وجه الإعلامي المصري المؤيد للانقلاب العسكري، «إبراهيم عيسى» إهانة شديدة إلى الأسرة الحاكمة في السعودية، بمقال كتبه بجريدته «المقال»، والتي يرأس تحريرها، الصادرة أول أمس الجمعة، تحت عنوان: «عبدالله بن سبأ مع أمراء السعودية في كامب ديفيد».
وقال «عيسى» وهو أحد الإعلاميين المصريين الذين قللوا من شأن «عاصفة الحزم»: «هي إذن مأساة عبدالله بن سبأ مرة أخرى، وهو يهودي من أهل صنعاء، أسلم في أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان، ثم جعل يتنقل -كما تروي الكتب- في الأمصار، يكيد لعثمان، ويغري به، ويحرض عليه».
إلى ذلك تساءل «عيسى» المعروف بقربه من «السيسي»: «لماذا يخشى أمراء الخليج من ابن السوداء، ويشكونه إلى أوباما، ويطالبونه بالتدخل ضده، والتحالف معهم عليه؟ كيف يعتقد التابعون والمؤرخون أن الصحابة بكل ما يملكون من رفعة ومكانة سقطوا في فتنة على يد يمني أسود انتصر على كل مسلمي الأرض؟».
وبعد استعراض الروايات التاريخية بشأن هذه الشخصية التي وصفها بأنها «محض اختراع»، قال «عيسى»: «الأمراء السعوديون والخليجيون في كامب ديفيد الآن مع الرئيس الأمريكي، يشكون إليه عبدالله بن سبأ، ويطالبونه بالتدخل ضده، والتحالف معهم عليه».
واستطرد «عيسى» في مقاله: «أوباما ابن السوداء -على طريقة مؤرخي الخلافة الإسلامية في وصفهم لابن سبأ- قال لهم إن المشكلة فيكم، وليست في ابن سبأ».
واختتم «عيسى» مقاله قائلا: «كل مرة ابن سبأ شكل.. هل لا تملك هذه الأمة وقتا، ولا عقلا، كي تعرف أنها سبب بلاويها، ولا أحد آخر، سواء كان ابن سبأ أو ابن كلب؟»، بحسب تعبيره.
وفي وقت سابق، قدم السفير السعودي في مصر احتجاجا رسميّا على إساءات الإعلام المصري تجاه السعودية.
وفي زيارة قصيرة للمملكة مؤخرا، قدَّم الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» خلالها اعتذارا رسميّا إزاء ما صدر عن الإعلام المصري من إساءات تجاه المملكة.
يُذكر أن «إبراهيم عيسى» يتقدم -وفق مراقبين- قائمة إعلاميين يعتمد عليهم «السيسي» كرأس حربة في ترويج توجهاته وسياساته الخارجية والداخلية، بحكم علاقة ممتدة ووثيقة جمعتهما، منذ ما قبل الحشد الإعلامي والمخابراتي لتظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، ضد حكم الرئيس الدكتور «محمد مرسي»، وهو ما كشف عنه «عيسى» بعد ذلك في جريدة «التحرير»، وقت أن كان رئيس تحريرها.
حيث ذكر أنه التقى «السيسي» مرات عدة، وأنه تبادل معه الرأي بخصوص نظام حكم «الإخوان»، و«مرسي»، ومدى إمكان تدخل الجيش ضده، وغيرها من القضايا.