قال الكاتب السعودي الشهير «جمال خاشقجي» أن الإعلام المصري يدار بالتليفون، مستغربا في الوقت ذاته عدم صدور بيانات مصرية بتفاصيل مشاركة مصر في «عاصفة الحزم»، مؤكدا أن المملكة فقط تحمي الشرعية في اليمن وليس لها أية أطماع أخرى.
جاء ذلك فى حوار مطوَّل عبر الهاتف دام نحو خمسين دقيقة، تحدث «خاشقجى» الذى يتولى رئاسة قناة «العرب» الفضائية، لـ«التحرير» عن رؤيته للموقف المصرى من السعودية بشكل عام ومن «عاصفة الحزم» بشكل خاص قائلا: «أنا حتى فى السياسة أتبع المذهب الظاهرى، فما يظهر لى هو التزام مصرى واضح بالأمن السعودى والسياسة السعودية الخارجية فى المسألة اليمنية حاليا، وتشارك مصر مشكورة فى الحملة، وتؤسس لعلاقة ثقة يمكن أن تتسع ويُبنى عليها».
مشاركة مصر في «عاصفة الحزم»
وتعجب «خاشقجي» من عدم صدور بيان من قِبَل مصر حول مشاركتها في عاصفة الحزم حيث قال «لا أعرف لماذا لا يَصدر بيان من قِبَلِكم بذلك، ولكننا رأينا طائرات مصرية وصورًا لهذه الطائرات تشارك فى العملية» مشيرا إلى أنه «ربما السبب في ذلك موانع دستورية مصرية».
ولفت «خاشقجي» وفقا لمعلوماته أنه لا توجد قوات مصرية برية في اليمن، مشيرا إلى أنه «هناك قوات جوية. انظر، المملكة العربية السعودية شفافة تمامًا فى هذه العملية والمتحدث الرسمى باسم التحالف كل يوم بعد المغرب يطلع ويلتقى الإعلاميين السعوديين والعالميين، ولهم أن يسألوه ما شاؤوا، ويذكر بالتفاصيل ماذا حدث بشأن العملية يوميا».
وعن الموقف الإعلامي المصري من «عاصفة الحزم» قال: «الموقف الإعلامى فى مصر شابه قلق، ما بين أصوات كانت معارضة للعملية وأصوات محايدة للسياسة الخارجية السعودية، وهذا أدى بكثير من الإعلاميين السعوديين إلى التعليق على ذلك، وأنا من بينهم، واستغربناه لأنه يتنافى مع ما يفترض من علاقة قوية بين البلدين».
ورفض «خاشجقي» توضيح مقصده بتغريدة «الجزائر بلد مريح» وما دار بينه وبين رجل الأعمال المصري الموالي للنظام «نجيب ساويرس» مكتفيا بما كتب على صفحته ، مشيرا إلى أنه لم يوضح ذلك ولم يفسره كونه «من الناس الذين ينظرون إلى المستقبل أكثر من الماضى، يعنى أتمنى علاقات جيدة، وأتمنى أخوّة، ولكن عندما يتجاوز أحد علىّ أو على بلدى فلا بد أن أرد عليه، لا أكثر ولا أقل، لكنْ لا أسترسل كثيرًا فى الخصومة لحرصى ومحبتى لمصر وأهلها».
الإعلام المصري يدار بالتليفون
وعن التردد المصرى مقارنة بموقف باكستان قال «خاشقجي» «باكستان دولة ديمقراطية برلمانية والتصويت فى البرلمان الباكستانى مسألة داخلية باكستانية، ولكن ما يخص إخواننا فى مصر سببه أمران، الأول: الإعلام الذى يعلم طبيعة الشعب المصرى والقدرة على التأثير فيه، وأنت تعرفها أيضًا، فبالتالى عندما تصدُر أصوات تندد بشكل حتى ليس بلغة المحلل السياسى المقبولة وإنما بلغة المتحامل على المملكة، تكون هذه صدمة لأننا نعلم أنه يستطيع أحد ما أن يرفع السماعة ويقول لفلان «بلاش الكلام ده، ومش عايزك تقول الكلام ده مرة تانية»، لكن فلان طلع وقال الكلام ده مرة تانية»، مشيرا إلى أن الإعلام المصري يدار بالتليفون «يعنى بإمكان الشخص المعنىّ أن يتصل بجريدة «التحرير» ويقول: مش عاوزين الحوار مع خاشقجى ده يطلع بكرة.. مئة فى المئة».
وبرر وصفه بأن صحفا مصرية سحبت بالفعل من السوق بعد طبعها، مضيفا «لقد كنت أقول لو كان الإعلام حرًّا ما كتبت ما كتبت»، لافتا في إجابته على سؤال أن الإعلام المصري يدار من قصر الرئاسة «أنا لا أعيش فى مصر ولا أعرف، وأنا لا أعمل بالإعلام المصرى حتى أقول مَن يخاطب مَن، لكن على كل حال ما يجب أن نلتفت إليه هو تعزيز العلاقة وتعزيز اللُّحمة والتعاون بين الجانبين».
المصالحة مع الإخوان
وعن دعوته للمصالحة مع الإخوان في تغردية له عبر تويتر وقوله أن العاهل السعودى الراحل الملك «عبد الله» نصح «السيسى» بالحوار والانفتاح قال: «هذا تحليل طبيعى لمجريات الأمور، لا يوجد بلد يستطيع أن يستمر وهو محتقن، يجب على كل المكونات السياسية خصوصًا فى البلدان التى لديها دستور ديمقراطى وبها قبول بالتعددية أن تكون كل مكوناتها حتى ولو متعارضة لا يبطش أحدها بالآخر». مشيرا إلى أن الإخوان ليسوا متطرفين « فالإخوان مستعدون للمشاركة ديمقراطيًّا فى الانتخابات وقد فعلوا ذلك».
وحول وجود تنازع أدوار بين الدور المصرى والدور السعودى قال «الذى يستطيع يفعل»، لافتا إلى أنه « أتمنى أن تفعل وتشارك المملكة فى هذا الدور، المملكة تنظر إلى جناحين استراتيجيين لها فى الماضى، باكستان ومصر، تحلّق بهما فى السياسة الاستراتيجية السعودية، المملكة حريصة على باكستان ومصر(....) الآن انضمت لهذه المنظومة تركيا، تركيا بعودتها إلى محيطنا العربى بالرغبة والتعاون بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم منذ عشر سنوات أصبحت مكملًا أيضًا لهذه الاستراتيجية ولا يغفل قدر مصر ودورها إلا جاحد ويجب أن يكون لمصر هذا الدور وهذا ما نتمناه منها ولها».
وأشار إلى أنه لم يسمع بوساطة سعودية بين مصر من جهة وتركيا وقطر من جهة أخرى «ولا أعتقد أن هناك حاجة إلى وساطة، يعنى بإمكان مصر أن تتصل مباشرة بالطرفين والمصلحة العامة فى المنطقة فى ظل حالة الانهيار ووجود «داعش» كأحد المهددات للمنطقة بالكامل، من الضرورى أن تكون العلاقات بين جميع الدول جيدة، ومتعاونة من أجل وقف حالة الانهيار ثم إعادة بناء المنطقة وفق معايير صحيحة تتوافق مع الروح التى أطلقها الربيع العربى فى المنطقة».