غارات التحالف العربي تضرب مستودعات أسلحة باليمن

الثلاثاء 28 أبريل 2015 04:04 ص

قال مسؤولون في مجال الإغاثة أمس الاثنين إن الوضع الإنساني في اليمن أصبح مفجعا مع استمرار قصف طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية مسلحين حوثيين متحالفين مع ايران ووحدات متمردة من الجيش وهو ما بدد الآمال بتوقف القتال لتيسير دخول المساعدات.

وقال سكان إن طائرات حربية نفذت ما بين 15 و20 غارة جوية على جماعات للمقاتلين الحوثيين ومستودعات أسلحة في الضالع عاصمة محافظة الضالع ومدينة قعطبة القريبة في الفترة بين الفجر والتاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) متسببة في سلسلة من الانفجاريات استمرت ساعتين أخريين.

واشتد القتال يوم الأحد بعد فترة هدوء عقب إعلان الرياض الأسبوع الماضي عن إنهاء عملية «عاصفة الحزم» التي مضى عليها قرابة خمسة أسابيع للسماح بمرور الأغذية والأدوية إلا في المناطق التي يتقدم فيها الحوثيون.

ويحاول التحالف العربي منع مقاتلين حوثيين وموالين للرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» من السيطرة على اليمن.

ولم تحقق الحملة الجوية تقدما يذكر وأشارت تقارير إلى أن الجانبين يمنعان وصول مساعدات حيوية. ويوقف الحوثيون قوافل الشاحنات المتجهة إلى عدن وتعطل وصول شحنات أغذية عبر البحر أيضا بسبب أعمال تفتيش للسفن تقوم بها قوات بحرية من التحالف لمنع وصول أسلحة للمتمردين.

وقالت «ماري كلير» فغالي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر «كان الأمر صعبا بما فيه الكفاية من قبل.. ولكن الآن لا توجد كلمات تصف مدى تردي الوضع.. إنها كارثة.. كارثة إنسانية».

وأيدها في ذلك وزير حقوق الإنسان اليمني «عز الدين الأصبحي». فقال في مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية الرياض إن «الصورة باختصار تعيد اليمن السعيد إلى أكثر من مئة عام إلى الوراء بشكل مأساوي وحزين لم ير له التاريخ مثيلا» بسبب دمار البنية التحتية وخصوصا في محافظات عدن والضالع وتعز.

ونسبت وكالة الأنباء اليمنية سبأ إلى مدير الاتصالات قوله إن الاتصالات داخل اليمن وبالعالم الخارجي قد تنقطع خلال أيام بسبب نقص الوقود. وقال البرنامج العالمي للأغذية التابعة للأمم المتحدة إن نقص الوقود يمنع التجار أيضا من نقل الغذاء إلى الأسواق.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أسعار الوقود ارتفعت حتى وصلت إلى 10 دولارات للتر وانه لا يوجد من الوقود إلا ما يكفي لاستمرار إدارة المستشفيات لمدة أسبوع واحد آخر وإطالة أمد العمليات الإنسانية المنقذة للحياة أسبوعين.

وقالت الأمم المتحدة إن ناقلة نفط تجارية تنتظر خارج المياه اليمنية منذ 21 من ابريل نيسان للإذن لها بالرسو.

«لم يبق سوى اللصوص»

وقصفت طائرات حربية من التحالف المنطقة حول مجمع الرئاسة في صنعاء لليوم الثاني بينما قال سكان واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قتالا يدور في شوارع مدينة تعز المهمة إستراتيجيا في وسط اليمن.

ولم ترد على الفور تقارير عن حجم الخسائر.

وقالت الأمم المتحدة أن قذائف هاون أطلقت على مستشفى في تعز نهبت منه سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة في 25 من أبريل.

وقال «هشام عبد الوهاب» المقيم في حي بصنعاء شهد انفجارا ضخما الأسبوع الماضي إنه حاول البقاء ولكنه فشل، وأضاف «بدأ بعض الناس العودة إلى الحي.. ولكن الضربات بدأت من جديد والآن هم يغادرون للمرة الثانية. المكان مدمر: لا توجد طرق.. لا ماء.. لا كهرباء. لم يبق سوى اللصوص».

وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن القتال أودى بحياة أكثر من 1000 شخص بينهم 551 مدنيا منذ بدء حملة القصف يوم 26 من مارس/آذار. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انه يوجد 115 طفلا على الأقل بين القتلى.

وفي عدن قال الأهالي ومسؤول محلي إن ضربة جوية سعودية لمبنى كان يتمركز فيه قناصة حوثيون أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين على الأقل وإصابة اثنين آخرين.

وقالت مصادر طبية وسكان أيضا إن المقاتلين الحوثيين هاجموا مستشفى الجمهورية في عدن. وهو أكبر مستشفى في المدينة وإن كثيرا من المرضى فروا من مجمع المستشفى خائفين فيما يبدو من أن تستهدفه الضربات الجوية التي تقودها السعودية.

وتقول السعودية إنها قلقة على أمنها وعلى استقرار اليمن بعد سيطرة القوات الحوثية الشيعية على العاصمة وبدء تقدمهم في أنحاء البلاد في سبتمبر أيلول.

وزادت الضربات الجوية من التوتر الإقليمي حيث شبه قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال علي جعفري السعودية بإسرائيل.

ويقول الحوثيون إن الرئيس عبد ربه منصور هادي شجع المتشددين الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة وكذا المسؤولين الفاسدين. ويقول هادي الذي دخل في مواجهة مع القاعدة قبل أن يفر من تقدم الحوثيين إن الجماعة الإسلامية المتشددة تشكل خطرا على اليمن مثلما كانت دائما.

  كلمات مفتاحية

غارات التحالف العربي مستودعات أسلحة اليمن نقص الخبز أزمة دواء

الأزمة اليمنية وانتقام التاريخ

اليمن يواجه صعوبة في استيراد الغذاء .. والتحالف يعترض مزيدا من السفن

أمير الكويت يستقبل «أردوغان» في زيارة تتصدرها العلاقات الاقتصادية والحرب في اليمن

«بحاح» يرفض مقترحا أوروبيا باستضافة الحوار اليمني لحل الأزمة

القتال يحتدم في أنحاء اليمن وغارات جوية على صنعاء

البنك الدولي يحذر من استمرار تدهور الاقتصاد اليمني

«حزب المؤتمر» اليمني يهاجم قياداته المتواجدة في الرياض ويعلن تبرؤه منهم

اليمن يواجه صعوبة في استيراد الغذاء .. والتحالف يعترض مزيدا من السفن

موسكو تدعو إلى الإسراع في حل الأزمة اليمنية وواشنطن تتهم «الحوثيين» بمواصلة القتال