«ميدل إيست بريفينج»: البيت الأبيض يشيد بـ”نجاح“ كامب ديفيد

الأحد 24 مايو 2015 04:05 ص

إلى الأمام نحو وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية مجموعة الخمس زائد واحد مع ايران بسبب برنامجها النووي. ووفقا لمسؤولين في البيت الأبيض؛ قدم الرئيس «أوباما» شخصيا حجة صريحة ومقنعة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي أن الاتفاق النووي مع إيران يمكن التأكد من كونه سيزيد الاستقرار الإقليمي، ويفتح الباب أمام إصلاحات داخلية في طهران من شأنها أن تكون مفيدة للمنطقة برمتها.

في مقابل ما يراه البيت الأبيض دعما هادئا لدول مجلس التعاون الخليجي للمرحلة النهائية من المفاوضات مع إيران، تعهد الرئيس «أوباما» بمساعدة دول مجلس التعاون الخليجي في الحصول على نفس تقنيات الطاقة النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي من شأنها أن تعطي الحق لإيران إذا تم التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك؛ فقد صرح الرئيس أيضا أنه سيعارض دول الخليج في حال رغبت في استيراد تكنولوجيا نووية من باكستان التي تمتلك أسلحة نووية. ويشير هذا التحذير إلى التقارير الاستخباراتية المتداولة مؤخرا عن اتفاق قائم بالفعل بين المملكة العربية السعودية وباكستان تحت مسمى «المظلة النووية الباكستانية» ضد إيران في حال تم توقيع الاتفاق مع مجموعة الخمس زائد واحد العظمى.

وفي جلسات الإحاطة الشخصية لقادة الخليج، قدم «أوباما» دراسة جدوى أشمل من كل التفاصيل التي تم التوصل إليها حتى الآن مع إيران، لضمان الوصول الكامل إلى جميع المواقع النووية المشتبه بها، والتدابير التي سيتم اتخاذها لضمان الوقوف ضد أي استخدام إيراني للأسلحة النووية. حقيقة أن الرئيس «أوباما»، وليس مساعديه، سلموا تلك الإحاطة التفصيلية، فإن مقصد البيت الأبيض كان إظهار التزام الرئيس الشخصي بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي أكثر من أي وقت مضى، وأنه شخصيا على رأس العملية برمتها. «لقد أظهرنا للقادة العرب أن أوباما لم يكن أحمقا بشأن المفاوضات النووية»، هكذا علق أحد المسؤولين من سرا.

وفقا لمسؤولين في البيت الأبيض، فقد قدم الرئيس حجة دامغة على أن الولايات المتحدة مستعدة للابتعاد عن الاتفاقية إذا فشلت في تلبية مطالب واجبة النفاذ. وأوضح أنه يدرك أنه إذا ما وقعت إيران صفقة ضعيفة ونجحت في الخداع، فإنه سيتم وضع المنطقة على مسار سباق التسلح النووي الذي من شأنه أن يهدد المصالح الأمريكية.

كما أدلى الرئيس بما اعتبره حجة قوية بأن الولايات المتحدة لا تخطط لإبرام أي «صفقة كبرى» مع إيران على حساب دول مجلس التعاون الخليجي، وأن الإدارة تدرك جيدا الدور الإيراني في خوض قتال غير متوازن في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. وسوف تعمل واشنطن على إبقاء جميع عقوبات الإرهاب ضد إيران.

وفي الوقت نفسه، تقول المؤشرات أن الصراعات في سوريا ولبنان تستنزف الموارد من حزب الله، وقد عانى الحزب من خسائر فادحة، ويقوم الآن بحملة دعائية لإخفاء الضرر.

الولايات المتحدة لم تتخل عن حلفائها

لإظهار أن الولايات المتحدة لم تتخل عن حلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي، تعهد الرئيس «أوباما» ببيع مبيعات أسلحة متطورة في القريب العاجل لدول مجلس التعاون الخليجي، وتعهد بإنشاء مجلس استشاري أمريكي لإنشاء قوة انتشار سريع في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعهد بنظام دفاع صاروخي خليجي أمريكي مشترك موجه ضد إيران وأتباعها. وأوضح الرئيس «أوباما» أن الولايات المتحدة ستقدم لدول مجلس التعاون الخليجي مظلة أمنية، في شراكة مع فرنسا وبريطانيا، ضد أي تهديدات خارجية. كان إدراج فرنسا له مغزى كبير، نظرا لموقف فرنسا المتشدد في محادثات مجموعة الخمس زائد واحد، ومشاركة الرئيس «هولاند» الأخيرة مع رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي الذين اجتمعوا قبيل كامب ديفيد.

ومع ذلك، فإنه قبل قمة كامب ديفيد، فإن المسؤولين الأمريكيين أكدوا بالفعل أن الولايات المتحدة ليست على وشك توقيع معاهدة ملزمة «على غرار حلف شمال الأطلسي» مع دول مجلس التعاون الخليجي، تحوي التزامات بتدخل عسكرية بهدف «الدفاع المشترك».

واستغل الرئيس «أوباما» مناسبة المحادثات الخاصة لتقديم بعض التعليقات الحادة حول الأوضاع في سوريا واليمن. وفي الوقت الذي تشترك فيه الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في التقييم المشترك القائل بأن الرئيس السوري «بشار الأسد» يجب ألا يبقى في السلطة، أوضح «أوباما» أن واشنطن تنظر إلى صعود «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة والجماعات الجهادية الأخرى على أنها تهديد خطير للاستقرار الإقليمي، لكنه لا يشاطر دول مجلس التعاون الخليجي الأولوية الأولى المتمثلة في الإطاحة بـ«الأسد».

وأشار الرئيس أيضا إلى تقارير تلقاها شخصيا من أصدقائه المقربين في الولايات المتحدة من منظمات حقوق الإنسان تتحدث عن سقوط ضحايا من المدنيين على نطاق واسع جراء التفجيرات السعودي في اليمن. كما أشار إلى أن مستوى الخطاب المعادي للشيعة من بعض رجال الدين السعوديين البارزين كان مزعجا، مختصا بالذكر الخطابات الأخيرة لـ«عبد الرحمن السديس» من المسجد الحرام في مكة المكرمة قبيل انعقاد قمة كامب ديفيد.

وأكد أحد المساعدين في البيت الأبيض أن «80% من المناقشة في كامب ديفيد» سوف تبقى بعيدا عن وسائل الإعلام. ومع ذلك، يبقى السؤال الحقيقي عن ما إذا كان زعماء دول الخليج العربي الذين حضروا مناقشات كامب ديفيد يشاركون تقييم الرئيس «أوباما» المتفائل بأن القمة عالجت نقاطا عديدة من الصراع، وعمقت تحالف واشنطن ومجلس التعاون الخليجي.

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة الاتفاق النووي قمة كامب ديفيد

قراءة في بيان البيت الأبيض و«مجلس التعاون» بعد كامب ديفيد

«أوباما» يتعهد بدعم الحلفاء الخليجيين ضد أي تهديد ويفشل في تهدئة المخاوف من إيران

قمة «كامب ديفيد» تناقش الاتفاق النووي و«أوباما» يؤكد على تعزيز قدرات الخليج الدفاعية

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

جدول أعمال كامب ديفيد: تأييد دول مجلس التعاون للصفقة مع إيران باهظ التكلفة

الثوابت والمتغيرات بعد كامب ديفيد

ما بعد قمة «كامب ديفيد»

باراك أوباما إذ يدير ظهره للشرق الأوسط 

«واشنطن بوست»: الصداقة القوية بين السعودية وأمريكا أصبحت «في فعل الماضي»

اجتماع «وزاري خليجي» مع «كيري» الخميس تمهيدا للقمة المشتركة

غدا.. «كيري» يلتقي بوزراء خارجية «التعاون الخليجي» في البحرين

«كيري» يصل البحرين للمشاركة في اجتماع وزاري خليجي أمريكي