هل امتصت تغريدات «عبد الله بن زايد» ”العتب“ السعودي؟

الأربعاء 13 مايو 2015 11:05 ص

عملية «عاصفة الحزم» التي شنتها طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على تجمعات قوات الحوثيين، وحليفهم الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» في اليمن، فجرت العديد من الخلافات في منطقة الشرق الاوسط بين مؤيد أو معارض لها، ولكن لم يكن من المتوقع ان تصل هذه الخلافات الى البيت الخليجي نفسه، بأي شكل من الاشكال.

من عادة دول الخليج أن تعمل جاهدة على إخفاء خلافاتها، والحيلولة دون وصولها إلى الإعلام، ولكن يبدو أن هذه المسألة باتتمن الماضي السحيق، في زمن ثورة الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وزحف جيل جديد من القادة والمسؤولين الخليجيين الشبان الذين يختلفون كليا عن أبائهم، بسبب تعليمهم وانفتاحهم على الخارج.

كانت هذه هي المقدمة التي أوردتها صحيفة رأي اليوم بمناسبة الحوار الذي دار في اليومين الماضيين بين الشيخ «عبد الله بن زايد» وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، والفريق «ضاحي خلفان تميم» نائب رئيس شرطة دبي على شبكة الانترنت، والذي أبرز خلافا بين الاثنين، حول الملف اليمني وحرب «عاصفة الحزم» وشكل سابقة خليجية فريدة من نوعها.

فوفقا للصحيفة، فإن المسؤولين الخليجيين يفضلون تجنب نقل خلافاتهم الى العلن، ومعالجة أي خلاف في وجهات النظر في إطار الغرف المغلقة، القصة بدأت في نشر الفريق خلفان مجموعة من «التغريدات» حول «عاصفة الحزم» على حسابه على «تويتر» ألمح فيها الى وجهة نظر تبدو مخالفة لموقف دولة الامارات تجاهها، وتغمز في قناة المملكة العربية السعودية، لما تضمنته من بعض النقد، وجاءت بعض تغريدات «خلفان» كالتالي:

  • أولا: «تستطيع دول التحالف بما لديها من ألة عسكرية جبارة أن تحتل عدن، ولكن كم سيبقون؟ سنة، سنتين، ثلاثا، في النهاية سينسحبون»؟

  • ثانيا: «أمريكا ظلت أكثر من عشر سنوات في وجود بري في أفغانستان، وخرجت ولم تحل المشكلة وكذلك في العراق».

  • ثالثا: «لو كنت انا الذي يدير الحرب أكسب صالح وأقلم أظافر الحوثي، وأتركه في مهب الريح وأنهي الحرب في عشرة أيام».

  • رابعا: «صوملة اليمن غلط، الحرب كما تريد حزما او عزما، تريد حسما، وتريد عقلاء يملكون أدوات الحسم، وليس من طرف واحد، ولكن من كل الأطراف وإلا فإنها نار الحرب».

  • خامسا: «الدخول في حروب مع دول فاشلة يقود إلى فشل، ولنا عبرة من حروب أمريكا في أفغانستان والعراق وسورية وغيرها».

كان من الطبيعي هذه التغريدات ستثير غضب القائمين على «عاصفة الحزم» في السعودية، خاصة تلك المتعلقة منها بضرورة التحالف مع الرئيس السابق«علي عبد الله صالح»، العدو اللدود للقيادة السعودية التي تعتبره انقلب عليها وطعنها في الظهر بتحالفه مع ايران والتيار الحوثي.

فصدور مثل هذه الأقوال عن رجل مثل الفريق«خلفان»، رجل الأمن القوي في إمارة دبي، والذي ما زال يتولى منصبا كبيرا في السلطة، سيثير العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة موقف الإمارات من «عاصفة الحزم»، خاصة بعد تردد من تقارير إخبارية غير مؤكدة تشير إلى علاقاتها القوية مع العقيد«أحمد علي عبد الله صالح»، نجل الرئيس اليمني السابق الذي كان يقيم كسفير لبلاده في أبو ظبي، وتحدثت تقارير إخبارية عن إبعاده بعد عزله من قبل الرئيس اليمني«عبد ربه منصور هادي».

الشيخ «عبد الله بن زايد» وزير الخارجية الاماراتي النشط على «تويتر» مثل الفريق«خلفان» (حوالي مليون وسبعمائة ألف متابع) سارع الى الرد على نائب رئيس شرطة دبي مخاطبا «لتكن ثقتك في قيادتك التي تشارك القيادة السعودية حزمها وأملها، وترفض وضع يدها بيد صالح الذي استرخص أرواح اليمنيين وغدر بجيرانه»، أي عليك الالتزام بقرارات قيادة بلادك دون نقاش.

الفريق «خلفان» كان دائما، ومنذ ان اعتلى منبر «تويتر»، مثيرا للجدل، ولكن تغريداته كانت تلقى قبولا من السلطات الإماراتية، خاصة عندما كانت تشن حربا شرسة ضد حركة «الإخوان المسلمين» وتجرمهم، وتدعو لسقوط حكمهم في مصر ودول عربية اخرى، ولكن اللافت أن الرد على الفريق«خلفان» وتغريداته جاء من قبل الشيخ «عبد الله بن زايد»، وليس من رئيسه الشيخ «محمد بن راشد» حاكم دبي، ونائب رئيس دولة الامارات ووزير دفاعها، الأمر الذي ربما يعكس تنسيقا متفقا عليه، وجرى ترك الأمور لوزير الخارجية للقيام بهذه المهمة، وفقا لصحيفة رأي اليوم.

وقالت الصحيفة (رأي اليوم) أن ما ورد في تغريدات الفريق«خلفان» حول ضرورة إحداث شرخ في العلاقة بين الرئيس اليمني السابق والحوثيين يبدو نوعا من التفكير السياسي، والافكار الاستراتيجية المطروحة، بل والمتبعة في زمن الحروب (سياسة فرق تسد)، وهناك أمثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، وطبقتها القيادة السعودية نفسها، في اليمن وغيرها، أما ما ذكره الرجل عن تحذيره من «صوملة» اليمن، وعواقب خوض حروب في دول فاشلة، وضرب مثل بالفشل الامريكي في العراق وافغانستان وسورية فهو صحيح ايضا، ولكن ربما تبدو المشكلة في انه أطلق هذه التغريدات وهو ما زال في السلطة وسببت إحراجا بالتالي لحكومته.

من جانبه، قام الفريق«خلفان» بالاعتذار بطريقة غير مباشرة عندما قال على حسابه على «تويتر» (مجموع متابعيه 960 ألفا) ردا على الشيخ«عبد الله بن زايد» بأن آراءه تمثله شخصيا ولا تمثل دولة الإمارات، ولا يعرف ما اذا كان هذا «الاعتذار» قد أدى لإرضاء الجهات المعنية وأغلق الملف ام لا.

ووفقا لبعض المتابعين، فإن تصريحات «خلفان» ربما تبدو في سياق ما تضمره القيادة الإماراتية من اختلافات مع نظيرتها السعودية بشأن عاصفة الحزم، فالإمارات تتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» حليف الحوثي المقرب، كما أنها تحمل مخاوف أكبر من السعودية من أن يؤدي إضغاف «صالح» والحوثي إلى زيادة نفوذ التجمع الميني للإصلاح أبرز خصوم القيادة الإماراتية.

 

  كلمات مفتاحية

عاصفة تويتر عبد الله بن زايد الفريق ضاحي خلفان

«خلفان» يتراجع عن تصريحاته أمام «عبدالله بن زايد» بشأن عمليات التحالف في اليمن

العاهل المغربي في أبوظبي و«خلفان» يثير المغاربة في ديارهم بخريطة بلادهم بدون الصحراء

تغريدات قديمة لوزير الإسكان السعودي الجديد تشعل «تويتر»

«عبدالله بن زايد» يشارك في الهجوم على «فهمي هويدي» بعد انتقاده الإمارات

«عبدالله بن زايد» ونظيره الألماني يبحثان في برلين الأحداث في المنطقة

العاهل السعودي يبحث العلاقات الثنائية مع وزير خارجية الإمارات في الرياض

«تركي الدخيل» .. المفوض السامي الإماراتي في الديوان الملكي السعودي

بعد 3 سنوات.. إماراتي يشكر «عبد الله بن زايد» لإنقاذه زوجته