الأسواق في نهاية المطاف مؤكدا أن تقلبات الأسواق قد تؤثر على الشركات العالمية على المدى القصير ولكن ليس على رؤيتها طويلة المدى.

وقال «البنيان» إن منتجات الكيماويات في الصين والغاز الصخري في الولايات المتحدة وفرص الاستثمار في افريقيا أهم محاور استراتيجية الشركة مستقبلا وإن عمليات السوق المحلي ستستمر مدعومة بنمو اقتصادي قوي من المتوقع أن يبلغ أربعة بالمئة هذا العام.

وقال «دائما لا نغير مشاريعنا الاستراتيجية الرئيسية لأننا على وعي بأن سوق البتروكيماويات يمر بعوامل دورية لن تدوم للأبد ولا نريد أن نكون في الصفوف الأخيرة عندما تتعافى السوق بل نريد أن نكون أول لاعب يستفيد من الانتعاش».

وأضاف «لا نستفيد بالضرورة من تراجع أسعار النفط لأنها تضر بالعائد على الاستثمارات وبهوامش الربح لكن في الوقت ذاته تستفيد أصولنا في الأسواق الأوروبية وفي الصين لأنها تعتمد بشكل رئيسي على النافتا التي شهدت تراجعا في الأسعار».

وأكد «البنيان» على أن استراتيجية «سابك» لن تشهد أي تغير وإنها ستمضي قدما في تحقيق أهدافها المتمثلة في الحفاظ على مكانتها وموقعها القيادي في الأسواق العالمية.

كان «البنيان» قال خلال المؤتمر الذي عقد بمقر الشركة في الرياض إن النمو في الصين يبشر بآفاق ايجابية لسوق البتروكيماويات الآسيوية بينما تبدو افريقيا مقصدا واعدا للاستثمارات المستقبلية.

ورغم هبوطها جاءت الأرباح الفصلية لسابك أعلى من توقعات محللين في استطلاع أجرته رويترز بتحقيق أرباح في المتوسط قيمتها 3.499 مليار ريال في الربع الأول. وقفز سهم الشركة بالنسبة القصوى صباح الأحد بعد إعلان هيئة السوق المالية عن فتح السوق للاستثمار المباشر من قبل الأجانب في 15 يونيو/حزيران المقبل.

ومن المتوقع أن يجتذب سهم سابك القيادي اهتماما كبيرا من المستثمرين الأجانب.

دعم الطاقة

تبنى العاهل السعودي الملك سلمان - منذ توليه عرش البلاد في يناير كانون الأول الماضي- عددا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الهادفة لتعزيز النمو على المدى الطويل.

ومع تأثر الاقتصاد بهبوط أسعار الخام نادى عدد من المسؤولين بإعادة النظر في سياسة دعم الطاقة وربما يشمل ذلك في وقت ما رفع أسعار الغاز الطبيعي عن مستوياتها المتدنية للغاية حاليا.

وفي حال تنفيذ تلك الإصلاحات قد تتأثر أرباح «سابك» التي تعتمد بشكل مكثف على الغاز الطبيعي كمادة خام لأنشطتها في مجال الكيماويات.

وبوجه عام تتمتع شركات البتروكيماويات السعودية بميزة تنافسية لحصولها على اللقيم بأسعار رخيصة مقارنة بالشركات العالمية.

وبسؤاله خلال المقابلة عن رؤيته لسياسة الدعم قال «البنيان» إنه لا يتوقع أي تغير في سياسة الدعم من شأنه أن يضر بصناعة البتروكيماويات التي طالما حظيت بالدعم من السلطات.

وقال إن الحكومة طالما دعمت صناعة البتروكيماويات وسعت عبر سياسة الدعم إلى توفير مناخ صحي للشركات العاملة بالقطاع من أجل تحقيق عوائد جيدة للمساهمين وتوفير وظائف عالية الجودة وإدخال التكنولوجيا المتقدمة للسوق.

وأضاف «أنا متأكد وواثق من أن حكومة المملكة ستواصل سياستها الداعمة لهذا التوجه»

وتابع «ربما يأتي ذلك بمذاق مختلف أو طبيعة مختلفة بعض الشيء ولكني واثق من أن الروح ستظل واحدة. لا أتوقع أي تغيير في المرحلة الحالية».

لا خطط لديون جديدة

وقال البنيان في المؤتمر الصحفي إنه لا خطط لدى «سابك» الآن للاستفادة من سوق القروض ولا تعتزم الشركة إعادة تمويل قروض من بينها قرض يستحق في يونيو/حزيران.

وأشار إلى أن الشركة لا تتحوط ضد تقلبات العملات - في رد على سؤال حول تأثير ضعف اليورو على سابك - لكنها تبذل أقصى ما بوسعها للحفاظ على سيولة للوفاء بالتزاماتها في أوروبا وتقليص تعرضها للتقلبات في سعر صرف اليورو.

وأضاف أنه ربما يتم طرح مشروع مشترك بين سابك وأرامكو السعودية النفطية الحكومية العملاقة وصندوق الاستثمارات العامة الحكومي.

وتابع ان الفكرة لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

ووافقت الحكومة في أوائل العام الماضي على إنشاء الشركة السعودية للاستثمار الصناعي برأسمال ملياري ريال (533 مليون دولار) والتي ستساهم في تنويع اقتصاد المملكة من خلال التركيز على الصناعات التحويلية.

استخدام الغاز الصخري الأمريكي بمصنع بريطاني

في سياق متصل، قال «البنيان» إن سابك وقعت اتفاقا لاستخدام إمدادات الغاز الصخري من الولايات المتحدة بمصنع تيسايد للبتروكيماويات في بريطانيا.

وقال البنيان لرويترز «في الحقيقة وقعنا العقد - لم نتفق بعد مع المورد على إعلان الأمر لكن أكدنا عقدا لتوريد الغاز» ورفض الكشف عن اسم المورد.

وقال إن التوقيت وسائر تفاصيل المشروع الذي وصفه بأنه الأول لاستخدام الغاز الصخري المستورد من المكامن الأمريكية بخليج المكسيك ستتاح بحلول ربع السنة المقبل.

وقال البنيان «سيلبي احتياجاتنا بالكامل للأعوام العشرة المقبلة ويمكن تجديده بعد فترة العشر سنوات».

وسبق أن قالت سابك إن ندرة إمدادات الغاز المحلية تضطرها إلى تفقد فرص الاستثمار في الخارج. وفي العام الماضي قالت الشركة إنها تنوي تطوير وحدة التكسير في تيسايد للاستفادة من فرص استيراد الغاز الصخري من الولايات المتحدة.

وأضاف «البنيان» يوم الأحد أن «سابك» مازالت تدرس مقترحا لبناء مصنع لتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيماويات دون الحاجة إلى تكريره أولا. كان وزير البترول علي النعيمي أعلن تلك الفكرة للمرة الأولى أوائل العام الماضي.

وقال ردا على سؤال إن كانت محادثات قد أجريت مع الشركات إن «سابك» تفضل تنفيذ المشروع بنفسها وإن أي شريك يجب أن يقدم مساهمة مهمة وأن يساعد في توزيع المخاطر.

 

  كلمات مفتاحية

يوسف عبد الله البنيان انخفاض أسعار النفط النفط الصخري سابك

خفض «سابك» الأسعار 15% يؤدي لإغلاق 4 مصانع حديد بالسعودية

«البنك الأهلي» ثاني أكبر الأسهم المدرجة من حيث القيمة السوقية في السعودية بعد «سابك»

رئيس سابك: قطاع البتروكيماويات السعودي لم يتأثر بالأحداث السياسية في المنطقة

تراجع أرباح «سابك» في الربع الثاني من العام الجاري إلى 4.5%

انخفاض أرباح «سابك» بنسبة 17.66% في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري